توقيت القاهرة المحلي 23:28:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد محرز

  مصر اليوم -

محمد محرز

عمرو الشوبكي

لا تستطيع أن تمنع شابا فى عمر الزهور من أن يدافع عما يؤمن به حتى لو كان ثمنه هو الشهادة، وهذا ما فعله الشاب المصرى محمد محرز ذو الـ 27 ربيعا، حين ذهب إلى سوريا وانضم لصفوف المقاومة، وسقط شهيدا يوم الثلاثاء الماضى بعد تلقيه رصاصة من قناصة جيش الأسد، أثناء خروجه مع مجموعة من المقاومين، وأقيمت عليه صلاة الجنازة ودفن بالأراضى السورية. الصور التى نشرتها «اليوم السابع» على موقعها الإلكترونى يوم الأربعاء الماضى تدفعك للقول: لماذا ذهبت يا محمد وتركت طفلتك الصغيرة ذات العامين وتركت أمك وأشقاءك وأصدقاءك يتألمون لفراقك المبكر، ألم تكن هناك وسيلة أخرى تدعم بها إخوانك المقاومين والشعب السورى غير الذهاب إلى هناك، والاستشهاد فى سبيل الله ومن أجل قضية عادلة؟. قد تكون هذه الأسئلة مشروعة لكل من لم يتمن موت الشاب، ومحمد نفسه لم يذهب ليموت إنما ذهب من أجل الدفاع عن قضية عادلة وهى دعم حرية الشعب السورى وتخليصه من واحد من أبشع النظم الديكتاتورية فى العالم كله وأكثرها دموية وانحطاطا، ونتيجة هذه القناعة اتخذ خيارا كان من الصعب على كثيرين من أبناء جيله أن يأخذوه وهو الذهاب إلى «دار الحرب» والجهاد ضد الظلم البين، والاستعداد لدفع حياتهم ثمنا لما يقومون به. قال محمد لأحد الشيوخ قبل سفره: «أنا متزوج وأحب زوجتى وسعيد معها، وقد أنعم الله علىّ بطفلة جميلة، ومستقر فى عملى تماما، ولا أعانى من أى صعوبات فيه، وإذا كنت تظن أن خروجى فيه شىء من الهرب مثلا فليس الأمر كذلك أبدا ولكنه واجب الجهاد فى سبيل الله»، فما كان من الشيخ إلا أن قال «أما وقد حزمت أمرك لا مانع شرعا من سفرك». المفارقة أن محمد محرز استشهد على يد عصابات بشار الأسد، ولاتزال هناك قلة تتصور أن نظام بشار نظام ممانع، والحقيقة أنه نظام تاجر بالشعارات القومية على مدار عقود، وادعى أنه يحارب إسرائيل التى لم يطلق عليها طلقة واحدة ولو سهوا، وأنه ضحية المؤامرات الصهيونية والحقيقة أنه كان صنيعتها، وأن الجرائم التى ارتكبها لا تعد ولا تحصى سواء كانت فى لبنان أو سوريا، فهو نظام مجرم وطائفى وقاتل. جرائم بشار الأسد هى الأبشع بين كل الحكام العرب، فهو المسؤول الأول عن تحويل الانتفاضة السورية السلمية إلى انتفاضة مسلحة بعد المجازر المرعبة التى ارتكبها بحق شعبه الأعزل، وهو المسؤول الأول عن استشهاد ما يقرب من 100 ألف سورى جراء الحرب المشتعلة، وهو أيضا المسؤول عن تدمير البنية التحتية السورية وهدم مؤسسات الدولة وتفكيك الجيش حتى يبقى بشار وعصابته فى السلطة ولو على حساب كل الشعب السورى. قد يقول المرء بحسابات الدنيا: لماذا ذهبت يا محمد إلى سوريا لتموت وأنت فى عمر الزهور؟ والمؤكد أنه مات فى سبيل الله لأن قضية الشعب السورى ليست قضية رمادية يمكن أن ينقسم حولها الناس، إنما هى قضية أبيض وأسود، إما أن تكون مع الشعب والناس أو تكون مع القتلة والمجرم بشار الأسد، فليس مهماً أن تكون راضيا كل الرضا عن أداء الجيش الحر ولا أن تتفق مع توجه كل المقاومين، وأن تتصور مخطئا أن المعارضين فى سوريا هم فقط الإخوان أو الإسلاميون، فالمعارضون والمقاتلون والشرفاء هم كل الأطياف السياسية وهم الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السورى، والداعمون لهم هم كل أحرار العالم العربى والعالم أجمع. مات محمد محرز دفاعا عن الحق والعدالة، ولقى ربه شهيدا، أو كما قال نجل د. أبوالفتوح: «غمضة عين صافية.. وجه مشرق.. وأيادٍ بيضاء.. رحمك الله يا محمد». نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد محرز محمد محرز



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon