توقيت القاهرة المحلي 20:43:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشباب ليس مهنة

  مصر اليوم -

الشباب ليس مهنة

عمرو الشوبكي

مشكلة الشباب أنها جزء من مشكلة أكبر تتعلق بعلاقة الأجيال فى مصر، فهذه العلاقة التى تم تشويهها فى العهد السابق طوال 30 عاما من حكم مبارك عرفت استبعاداً جيلياً هُمشت فيه الأجيال الشابة من الحياة العامة إلا القلة التى اختارت أن تسير فى فلك التوريث. وراجت طوال العهد السابق مفاهيم من نوع أن أستاذك يعرف أكثر، ومدرسك يفهم أحسن، وعميد كليتك يجب أن يقود مسيرتك، أما أنت أيها الشاب فعليك فقط السمع والطاعة لمن هم أكبر منك سناً، وغير مسموح لك حتى بنقاشهم. وقد دفع الاستعلاء الجيلى الذى مُورس ضد كثير من الشباب قبل الثورة إلى قيام بعضهم بممارسة الإقصاء الجيلى بعد الثورة، والبحث عن بناء تنظيمات سياسية أو جماعات احتجاجية «نقية» وغير «ملوثة» بأجيال أخرى غير جيل الشباب، فنظروا إلى جيل الوسط «40 إلى 50 عاماً» بعين الريبة والتوجس، وإلى الأجيال الأكبر «50 إلى 80» كأنهم من أقارب مبارك. والحقيقة أن مصر ليست بحاجة إلى إقصاء أو استعلاء جيلى من أى نوع، إنما شراكة جيلية حقيقية تبنى على معيار الكفاءة والقدرة على العطاء، بصرف النظر عن السن والجيل، ومسألة الشباب و«العواجيز». فالانتماء للشباب ليس عملا أو مهنة فى ذاته، فهناك شباب وشباب، وهناك شباب إذا جرى تصعيدهم فى حزب أو مؤسسة أول من يهاجمه رفاقه الشباب، الذين قد يفضلون كهلاً على أن يتقدم شاب مثلهم الصفوف، وهناك بين الشباب من «اشتغل على نفسه» بجد وطور خبراته ومهاراته، وصنع شراكة جيلية حقيقية مع الأجيال الأكبر فأثر فيهم وتأثر بهم، وهؤلاء سيصعدون فى السلم السياسى والاجتماعى ليس باعتبارهم شباباً إنما باعتبارهم كفاءات يجب أن تساهم فى نهضة هذا البلد. رؤيتى لموضوع الأجيال ذكّرنى بها حوارى منذ عدة أيام مع أحد شباب الأحزاب المدنية، اعتاد أن يشتكينى وينقدنى، وإذا رضى عنى ينتقد كل قيادات حزبه ومعها قيادات جبهة الإنقاذ، وإذا لم يجد ما ينتقده فى كل هؤلاء ينتقد التراخى الثورى للجميع، وحين سأله أحد الأصدقاء: هل تعرف «لينين»؟ فقال له: لا أعرفه «مين ده»؟ وفى المرة الأخيرة لم يجد إلا الاحتجاج على كيف يقبل د. حسام عيسى يد المستشارة تهانى الجبالى، فالأول ثورة والثانية ليست ثورة، فقلت له: هل تعرف ماذا كانت تعمل المستشارة الجبالى قبل أن تكون قاضية فى المحكمة الدستورية العليا؟ قال: أكيد كانت فى الحزب الوطنى، قلت له: غير صحيح، لقد كانت محامية ناصرية معارضة انتخبت فى مجلس نقابة المحامين وكانت ربما ـ إذا لم تخنّى الذاكرة ـ هى المرأة الوحيدة فى تاريخ المجلس منذ 40 عاما. وحين انتهى لقاؤنا اعتذر عن عدم الجلوس فى مقهى رامى بإمبابة وقرر أن يذهب ليقابل أصدقاءه فى مقهى بـ«الزمالك». موضوع الأجيال ليس مجرد شيك على بياض يقدم للجيل الأصغر باعتباره شباباً إنما يقدم للأكفأ والأكثر عطاء وقدرة على التواصل مع جيله والأجيال الأخرى، وليس من حق من يعتبر نفسه شاباً أن يفعل ويقول ما يريد لأنه سيكتشف بأسرع مما يتخيل أن هناك شباباً آخرين بنوا وعلموا وثقفوا أنفسهم وسيصعدون فى السلم السياسى والاجتماعى ليس لأنهم شباب إنما لكونهم أكفاء وجادين، وهؤلاء ليسوا قلة كما يتصور البعض، إنما هم الأكثرية التى هال عليها البعض تراب المراهقة والغوغائية لبعض الوقت. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب ليس مهنة الشباب ليس مهنة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon