توقيت القاهرة المحلي 06:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواعيد المحال التجارية

  مصر اليوم -

مواعيد المحال التجارية

عمرو الشوبكي

قد تكون مصر هى البلد الوحيد فى العالم الذى تجد فيه المحال التجارية تسهر حتى الساعة الثالثة صباحا، ومصر بالتأكيد هى البلد الوحيد فى العالم الذى تجد فيه «وسط البلد» محاله ومتاجره ساهرة دون أى مواعيد من أى نوع ودون أى رقيب أو حسيب، والغريب أننا كنا قبل انتشار ثقافة عهد مبارك فى الفوضى والتسيب، نعرف محال تغلق فى مواعيد تختلف ساعة بين الصيف والشتاء، وتزيد ساعة يوم الخميس مثلنا مثل كل البلاد الطبيعية. قرار رئيس الوزراء كان متوقعا أن يتراجع عنه بعد أن أصبح التسيب وغياب القانون مصدر رزق الكثيرين، فسائقو الميكروباص يتظاهرون من أجل إلغاء المخالفات نظرا لصعوبة الحالة الاقتصادية، وأصحاب المحال هددوا الحكومة بـ«ثورة ثانية» إذا أصرت على قرار تحديد مواعيد الإغلاق. ولا أحد ينكر صعوبة الأوضاع الاقتصادية، ولكن لا أحد ينكر أيضا أن هذه الأوضاع الاقتصادية لن تتحسن إلا بإحداث قطيعة مع دولة المواءمات التى سادت فى عهد مبارك ومستمرة معنا حتى الآن لصالح بناء دولة القانون والعدالة. والحقيقة أن أهم قرار كان سيتخذه الحكم الحالى، وفشل فيه كما هو متوقع، كان تطبيق قانون يفرض على أصحاب المحال التجارية أن تغلق فى العاشرة مساء، ولا بأس أن تبقى حتى الحادية عشرة أو حتى منتصف الليل يوم الخميس والجمعة. أما الحجج الصغيرة من نوع أن حركة التجارة راكدة ويجب أن تبقى المحال مفتوحة حتى الفجر، فهذه جريمة حقيقية لا مثيل لها فى الدنيا، لأن نفس هذه المحال نتيجة «سهر الليالى» تفتح أبوابها فى الظهر وهو منطق فى غاية الغرابة من الناحية الاقتصادية فبدلا من أن تغلق فى العاشرة وتفتح فى التاسعة صباحا وتعمل فى «نور ربنا» اختارت أن تحمّل خزينة الدولة مزيداً من الأعباء الاقتصادية باستهلاك زائد فى الكهرباء رغم الأزمة التى تعانى منها البلاد فى مجال الطاقة. أما جانب العلاقات الاجتماعية والأسرية فى بلد يتشدق كل يوم بالشريعة وتتصارع فيه أحزابه الإسلامية من أجل السلطة وتمكين الدين، فنسيت أن بقاء آباء وشباب كل هذا الوقت فى أماكن عملهم تحت حجة «أكل العيش»، كان نتيجته تفكك آلاف الأسر، فكم من رب عائلة فقد السيطرة على أبنائه وبناته بسبب هذا الانفلات فى مواعيد العمل. إن الحكومة الحالية أضعف من أن تتخذ قراراً جاداً ووحيداً لتطبيق قانون ومبدأ سيخدم الشعب على المديين المتوسط أو الطويل، وإن تراجعها عن قرار تحديد موعد لإغلاق المحال التجارية كان متوقعاً تماما مثلما تراجع «مبارك» عن قرار عدم سير المقطورات وضحى بأرواح الناس على الطرق السريعة لصالح مواءماته مع أصحاب المصالح والصوت العالى. كان يمكن أن تؤسس الحكومة لخطوة جديدة تبرر فيها للناس أسباب هذا القرار، وتقوم بحمله إعلامية واسعة تقنع فيها الناس بأهمية تحديد موعد لإغلاق المحال التجارية، لكنها لم تفعل واكتفت بالقرارات الفوقية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، فأصبحت فى مرمى النيران الصديقة وغير الصديقة، وأُجبرت على التراجع عن أول قرار صحيح وجرىء اتخذته. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواعيد المحال التجارية مواعيد المحال التجارية



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon