توقيت القاهرة المحلي 23:46:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأساس الأعوج

  مصر اليوم -

الأساس الأعوج

عمرو الشوبكي

لماذا سيفشل الحوار الوطنى؟ ولماذا فشلت كل مبادرات الرئيس؟ ولماذا القادم أسوأ؟ لأن الأساس الذى بنى عليه المسار السياسى كان معوجاً، وكل طابق سيبنى فوق هذا الأساس سيمتلئ بالتشققات التى لا يصلح فيها ترميم ولا تجميل، وسينهار على رؤوسنا فى يوم من الأيام. الخسارة ستكون أفدح إذا تركنا أنفسنا نبنى طابقين أو ثلاثة أو عشرة لأن المبنى سينهار فى يوم من الأيام، وأفضل لنا أن نعيد بناءه ونحن الآن فى الطابق الأول بدلا من المكابرة والاستمرار. الحوار مع الرئيس من عدمه ليس هو جوهر المشكلة، فمن رفضوا الذهاب لـ«الحوار الشكلى» من أعضاء جبهة الإنقاذ سيخسرون جزءا من الشارع، ومن قرر المشاركة فى الحوار مثل حزب مصر القوية سيخسر أيضا جزءاً من الشارع، ويبقى الموضوع أعمق من قضية الحوار. المعنى الجلى فى مبادرة د. أبوالفتوح، التى لم يؤخذ بها، أنها وضعت بجرأة اسم «خيرت الشاطر» الذى لا يحتل موقعاً رسمياً داخل الدولة، ولا هو رئيس حزب من بين المدعوين للحوار: البرادعى وصباحى والكتاتنى والرئيس، وهو ما أكدته بصورة أو بأخرى جبهة الإنقاذ حين طالبت بتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين التى تحكم من وراء الستار، وهو أمر شعر به قطاع واسع من الشعب المصرى بفطرته واعتبر أن الرئيس هو «رئيس لكل الجماعة» وليس لكل المصريين. معضلة الوضع الحالى ليست فقط فى الفشل الاقتصادى والسياسى وسوء الإدارة والتخبط إنما فى أساس أعوج للبناء الجديد ومسار فاشل يجب أن تدرسه كل تجارب التحول الديمقراطى لتفعل عكسه وتتعلم منه عدم الفشل. صحيح أن فى مصر فوضى وعدم مهنية إعلامية وسباً وقذفاً وتخويناً وتكفيراً تحت مسمى «حرية الرأى والتعبير»، وهناك فوضى وأصوات احتجاجية تستبيح كل شىء فى الحكومة والمعارضة، وهناك عنف مرفوض تتعرض له المنشآت العامة والخاصة، كل ذلك موجود ومرفوض ويمكن التعامل معه لو كان الأساس الذى بنينيا عليه طابقنا الأول صحياً وطبيعياً. الناس التى نزلت فى مدن القناة والقاهرة والإسكندرية ليست فى غالبيتها الساحقة جماعات فوضوية، والناس التى شعرت بأن إرادتها تسلبها جماعة غير قانونية، ودولتها تنهار أمام أعينها وترى نظرات الشماتة وتصفية الحسابات فى أعين بعض قادتها، تصبح المشكلة لديها أعمق من الذهاب إلى الحوار من عدمه. الرئيس والجماعة تناقشا فى ديكور الطابق الأول «موف ولا رصاصى»، ولا يريدان أن يستوعبا أن المشكلة فى الأساس الذى يعانى من 3 عيوب رئيسية ستهدم ناطحة السحاب التى حلمنا ببنائها إذا لم يكن اليوم فالغد، الأول الدستور غير التوافقى الذى شعر قطاع كبير من المصريين بأنه يقصيهم. والثانى يتعلق بمشكلة الجماعة التى تحكم وتدير وترفض أن تكون جزءاً من قانون الدولة فهى جماعة مختارة لا يجب أن ينطبق عليها قانون باقى الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والثالث هو عدم التمييز بين الدولة والحكومة، فالثانية يمكن أن يكون كل أعضائها من الإخوان، أما الأولى فلا يجب أن تكون فى خدمة الإخوان بدءا من النائب العام الذى عيّنه مرسى بنفس طريقة مبارك وانتهاء بكل مؤسسات الدولة الأخرى من الشرطة والجيش والقضاء التى يجب ألا تخضع لأى محاصصة سياسية من أى نوع بعد أن وصل للكثيرين رسائل الجماعة بأنها لا تريد أن تصلح الدولة إنما تريد السيطرة عليها وكسرها. المعضلة ليست فى قبول الحوار ولا رفضه إنما فى أساس أعوج يصر الرئيس وجماعته على الاحتفاظ به وفرضه على الجميع. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأساس الأعوج الأساس الأعوج



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon