توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخوف من إيران

  مصر اليوم -

الخوف من إيران

مصر اليوم

    لايزال هناك تيار بين السلفيين يتظاهر ضد الحضور الإيرانى فى مصر، ولايزال البعض يتعامل بمراهقة نادرة حين يصر على التظاهر ضد السياحة الإيرانية لمصر فى مشهد يعكس كثيراً من الضعف وانعدام الثقة بالنفس. والمفارقة أن مصر الواثقة من نفسها هى التى سمح فيها الأزهر الشريف فى الستينيات (وما أدراك ما الستينيات) فى عهد الراحل الشيخ محمود شلتوت بدراسة المذهب الشيعى الإثنى عشرى ضمن المذاهب الأربعة، ودعا للتقريب بين المذاهب، أما مصر الضعيفة الفاقدة للثقة فى نفسها فهى تخشى من زيارة عشرات السياح إلى أسوان أو الآلاف فى المستقبل وكأن إيران الدولة والأمة الكبيرة قضيتها الوحيدة هى تشيع مصر. والحقيقة أن كل أوراق إيران خارج ورقة الأحزاب الشيعية فى العراق وحزب الله لم تكن أوراقاً مذهبية إنما كانت سياسية بامتياز، فهذا ما فعلته أثناء تحالفها مع حماس ومع خطاب المقاومة فى العالم العربى، وحين تغيرت الظروف وانفجرت الثورة السورية غيرت حماس من تحالفاتها وعادت إلى البيت الإخوانى فى القاهرة وتونس دون أن يتشيع قطاع غزة ولا حركة حماس. محزن أن يشعر السلفيون فى مصر بالتهديد ولا يشعر أهل قطاع غزة (أصغر من حى شبرا) بأى تهديد، وهو أمر محزن أن يمارس بعض هؤلاء هذا السلوك الاحتجاجى بالتظاهر ضد مواطنى دولة أخرى (ولا أقول مسؤولين) لمجرد أنهم شيعة، فهذا وصمه عار لنا جميعاً. لقد كتب علينا ألا نكون دولة طبيعية مثل كل دول العالم (جميعها لديها علاقات مع إيران باستثناء أمريكا وإسرائيل) تسمح لنا بأن نختلف معها وتعتبر أن العلاقات الدبلوماسية هى آلية متحضرة لإدارة الخلافات وليس فقط دعم الاتفاق. هل يعقل لدولة مثل مصر لديها علاقات بإسرائيل الصهيونية والغرب «الصليبى» العلمانى- كما يصفه البعض- ولديها علاقات ببوذيين وهنود وملحدين، ويشن بعض مسلميها السنة تلك الحرب الطائفية على دولة مسلمة لمجرد أن أغلب سكانها شيعة؟ ولا نرى من هذا البلد ذى التاريخ والحضارة العريقة الذى عرف ثورة كبرى وحيوية سياسية وتقدماً صناعياً وممانعة حقيقية إلا هذا الوجه الطائفى؟ بالطبع هناك تحفظات كثيرة على النظام السياسى الإيرانى، وانتقادات أكثر على أداء الرئيس نجاد وتيار المحافظين الحاكم فى إيران، إلا أن هذا لا يجب أن يدفعنا إلى اختزالها فى مذهبها الشيعى، فإيران طرف أصيل فى المنطقة لديها مصالح مشروعة وطموحات زائدة، أحيانا ما تكون غير مشروعة، ولكنها الضلع الثالث من مثلث الثلاثة الكبار فى العالم الإسلامى: تركيا وإيران ومصر، ونجحت فيه الأولى أن تكون فى المقدمة وتقدم خبرة اعتدال مفيدة لكثير من البلدان العربية على أرضية التزاوج بين الإسلام والعلمانية، فى حين أن الثانية قدمت نموذجاً لدولة ممانعة حقيقية، ليس على طريقة عصابات القاتل بشار الأسد (حليف إيران بكل أسف)، أما مصر فلاتزال فى مرحلة التعثر واللغو والخيبة الثقيلة. من حق السلفيين فى مصر، كما المحافظين فى إيران، أن يقدموا نموذجاً دينياً ملهماً وأن ينشروا مذهبهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وطالما أن مصر مذهبها سنى وتحب آل البيت فإن هؤلاء لا يدركون أنه البلد الأقرب نفسياً وسط بلاد «العالم السنى» لملايين الشيعة فى العراق وإيران، ولولا جهل بعضنا وتعصبه للعبنا دوراً رائداً فى التقريب بين المذاهب والشعوب، ولعبنا دوراً أكبر فى وقف الاقتتال السنى الشيعى فى العراق ولبنان، ولكن للأسف نحن نسير كما فى كل المجالات عكس ما يجب أن نسير فيه. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف من إيران الخوف من إيران



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon