توقيت القاهرة المحلي 20:43:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في انتظار النتيجة

  مصر اليوم -

في انتظار النتيجة

عمرو الشوبكي

ليس مهماً نتيجة الاستفتاء ونسبة من سيقول «نعم» أو «لا» للدستور، إنما الأهم هو ضمان نزاهة أول استحقاق انتخابى فى ظل حكم ينتمى إلى لون سياسى محدد، وهو الإخوان، وفى ظل شكوك حول درجة إيمانه بالديمقراطية، بعد أن ساهم فى 6 أشهر وببراعة يحسد عليها فى مضاعفة مشكلات البلاد وتعميقها. سيستعيد النظام الجديد جزءاً من شرعيته التى فقد جانباً كبيراً منها أثناء الأحداث الأخيرة إذا بذل قصارى جهده من أجل ضمان نزاهة الانتخابات، بحيث تكون النتيجة معبرة عن تصويت المصريين فى الصندوق، وأن نجاحه فى إجراء أول انتخابات نزيهة سيعنى الدفع بقطاع واسع من القوى الاحتجاجية للعمل داخل المؤسسات الديمقراطية. إذا جاءت النتيجة بـ«نعم»، كما يتوقع الكثيرون، فإن هذا سيعنى ضرورة احترام نتيجة الصندوق، والعمل على وضع قانون للانتخابات يتوافق عليه الجميع، والبدء فى بناء بديل سياسى لحكم الإخوان وليس فقط بديلاً احتجاجياً قادراً على الحشد بـ«الضد» دون تقديم بديل. أما إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بـ«لا»، فإن هذا سيعنى ضرورة التوافق على آلية لانتخاب جمعية تأسيسية جديدة، أو العودة إلى دستور71 لحين التوافق على وضع دستور جديد قد يستغرق أعواماً. وإذا كانت قوة «نعم» خارج أصوات الإخوان ومعظم السلفيين تكمن فى عنصرين أساسيين: أولهما ثقافة «نعم» الضاربة فى جذور المجتمع المصرى والموجودة أيضا لدى كثير من المجتمعات، والتى تميل إلى الموافقة على الاستفتاءات الدستورية حتى تتقدم البلاد خطوة للأمام، لأن مربع الجدل والنقاش المتخصص حول مواد الدستور يصبح بالنسبة لقطاع واسع من الناس مضيعة للوقت، خاصة إذا تركز على قضايا قانونية ودستورية، وغابت عنه أى حلول لمشكلاته اليومية. وثانيهما أن مسار «نعم» نتيجته ملموسة وسريعة، أى اعتماد الدستور الجديد وتبنيه ووضع مواده فى حيز التنفيذ. أما التصويت بـ«لا» فهو أولاً لديه صعوبة لأنه «عكس التيار» المتصالح ثقافياً وتاريخياً مع «نعم»، وفى الوقت نفسه فهو على عكس الانتخابات التشريعية والرئاسية التى يختار فيها الناخب بين مرشحين أو أكثر، ويجد فيها الناخب تأثيراً مباشراً لصوته بنجاح مرشحه الفورى وخسارة منافسيه، وهذا ليس الحال فى الاستفتاء، الذى سيعنى التصويت بـ«لا» سقوط الدستور القديم، لكنه لا يعنى وجود دستور جديد، أى أن الاستفتاء لا يتم بين دستور «أ» ودستور «ب» حتى يجد المواطن صدى فورياً لصوته، إنما سيعنى فى حال الرفض البدء فى مسار آخر قد يأخذ أشهراً وربما سنوات لكى تتضح نتيجته. ستحتاج «لا» إلى مساعدة أصدقاء وليس صديقاً، ومنها عمق درجة الرفض لممارسات الإخوان، والتى ستجعل هناك تياراً واسعاً يرفض مسودة الدستور، باعتباره «دستور الإخوان» ورفضا لطريقتهم فى حكم البلاد، وليس بالضرورة عن قناعة بالمسار البديل. قد يرى الكثيرون أن فرصة «نعم» راجحة، وقد يتمنى آخرون أن تفوز «لا» وبصرف النظر عن النتيجة، فإن مصر مقبلة على أزمات كبيرة، لأننا اخترنا مساراً صعّب علينا عملية التحول الديمقراطى، ويتحمل مسؤوليته الجميع حتى لو كانت مسؤولية من حكموا الآن أكبر بكثير من الآخرين. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انتظار النتيجة في انتظار النتيجة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon