توقيت القاهرة المحلي 21:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين كانوا؟

  مصر اليوم -

أين كانوا

عمرو الشوبكي

هل تعيش مصر حالة من الانفلات السياسى والدينى أكثر خطورة من الانفلات الأمنى؟ الإجابة: نعم بكل تأكيد، وهو أمر يعود لتراجع دولة القانون وشعور بعض الناس أن فى استطاعتهم أن يفعلوا ما يشاءون نتيجة غياب الدولة، لأن عنصر الردع بالنسبة لهؤلاء كان القبضة الأمنية وليس سطوة القانون، والمطلوب ليس عودة القبضة الأمنية واستخدام القوة فى غير موضعها، كما كان يحدث فى عهد «مبارك»، إنما فى عودة دولة القانون التى تردع المخطئين والمتطرفين والإرهابيين المحتملين. هذا بالتأكيد المعنى الوحيد وراء الجملة التى أخرجها البعض كما هى العادة من سياقها فى مقال، أمس الأول، عن مليونية الشريعة وتقول: ظهر فى العهد السابق نمط من التدين المغشوش نتاج الفشل السياسى والاجتماعى، وإننا الآن أمام نمط آخر من التدين المصطنع نتيجة غياب القيود الأمنية التى كان يفرضها النظام القديم على بعض رجال الدين الذين لم نسمع منهم حرفا قبل الثورة. والسؤال: هل التدين المصطنع هو التيار الإسلامى؟ طبعا لا؟ هل هو أحزاب «الوسط والنور و الإخوان»، بالطبع لا، فهؤلاء تيارات سياسية أصيلة دفعوا فى معظمهم ثمن خلافهم مع «مبارك» قبل الثورة ولا تستطيع أن تقول إنهم جزء من ظاهرة التدين المصطنع الذى ظهرت بعد الثورة حتى لو اختلفت مع بعض أو كل آرائهم السياسية، حتى الجماعة الإسلامية التى شاركت فى مليونية الشريعة - رغم خلافى الكامل مع خطابها الحالى لا يمكن أن تضعها مع من صمتوا صمت القبور فى عهد «مبارك»، وباتوا يصرخون كل يوم الآن. لماذا أسماء مثل د. ناجح إبراهيم ود.كمال حبيب وعبدالمنعم جمال، من أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد، ممن قضوا سنوات فى السجون والمعتقلات وقدموا مراجعات حقيقية لممارستهم السابقة قبل الثورة، لا يتكلمون عن خصومهم باللغة نفسها التى يتكلم بها رموز التدين المصطنع الذين رأيناهم فجأة بعد الثورة يكفرون مخالفيهم فى الرأى ويتحدثون بغلظة واستعلاء ضد الجميع، ولم نسمع منهم حرفا قبل الثورة ولو حتى فى الدفاع عن فهمهم للشريعة حين كانت قبضة الأمن مسلطة على الجميع. نعم فى مصر بعض رجال التدين المصطنع الذى هبط فجأة على الناس فى مرحلة السيولة وضعف الدولة وغياب القانون تماما مثل هؤلاء من بعض رموز التيارات المدنية، الذين سميناهم «ثواراً بعد الثورة»، ولم تجدهم فى مظاهرة قبل «مبارك»، ولم يكتبوا حرفا ضد حكمه، بل بعضهم كان جزءاً من نظامه، وفجأة أصبحوا يثرثرون بحديث ثورى أكثر بكثير مما يقوله ثوار التحرير. لماذا ظهر فجأة الآن ضباط يطلقون اللحية، وما الذى جعلهم الآن، وليس فى عهد «مبارك» يطلقون لحاهم؟ وهل من المنطقى ألا يحترم حماة القانون والأمن قوانين وزارتهم التى لا تسمح لهم بإطلاق لحاهم، مستغلين حالة الضعف والسيولة الحالية وضاربين بعرض الحائط القاعدة القانونية المتعارف عليها منذ أن التحقوا بكلية الشرطة؟ علينا ألا نتصور أن الديمقراطية تعنى الاستباحة التى نراها الآن فكل من يفجر فى الخصومة ويمارس إقصاء لمنافسيه، ويكفر أو يخون مخالفيه فى الرأى لا يستحق أن يكون له مكان بعد الثورة، ليس بقبضة الأمن كما يتوهم البعض، إنما بسطوة دولة القانون. amr.elshobaki@gmail.com نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين كانوا أين كانوا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon