توقيت القاهرة المحلي 06:27:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تفعلوا مثل مبارك

  مصر اليوم -

لا تفعلوا مثل مبارك

عمرو الشوبكي

حين يتصور الإخوان أن الحل فى تغيير الحكومة وأن الأزمة فى وزير هنا ومحافظ هناك يخطئون خطأ جسيماً، فحين يفقد نظام شرعيته لا يكون ذلك بسبب تحريض بعض القوى السياسية عليه ولا نتيجة صراع على السلطة بين حكام ومعارضين إنما بسبب شعور أغلب الناس أنه لا يعبر عنهم وأن انحيازاته أصبحت لشلة أو جماعة أو عشيرة وليس للشعب والدولة. قضية حكم الإخوان ليست مشكلتها فى الإدارة ولا أن بها حكومة فاشلة، لأن الحل ليس فى تغيير الحكومة بأخرى إنما فى تغيير نمط كامل فى الإدارة والحكم. البعض يتذكر شلة جمال مبارك ويؤكد أنه كان فيها بعض العناصر الكفؤة ذات التعليم العالى وأنهم كانوا كأفراد أكثر كفاءة من كثير من إخوان الحكم، ولكن لم يسأل كثيرون: لماذا فشلوا وعجزوا عن أن ينالوا رضا المصريين؟ لأن ببساطة الناس شعرت أن هدفهم التوريث وليس الإصلاح وأن جمال مبارك سيهين المصريين جميعاً إذا نجح فى الانقضاض على السلطة بليل. إذن المعضلة كانت فى بنية المشروع نفسه الذى تعايش معه مبارك بتبلد معتاد، ولم تكن فى التفاصيل، ولا أن أحمد نظيف كان أفضل من هشام قنديل، إنما كانت فى الرسالة التى كان يقدمها نظام مبارك ونجله للشعب وغابت عنها الشرعية الأخلاقية قبل السياسية. معضلة الوضع الحالى أن الرئيس وجماعته يناقشون مظاهرات أمس الأول وحالة الغضب السائدة لدى قطاع واسع من المجتمع المصرى باعتبارها قضية إما قلة مخربة أو تحريض من المعارضة أو تقصير حكومى، وينسى أو يتناسى أن المشكلة فى نظام حكمه الذى أرسل رسائل كارثية للمجتمع فى 8 أشهر تقول إن الذى يحكم ليس الرئيس إنما مكتب الإرشاد، وأن الجماعة التى ترفض أن تقنن وضعها القانون وتصر على أن تكون فوق الدولة والشرعية تحت حجة أن القانون الحالى لا يعجبها أرسلت رسالة سيئة للجميع بأن القانون ليس مهما وأن المطالبين بالالتزام به هم الضعفاء فقط. دولة القانون غيبها الإخوان بحصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى، وتغيير وزير الداخلية السابق بسبب مطالبة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بإقالته وليس بسبب تقصيره، وأن حزب الحرية والعدالة أصبح الجهة التى تطالب الناس بتقديم أوراقهم لدفعة جديدة للنيابة العامة فى لافتة صادمة رفعت فى القليوبية، وهم قبلها الذين غيروا النائب العام بغير الطريق القانونى وعينوا آخر بنفس طريقة مبارك وكأن إصلاح السلطة القضائية وتطوير أدائها أمر لا يهم الجماعة إنما السيطرة وجلب أهل الثقة من الجماعة والعشيرة إلى الحكم هو الهدف. لم يحاول إخوان الحكم أن يوصلوا فى 8 أشهر رسالة واحدة تقول إنهم حريصون على عودة دولة القانون، وليس فقط السيطرة على الدولة دون القانون، وإدارتها بنفس الطريقة القديمة دون أى تغيير أو إصلاح. لقد نزل الناس للشوارع نتيجة عدم ثقتهم فى جماعة الرئيس التى تحكم من وراء الستار ولا تعمل من أجل الصالح العام إنما لصالح مشروعها الخاص، وأن من فى الحكم لم يقدموا رسالة واحدة تقول إننا سنحاسب المخطئين لأنهم مخطئون إنما سنحاسب المخطئ تبعاً للحسابات السياسية، فإذا كان مفيداً أن نتركه فسنتركه، وإذا كان مفيداً أن نتصالح معه سنتصالح معه. لم يعرف إخوان الحكم الفارق بين إدارة الجماعة والدولة، ومازالوا حتى هذه اللحظة غير قادرين على مراجعة أخطائهم الجسيمة قبل فوات الأوان. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تفعلوا مثل مبارك لا تفعلوا مثل مبارك



GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شتّان ما بين الاعتذارين

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon