توقيت القاهرة المحلي 20:33:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هو أخطر من الإعلان الدستورى!

  مصر اليوم -

ما هو أخطر من الإعلان الدستورى

عمرو الشوبكي

يُحسب لكثير من رموز المعارضة الليبرالية واليسارية مطالبتها الرئيس مرسى بالتراجع عن الإعلان الدستورى، والعودة للطريق الديمقراطى والشرعى، وعدم إعطاء أى حصانة دستورية لقراراته دون أن تستغل شعار «إسقاط الرئيس»، ولكن تبقى المشكلة فى أداء «جماعة الرئيس» التى تمثل أكبر عقبة أمام امتلاكه رؤية سياسية تفهم مشكلات الواقع الحقيقية وتسعى لبناء شرعية شعبية مستقلة عن هيمنة مكتب الإرشاد. ورغم كل المبررات التى قالها الرئيس حول دوافع إصدار الإعلان الدستورى إلا أن معضلته الأساسية أنه جاء من أكثر الفصائل السياسية إثارة للجدل داخل النظام السياسى المصرى، وأن تراث عدم الثقة بين الجماعة وباقى القوى السياسية جعل رفض الإعلان المؤقت موقفاً دائماً. والحقيقة أن التعامل مع الدستور باعتباره قضية أغلبية وأقلية، وأن هناك مسودة كتبتها الأغلبية الإسلامية والمطلوب الموافقة عليها - يقتل فكرة كتابة «دستور أمة» فى مقتل، فالدستور يمثل فرصة تاريخية للشعوب بعد مراحل التغيير للتوافق ووضع الأسس التى سيبنى عليها النظام السياسى الجديد. إن الإعلان الدستورى جاء ليضفى الشرعية على دستور كتبه فصيل واحد، وهيمن على لجنته التأسيسية ولم يأخذ بعين الاعتبار معظم الانتقادات والملاحظات التى وجهتها له القوى المدنية، وحين تفشل أمة فى التوافق على دستورها فإن هذا بداية فشل تجربتها الديمقراطية، وحين تفشل تجربتها الديمقراطية ستجد من يقول همساً أو صراحة إن هذا الفشل بسبب عدم استعداد الشعب لتقبل الديمقراطية، وفى الحقيقة هذا فهم قاصر ويخفى غياب الرغبة فى تحديد مسؤولية الفشل السياسى والدستورى، لأن الديمقراطية طريق له قواعد تساعد الشعوب على الالتزام بها، وفى مصر فعلنا عكس هذه القواعد وبعدها قلنا أو قال بعضنا إن المسؤولية هى مسؤولية الشعب المصرى. إن أمام أى تجربة تغيير مسارين فى التعامل مع دستورها الجديد، فإما أن تمتلك قيادة جديدة قادرة على وضع دستورها الجديد بصورة توافقية بعد وصولها للسلطة، أو تعدل فى دستورها القديم كما جرى فى بولندا والعديد من البلدان لحين التوافق على الدستور الجديد. أما مصر فقد فشلت فى الأولى والثانية فلم تستطع التوافق على دستور جديد وأسقطت دستورها القديم بعد أن طالبت القوى المدنية بعبقرية نادرة بإسقاط دستورها المدنى 1971، وهى فى وضع أضعف من التيارات الإسلامية وفتحت الباب لأول مرة فى تاريخ مصر لربط كتابة الدستور بوزن كل تيار فى الشارع، فكانت الغلبة للإسلاميين الذين شعروا بأن من حقهم كتابة دستور وفق رؤيتهم ماداموا حصلوا على أغلبية فى البرلمان والجمعية التأسيسية. والحقيقة أن بداية الخلل فى الجمعية التأسيسية يكمن فى أنها ارتبطت بـ«المحاصصة السياسية» وإصرار التيار الإسلامى على أن يحصل على 57% من عضوية الجمعية التأسيسية، وبدلا من أن يعترف الرئيس بهذا الخلل ويحاول أن يصوبه قام بتعميقه بإصدار إعلان دستورى غرضه سلق دستور غير توافقى وحشد الناس باسم الشريعة كالعادة ليس لها علاقة بالمشاكل الحالية من أجل التصويت عليه. كارثة الإعلان الدستورى تخفى كارثة أكبر هى كتابة دستور يقسم البلاد ويعمق أزمتها. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هو أخطر من الإعلان الدستورى ما هو أخطر من الإعلان الدستورى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon