توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المادة: 196

  مصر اليوم -

المادة 196

عمرو الشوبكي

فى إطار ما سبق وأشرت له عن مخاطر كتابة دستور فئوى تعمل كل جهة على أن تحصل على مكسب تتصور أنه يحقق مصالحها، وتقوم دون غيرها بالتعامل مع أفرادها كأنهم كيانات منفصلة عن باقى المواطنين، وصلتنى رسالة أحد ضباط القوات المسلحة المتقاعدين لتفتح ملف هذه القضية. فقد أرسل لى عميد متقاعد رسالة مهمة يعترض فيها على ما جاء فى المادة 196 من الدستور المقترح، والتى نصت فى مقطعها الثانى: «وتختص اللجان القضائية لضباط وأفراد القوات المسلحة دون غيرها بالفصل فى جميع المنازعات الإدارية الخاصة بالقرارات الصادرة فى شأنها». أما تعليق الضابط المتقاعد فكان فى الآتى: 1ـ كيف يمكن إعطاء الحق للقاضى والخصم فى الفصل فى الحقوق؟ 2ـ تجتمع اللجنة وتُقرر، فإذا أخطأت لأى سبب (ولو عن غير قصد) يقوم صاحب الحق بالمثول أمامها بالطعن على قرارها، وفى معظم الأحيان- إلا ما رحم ربى- لا تنعت اللجنة قرارها بالخطأ، وإنما تقوم على الرغم من يقينها بالخطأ بتثبيت قرارها بدعوى أنه لو تم إعطاء الطاعن حقه فسوف يستتبع هذا إعطاء الحقوق لمن تنطبق عليهم نفس الظروف لحالات أخرى. 3ـ هناك الكثير من الأمثلة، وما أكثر ضباط القوات المسلحة الشرفاء الذين تم سلبهم حقوقهم نتيجة أن قرار اللجنة نهائى ولا يجوز الطعن عليه (للعلم أنا من ضمن من ظلموا ويعلم موقفى تماماً الفريق أول السيسى والفريق صدقى صبحى، ومعى جميع المستندات التى تثبت حقى، ولكن كيف لى أن أطالب بحقى وقرار اللجنة نهائى لا يجوز الطعن عليه؟). 4 ـ يفتح هذا النص الباب (لأن ضباط القوات المسلحة بشر وليسوا ملائكة) للعبث بمقدرات الضباط وحقوقهم، حيث لم يعط المُشرع لصاحب الحق المثول أمام جهة محايدة لإثبات حقة. واقترح الرجل: 1ـ إلغاء كلمة دون غيرها من نص المادة. 2ـ إضافة ويحق للمُتضرر الطعن على قرار اللجنة أمام (إحدى المحاكم المناسبة التى يقررها الشارع، ولتكن هيئة قضايا الدولة أو طبقاً لمستويات التقاضى). وبناء عليه يصبح النص بعد التعديل المقترح: وتختص اللجان القضائية لضباط وأفراد القوات المسلحة بالفصل فى جميع المنازعات الإدارية الخاصة بالقرارات الصادرة فى شأنها، ويحق للمُتضرر الطعن على قرار اللجنة أمام (إحدى المحاكم المناسبة التى يقررها الشارع ولتكن هيئة قضايا الدولة أو طبقاً لمستويات التقاضى). والحقيقة أن هذا النص المقترح يفتح الباب لعودة تقاليد كانت موجودة فى الدستور المصرى حتى بعد قيام ثورة يوليو، وهو ما سيعنى تبنى الدستور عمليا، وليس فى إحدى مواده، مفهوم المواطنة، الذى تتراجع فيه هيمنة مؤسساته المختلفة على أفرادها باعتبارهم رعاياها وليسوا أبناء الوطن. فالقانون العام وجهات التحقيق المستقلة هى التى تفصل فى منازعات المصريين، ويجب ألا نقع فى خطر أبناء الجيش يحكمهم فقط الجيش وأبناء القضاة مسؤول عنهم القضاة، والإعلام للإعلام والشرطة للشرطة، وهكذا، فكفانا 30 عاما من الجزر المنعزلة، وحان الوقت لكى نعيد بناء الوطن من جديد على أساس المواطنة والعدالة والديمقراطية. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المادة 196 المادة 196



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon