توقيت القاهرة المحلي 06:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَنْ أسقط دستور 71؟

  مصر اليوم -

مَنْ أسقط دستور 71

عمرو الشوبكي

كثيرون اعترضوا على الدستور الجديد، ورفضوا هيمنة التيار الإسلامى على الجمعية التأسيسية، وآخرون رفضوا مواد مقلقة قد تفتح الباب أمام بعض الجماعات المتطرفة لاستغلالها فى قوانين حسبة أو قواعد جديدة تنتقص من حق المواطنة. والمفارقة أن الشكوى من الدستور الجديد جاءت من التيارات المدنية التى رفضت فى معظمها إجراء أى تعديل على دستور 71 تحت حجة أن النظام قد سقط ولابد من سقوط الدستور معه، ونسيت أن فقهاء القانون الدستورى الليبراليين هم الذين وضعوا دستور 71 الذى كان فى المجمل دستورا جيدا لم يطبق فى أرض الواقع، وقبل أن تعبث به يد «السادات» فى نهاية عهده، ويجمده «مبارك» ويحوله إلى ذكرى. إن كثيراً من البكاء والعويل على الدستور الجديد هو نتاج الفشل وسوء أداء القوى المدنية وما سمى «الائتلافات الثورية» طوال المرحلة الانتقالية، ومنها التعامل مع دستور 71، حيث ذهب البعض بوعى أو بدون وعى نحو تسليم البلاد «مقشرة» للإخوان، بتلك الحرب التى شنوها من أجل إسقاط دستور 71 وهدم ما تبقى من مؤسسات الدولة. صحيح أن غياب قيادة للثورة متوافق عليها تقود المرحلة الانتقالية بالشراكة مع المجلس العسكرى ساهم فى هذا الوضع، ودفع كثيرين إلى الاكتفاء بالاحتجاج وبتفكيك القديم حتى لو كان مرتبطاً بالدولة لا نظام مبارك، فاعتبروا إسقاط الدستور هو أسمى الأهداف حتى لو كانت مشكلته الأساسية فى التطبيق، وليست فى النص. إن هناك بلاداً مثل بولندا ـ وعشرات غيرها ـ عدلت من دستورها القديم، وأجرت فى ظله الانتخابات، إلى أن حانت الفرصة ووضعت دستوراً جديداً بعد أن ظلت تُحكم بدستور قديم معدل من 1989 حتى 1997، فى حين أن من كان له اليد العليا فى مصر هو الذى فكك دولته ودستوره وجمهوريته وخلط بين إسقاط مبارك وإسقاط الدولة. المدهش أن الاستفتاء الأول فى مارس 2011 الذى خرجت نتيجته بـ77% لصالح تعديل دستور 71 لم يُعمل به، وأخرج المجلس العسكرى إعلانا دستوريا باهتا ومرتبكا تضمن 63 مادة من بينها المواد الثمانى المعدلة ليسقط عمليا دستور 71 رغم أن الاستفتاء كان على تعديله لا إسقاطه. إن سلوك الإخوان بعد الثورة كان أشبه بلاعب احتياطى واقف خارج الملعب ويستأذن اللاعبين من التيارات المدنية أن ينزل الملعب لكى يلعب معهم جزءاً من المباراة، فقال «نعم» لدستور «71 معدل» الذى لم يشارك فى كتابته، وإنه يحترم مؤسسات الدولة وإنه سيترشح على 35% فقط من مقاعد البرلمان ولن يرشح أحداً لانتخابات الرئاسة. وحين وجد لاعبين داخل الملعب يلعبون لحسابه ـ ولو دون قصد ـ قرر النزول بثقله ولعب المباراة لحسابه فحصل على الأغلبية البرلمانية ووصل لسدة الرئاسة وبعدها نسى زملاء الملعب ونسف حمّامه القديم وتغير خطابه جذرياً. المؤكد أن الناس «لا تتعلم ببلاش»، وصحيح أن البعض لم يتعلم أى شىء حتى الآن، إلا أن الكثيرين وعوا أن الدولة المصرية بكل مشاكلها وسوء أدائها أفضل بكثير من حالة «لا دولة»، وأن المطلوب هو الدفاع عن هذه المؤسسات والعمل على إصلاحها لكى تبقى صامدة فى وجه محاولات «إخوان الحكم» للسيطرة عليها بعد أن اتضح أن هناك فارقاً هائلاً بين إصلاح المؤسسات والانتقام منها، تماما مثل الفارق بين الهدم بغرض الهدم، والهدم بهدف البناء. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنْ أسقط دستور 71 مَنْ أسقط دستور 71



GMT 06:29 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أسطورة تعيش قرنًا آخر!

GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شتّان ما بين الاعتذارين

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon