توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوطني المنحل والجماعة المحظورة

  مصر اليوم -

الوطني المنحل والجماعة المحظورة

مصر اليوم

  بعد أن تخلص الشعب المصرى من خطاب الجماعة المحظورة عاد وظهر خطاب الحزب المنحل، كأننا لا نرغب فى أن نكون دولة طبيعية يحاسب فيها الفاسدون والمستبدون من رجال النظام القديم والجديد وأى نظام آخر يأتى إلى مصر. والحقيقة أن الخلل الذى شاهدناه سابقاً فى التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، وعدم إعطائها شرعية قانونية وسياسية ووصفها، طول الوقت، بالجماعة المحظورة جعل وصولها المفاجئ للسلطة، ودون أى خبرة مسبقة فى العمل الشرعى والقانونى (فى الشمس والنور) يكرر نفس الممارسات التى كان يمارسها النظام السابق فى وصف معارضيه، مستخدمة فزاعة الوطنى المنحل والثورة المضادة عند الخلاف، ورجال الصناعة الشرفاء والتكنوقراط وقت الحاجة وحسب المصالح. إن النظم السياسية تتقدم حين تضع قواعد قانونية ودستورية كمسطرة ثابتة لا تتغير حسب الظروف والأهواء، وتجبر الجميع على احترامها، دون أن تكيفها على مقاس حزب أو جماعة أو مجموعة مصالح حسب الظروف والأهواء، إنما ترسى قاعدة عامة يلتزم بها الجميع. والحقيقة أن كل تجارب التحول الديمقراطى أقصت فقط مرتكبى الجرائم من رجال النظام القديم، أما أعضاء الأحزاب القديمة العاديون فدخلوا فى النظام الجديد دون أى مشاكل. هل يعرف الناس أن مستشارة ألمانيا الحالية، ميركل، كانت من «فلول» الحزب الشيوعى فى ألمانيا الشرقية، الذى اختفى ومعه البلد بأكمله؟! أما قادة الإخوان فكان لهم رأى آخر فقد شنوا، تبعاً للظروف والحسابات الانتخابية، معاركهم ضد ما تبقى من الحزب الوطنى، فقد ذكر أحد قيادات حزب الإخوان، الأسبوع الماضى، لصحيفة «الوطن» أن الحزب لديه معلومات عن أن الحزب الوطنى المنحل يقوم بتجميع رموزه الآن على مستوى المحافظات للعودة مرة أخرى للعمل السياسى من خلال التركيز على تفادى أخطاء جبهة الإنقاذ والقوى المعارضة الحالية. وقال: «إن الحزب لديه تفاصيل اجتماعات لقيادات الوطنى المنحل على مستوى الجمهورية، الذى بدأ رموزه فى تنظيمها، الأيام الماضية، للعودة إلى ممارسة السياسة مرة أخرى فى شكل جديد». إن المزايدة بموضوع الحزب المنحل على مئات الآلاف من المصريين ممن دخلوا الحزب الوطنى لسبب أو لآخر، والعمل بكل قوة على إقصائهم حسب الطلب والحسابات، يعد كارثة حقيقية لأنهم لم يعاقبوا على جرائم محددة، وكثير منهم لم يتورط فى أى قضايا فساد، وبعضهم الآخر دخل انتهازية أو فهلوة، بحثاً عن منصب أو موقع عن طريق تملق حزب الحكومة، وهى كلها ظواهر - فيما عدا الجرائم - تحارب بالسياسة وببناء منظومة سياسية جديدة لا تسمح طبيعتها بصعود هؤلاء. والحقيقة أن الإخوان وحلفاءهم لم يهتموا مطلقاً ببناء أى منظومة جديدة، إنما عاقبوا من سموهم الفلول ليس على «فلوليتهم»، إنما على خروج كثير منهم من خمولهم واستكانتهم داخل الحزب الحاكم وسعيهم لمواجهة حزب حاكم جديد عبر الآلية الديمقراطية والانتخابات، وهى نفسها الآلية التى أوصلت «الجماعة المحظورة» إلى الحكم. إذا جزأنا المبدأ على حسب الأهواء السياسية، كما كان يفعل النظام السابق، فسيغرق البلد مرة أخرى، وستعيد السلطة حبها للمعارض الباهت والضعيف، سواء كان من «الحزب المنحل» أو الحزب الثورى، فى حين ستكره المعارض القوى، سواء كان منتمياً للحزب المنحل أو الثورى، وهذا لن يبنى مصر، فالجميع سواسية، سواء أعضاء الحزب الوطنى السابق أو جمعية الإخوان المسلمين، طالما لم يرتكبوا أى جرائم والتزموا بالقانون والديمقراطية. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوطني المنحل والجماعة المحظورة الوطني المنحل والجماعة المحظورة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon