توقيت القاهرة المحلي 21:01:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هناك فرق.. ولكن

  مصر اليوم -

هناك فرق ولكن

عمرو الشوبكي

نعم هناك فرق بين موقفى مرسى ومبارك من العدوان الإسرائيلى على غزة، فالأول دعم غزة وحماس ورفض العدوان، والثانى تآمر عليهما وتواطأ مع العدوان، صحيح أن الموقف المصرى الحالى من العدوان الإسرائيلى يختلف ضميرياً وسياسياً وأخلاقياً عن موقف النظام السابق، ولكن هل هو قادر فعلاً على التأثير فى المعادلة الدولية والإقليمية؟ وإذا كانت الإجابة بـ«نعم».. فبأى درجة؟ الحقيقة أن الفارق بين عدوانى 2009 و2012 ليس كبيراً من ناحية الزمن، وأن شعور الكثيرين منا بالعار والخزى من موقف مبارك انتقل الآن إلى شعور بالعجز وقله الحيلة رغم إيجابية كثير من القرارات التى اتخذها مرسى، سواء بسحب السفير أو إرسال رئيس الحكومة إلى غزة، وهو أمر لم يكن متخيلاً حدوثه فى العهد السابق لأن زيارات المسؤولين المصريين غير الأمنيين كانت فقط لإسرائيل وليس لقطاع غزة. عدت إلى ما كتبته فى يناير 2009 عقب العدوان الإسرائيلى السابق تحت عنوان «متفرجون حتى آخر قطرة فى دمائنا»، ووجدت فيه: (واهم من يتصور أن الدماء التى تسقط فى غزة هى فقط دماء المقاومين «مهما كانت أخطاء قادتهم وحساباتهم الخاطئة»، فدماء المتفرجين تسقط كل يوم تحت صخور جبل المقطم فى الدويقة وفى العبّارات والقطارات، وبالمبيدات الكيميائية، وكل من يتصور أن الفشل العربى راجع إلى كوننا لا نحارب إسرائيل واهم، لأننا رسبنا جميعاً حين فشلنا فى معركة التنمية والديمقراطية، وفى أن نصبح قوة ردع لسياسات إسرائيل العدوانية، وجرائمها المتكررة. لم يطالب أحد الحكومة المصرية بإعلان الحرب على إسرائيل، ولا التدخل عسكرياً للدفاع عن الشعب الفلسطينى الأعزل، إنما فقط فى إظهار إنجازات «عصر السلام» الذى يفترض أن يكون فى صورة إصلاح سياسى واقتصادى، وفى وزن دولى وإقليمى قادر على التأثير فى المعادلة الدولية «بقدر»، وخاصة فى الحليف الاستراتيجى الأمريكى، بصورة تساعد على وقف العدوان الإسرائيلى، ومترجماً قدرات مصر الداخلية على الساحة الدولية، التى يفترض أن تكون فى أفضل حالاتها نظرا لأننا نعيش مرحلة سلام منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، ولم ندخل فى مواجهة عسكرية منذ حرب 1973. والمؤكد أن مشكلة النظام المصرى ليست فى كونه لم ينتقل من معسكر السلام إلى معسكر الحرب «غير الموجود بين أى نظام عربى منذ مبادرة السادات إلى القدس عام 1977» إنما فى فشله فى إدارة «معركة السلام» بصورة أدت إلى شعور المصريين بالمهانة الوطنية والقومية عقب قيام إسرائيل بعدوانها على أهل غزة، بعد يوم واحد من استقبال وزيرة الخارجية الإسرائيلية فى القاهرة). لا أشعر اليوم بالمهانة نفسها لأن فى مصر نظاماً جديداً ـ مهما كانت أخطاؤه الداخلية ـ لا يتآمر على الشعب الفلسطينى لصالح المحتل الإسرائيلى، ولكن بلاشك تشعر بمرارة الفشل وسوء الإدارة وقلة الحيلة، وتكرار بعض القوى السياسية نفس الخطاب المزايد. مصر يجب ألا تدخل فى مواجهة عسكرية مع إسرائيل إلا فى حالة الدفاع عن النفس، ويجب ألا يتصور أحد أن بلداً مأزوماً اقتصادياً وسياسياً، وتتربص به القوى الكبرى وإسرائيل، وفشل حتى الآن فى أن يصنع توافقاً سياسياً داخلياً أو أن يتقدم اقتصادياً أو ينجز حضارياً فى مواجهة الأمية ومحاربة الفساد ـ يمكن أن يضع فى أولوياته الهجوم على إسرائيل. نعم كل الدعم السياسى والقانونى والمادى للشعب الفلسطينى، أما مصر فلن تردع أى عدوان إسرائيلى إلا بوزنها الإقليمى والدولى وقوتها الاقتصادية والسياسية. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك فرق ولكن هناك فرق ولكن



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon