توقيت القاهرة المحلي 15:58:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان معكوساً

  مصر اليوم -

رمضان معكوساً

عمرو الشوبكي

فى مصر هناك رونق خاص لشهر رمضان الكريم، فيه البهجة والسهر والمسلسلات والفوازير، جنبا إلى جنب مع القيم والمعانى الدينية والروحية للشهر الكريم.

ويقينا أن التعايش بين الدين والدنيا كان نموذجا حيا على أرض مصر طوال شهر رمضان، فاعتاد الناس أن يصلوا التراويح ويشاهدوا مسلسلا أو اثنين أو فزورة نيللى أو سمير غانم، حتى جاء عصر التخمة الرمضانية فى كل شىء: عدد المسلسلات، الإسراف فى الطعام والشراب، وأماكن الخروج والسهر.

صحيح أن عدد المسلسلات انخفض من 50 مسلسلا العام الماضى إلى 30 فى هذا العام، وهو «بشرة خير»، لأنه لا يمكن لأى عاطل أن يشاهد كل هذا العدد من المسلسلات حتى لو جلس 24 ساعة أمام التليفزيون دون نوم أو عمل.

والمدهش أو الصادم أن الشهر الفضيل شهد هجوما كاسحا آخر على المشاهد المصرى، من خلال هذا العدد الهائل والفج من الإعلانات، والتى تجاوزت كل حدود المنطق والمهنية حتى زاحمت الأذان وحلت مكان القرآن الكريم الذى صرنا نسمعه نادرا قبل المغرب والفجر، حتى باتت إعلانات الشيبسى أكثر أهمية من كلام الله!!.

ليس مطلوبا أن تغيب المسلسلات عن شهر رمضان، ولا أن تختفى الفوازير التى تابعها جيلى لسنوات طويلة قبل أن تغيب، ولا توجد صناعة إعلام بدون إعلانات، إنما المطلوب ألا نعيش ثقافة التخمة والجرعة الزائدة التى تحول شهر الصيام والمحبة والتقرب لله إلى جنون حقيقى فى تقديم جرعات غير مسبوقة من المسلسلات والإعلانات التى تجاوزت حدود المنطق والعقل.

معظمنا يشاهد المسلسلات الرمضانية، بمن فيهم كاتب هذه السطور، فقد اعتدت كل عام أن أشاهد مسلسل عادل إمام بشكل منتظم ومعه بشكل متفرق مسلسل آخر أو اثنان، فكان «مأمون وشركاه» هذا العام كما كان من قبل «أستاذ ورئيس قسم»، وغيرهما.

يقينا لن يشاهد أى مواطن فاضى أكثر من 5 أو 6 مسلسلات فى اليوم، ولا أفهم سببا واحدا فى أن يصل حجم المسلسلات المنتجة سنويا إلى ما بين 30 و50 مسلسلا فى مشهد مستحيل أن نجده فى مكان آخر إلا عندنا.

بحسابات المكسب والخسارة مستحيل أن تحقق الفضائيات مكاسب من وراء عرض 50 أو 30 مسلسلا، وبحسابات العقل والمنطق مستحيل على أى بلد يرغب فى التقدم أن يقبل ببث هذا العدد من المسلسلات، ويفترض أن هناك بنى آدم طبيعيا يمكن أن يشاهد ربع هذا العدد وفى شهر واحد!!.

المؤكد نحن بحاجة إلى تصور للتعامل مع شهر رمضان، ونعتبر أن هناك مهمة على الدولة فى بث قيم كثيرة دينية وأخلاقية وروحية فى هذا الشهر الكريم تساعد المجتمع على التخلص من بعض سلبياته، فلا نشاهد اعتداء على أقباط فى العامرية، لأنهم قرروا أن يصلوا، وأن نغرس فى الناس قيم التسامح والمحبة والتقرب لله بدلا من ثقافة الشره والتخمة فى كل شىء من المسلسلات حتى أشكال طعام الأغنياء والمترفين، ونستدعى من الدين الإسلامى أعظم ما فيه من قيم الصدق والعمل والخير، لا أن يترك المجتمع فريسة لقيم استهلاكية مجنونة تردد المقولة الفاسدة: «السوق أو الجمهور عايز كده». والحقيقة هو أمر غير صحيح فلا السوق ولا الجمهور «عايزين كده»، إنما مروجو التخلف والبلادة فى المجتمع هم الذين يريدون ذلك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان معكوساً رمضان معكوساً



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon