توقيت القاهرة المحلي 06:18:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخوف من إيران

  مصر اليوم -

الخوف من إيران

مصر اليوم

    لايزال هناك تيار بين السلفيين يتظاهر ضد الحضور الإيرانى فى مصر، ولايزال البعض يتعامل بمراهقة نادرة حين يصر على التظاهر ضد السياحة الإيرانية لمصر فى مشهد يعكس كثيراً من الضعف وانعدام الثقة بالنفس. والمفارقة أن مصر الواثقة من نفسها هى التى سمح فيها الأزهر الشريف فى الستينيات (وما أدراك ما الستينيات) فى عهد الراحل الشيخ محمود شلتوت بدراسة المذهب الشيعى الإثنى عشرى ضمن المذاهب الأربعة، ودعا للتقريب بين المذاهب، أما مصر الضعيفة الفاقدة للثقة فى نفسها فهى تخشى من زيارة عشرات السياح إلى أسوان أو الآلاف فى المستقبل وكأن إيران الدولة والأمة الكبيرة قضيتها الوحيدة هى تشيع مصر. والحقيقة أن كل أوراق إيران خارج ورقة الأحزاب الشيعية فى العراق وحزب الله لم تكن أوراقاً مذهبية إنما كانت سياسية بامتياز، فهذا ما فعلته أثناء تحالفها مع حماس ومع خطاب المقاومة فى العالم العربى، وحين تغيرت الظروف وانفجرت الثورة السورية غيرت حماس من تحالفاتها وعادت إلى البيت الإخوانى فى القاهرة وتونس دون أن يتشيع قطاع غزة ولا حركة حماس. محزن أن يشعر السلفيون فى مصر بالتهديد ولا يشعر أهل قطاع غزة (أصغر من حى شبرا) بأى تهديد، وهو أمر محزن أن يمارس بعض هؤلاء هذا السلوك الاحتجاجى بالتظاهر ضد مواطنى دولة أخرى (ولا أقول مسؤولين) لمجرد أنهم شيعة، فهذا وصمه عار لنا جميعاً. لقد كتب علينا ألا نكون دولة طبيعية مثل كل دول العالم (جميعها لديها علاقات مع إيران باستثناء أمريكا وإسرائيل) تسمح لنا بأن نختلف معها وتعتبر أن العلاقات الدبلوماسية هى آلية متحضرة لإدارة الخلافات وليس فقط دعم الاتفاق. هل يعقل لدولة مثل مصر لديها علاقات بإسرائيل الصهيونية والغرب «الصليبى» العلمانى- كما يصفه البعض- ولديها علاقات ببوذيين وهنود وملحدين، ويشن بعض مسلميها السنة تلك الحرب الطائفية على دولة مسلمة لمجرد أن أغلب سكانها شيعة؟ ولا نرى من هذا البلد ذى التاريخ والحضارة العريقة الذى عرف ثورة كبرى وحيوية سياسية وتقدماً صناعياً وممانعة حقيقية إلا هذا الوجه الطائفى؟ بالطبع هناك تحفظات كثيرة على النظام السياسى الإيرانى، وانتقادات أكثر على أداء الرئيس نجاد وتيار المحافظين الحاكم فى إيران، إلا أن هذا لا يجب أن يدفعنا إلى اختزالها فى مذهبها الشيعى، فإيران طرف أصيل فى المنطقة لديها مصالح مشروعة وطموحات زائدة، أحيانا ما تكون غير مشروعة، ولكنها الضلع الثالث من مثلث الثلاثة الكبار فى العالم الإسلامى: تركيا وإيران ومصر، ونجحت فيه الأولى أن تكون فى المقدمة وتقدم خبرة اعتدال مفيدة لكثير من البلدان العربية على أرضية التزاوج بين الإسلام والعلمانية، فى حين أن الثانية قدمت نموذجاً لدولة ممانعة حقيقية، ليس على طريقة عصابات القاتل بشار الأسد (حليف إيران بكل أسف)، أما مصر فلاتزال فى مرحلة التعثر واللغو والخيبة الثقيلة. من حق السلفيين فى مصر، كما المحافظين فى إيران، أن يقدموا نموذجاً دينياً ملهماً وأن ينشروا مذهبهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وطالما أن مصر مذهبها سنى وتحب آل البيت فإن هؤلاء لا يدركون أنه البلد الأقرب نفسياً وسط بلاد «العالم السنى» لملايين الشيعة فى العراق وإيران، ولولا جهل بعضنا وتعصبه للعبنا دوراً رائداً فى التقريب بين المذاهب والشعوب، ولعبنا دوراً أكبر فى وقف الاقتتال السنى الشيعى فى العراق ولبنان، ولكن للأسف نحن نسير كما فى كل المجالات عكس ما يجب أن نسير فيه. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف من إيران الخوف من إيران



GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon