توقيت القاهرة المحلي 06:27:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشباب ليس مهنة

  مصر اليوم -

الشباب ليس مهنة

عمرو الشوبكي

مشكلة الشباب أنها جزء من مشكلة أكبر تتعلق بعلاقة الأجيال فى مصر، فهذه العلاقة التى تم تشويهها فى العهد السابق طوال 30 عاما من حكم مبارك عرفت استبعاداً جيلياً هُمشت فيه الأجيال الشابة من الحياة العامة إلا القلة التى اختارت أن تسير فى فلك التوريث. وراجت طوال العهد السابق مفاهيم من نوع أن أستاذك يعرف أكثر، ومدرسك يفهم أحسن، وعميد كليتك يجب أن يقود مسيرتك، أما أنت أيها الشاب فعليك فقط السمع والطاعة لمن هم أكبر منك سناً، وغير مسموح لك حتى بنقاشهم. وقد دفع الاستعلاء الجيلى الذى مُورس ضد كثير من الشباب قبل الثورة إلى قيام بعضهم بممارسة الإقصاء الجيلى بعد الثورة، والبحث عن بناء تنظيمات سياسية أو جماعات احتجاجية «نقية» وغير «ملوثة» بأجيال أخرى غير جيل الشباب، فنظروا إلى جيل الوسط «40 إلى 50 عاماً» بعين الريبة والتوجس، وإلى الأجيال الأكبر «50 إلى 80» كأنهم من أقارب مبارك. والحقيقة أن مصر ليست بحاجة إلى إقصاء أو استعلاء جيلى من أى نوع، إنما شراكة جيلية حقيقية تبنى على معيار الكفاءة والقدرة على العطاء، بصرف النظر عن السن والجيل، ومسألة الشباب و«العواجيز». فالانتماء للشباب ليس عملا أو مهنة فى ذاته، فهناك شباب وشباب، وهناك شباب إذا جرى تصعيدهم فى حزب أو مؤسسة أول من يهاجمه رفاقه الشباب، الذين قد يفضلون كهلاً على أن يتقدم شاب مثلهم الصفوف، وهناك بين الشباب من «اشتغل على نفسه» بجد وطور خبراته ومهاراته، وصنع شراكة جيلية حقيقية مع الأجيال الأكبر فأثر فيهم وتأثر بهم، وهؤلاء سيصعدون فى السلم السياسى والاجتماعى ليس باعتبارهم شباباً إنما باعتبارهم كفاءات يجب أن تساهم فى نهضة هذا البلد. رؤيتى لموضوع الأجيال ذكّرنى بها حوارى منذ عدة أيام مع أحد شباب الأحزاب المدنية، اعتاد أن يشتكينى وينقدنى، وإذا رضى عنى ينتقد كل قيادات حزبه ومعها قيادات جبهة الإنقاذ، وإذا لم يجد ما ينتقده فى كل هؤلاء ينتقد التراخى الثورى للجميع، وحين سأله أحد الأصدقاء: هل تعرف «لينين»؟ فقال له: لا أعرفه «مين ده»؟ وفى المرة الأخيرة لم يجد إلا الاحتجاج على كيف يقبل د. حسام عيسى يد المستشارة تهانى الجبالى، فالأول ثورة والثانية ليست ثورة، فقلت له: هل تعرف ماذا كانت تعمل المستشارة الجبالى قبل أن تكون قاضية فى المحكمة الدستورية العليا؟ قال: أكيد كانت فى الحزب الوطنى، قلت له: غير صحيح، لقد كانت محامية ناصرية معارضة انتخبت فى مجلس نقابة المحامين وكانت ربما ـ إذا لم تخنّى الذاكرة ـ هى المرأة الوحيدة فى تاريخ المجلس منذ 40 عاما. وحين انتهى لقاؤنا اعتذر عن عدم الجلوس فى مقهى رامى بإمبابة وقرر أن يذهب ليقابل أصدقاءه فى مقهى بـ«الزمالك». موضوع الأجيال ليس مجرد شيك على بياض يقدم للجيل الأصغر باعتباره شباباً إنما يقدم للأكفأ والأكثر عطاء وقدرة على التواصل مع جيله والأجيال الأخرى، وليس من حق من يعتبر نفسه شاباً أن يفعل ويقول ما يريد لأنه سيكتشف بأسرع مما يتخيل أن هناك شباباً آخرين بنوا وعلموا وثقفوا أنفسهم وسيصعدون فى السلم السياسى والاجتماعى ليس لأنهم شباب إنما لكونهم أكفاء وجادين، وهؤلاء ليسوا قلة كما يتصور البعض، إنما هم الأكثرية التى هال عليها البعض تراب المراهقة والغوغائية لبعض الوقت. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب ليس مهنة الشباب ليس مهنة



GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شتّان ما بين الاعتذارين

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon