توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة تقاوم

  مصر اليوم -

الدولة تقاوم

مصر اليوم

  لم يتوقع الكثيرون أن تقاوم الدولة المصرية، بكل مشاكلها وترهلها، وبعد 30 عاما من التجريف والتدهور، هجوم الإخوان عليها، فالدولة المصرية التى افتخرنا بها لعقود طويلة، وكانت نقطة تمايزنا عن كثير من البلاد المجاورة، ودفع المصريون من دمائهم وأموالهم الكثير ليبنوا جيشهم الوطنى الحديث، وأول مدرسة للهندسة فى الشرق الأوسط ـ المهندس خان ـ وسلطة قضائية راسخة وعريقة، إلى أن جاء زمن الإخوان وأصبح هدف من فى الحكم هو تفكيكها وهدم ما تبقى منها وليس إصلاحها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية جديدة. إن الفوضى التى تعانى منها مصر الآن صارت تهدد ما تبقى من كيان الدولة المصرية، ولم تجد من يقاومها، بل إن الرئيس، فى حواره الأخير لقناة الجزيرة، لم ير أن فى مصر فوضى من الأصل، واعتبر الفوضى العارمة التى اجتاحت كل المدن والقرى والنجوع بسبب فشله هو وجماعته فى إصلاح الدولة ليست موجودة ولا تمثل الحقيقة. هل تكرار الاشتباكات بين أفراد الشرطة، مجندين وضباطا، وآخرها ما جرى فى المنيا الأسبوع الماضى أمر عادى؟ ألا يستلزم الأمر تدخلا من أعلى المستويات لبحث أسبابه ودوافعه؟ هل كان يمكن لأحد فينا أن يتصور أن يأتى اليوم ويقرر وكيل نيابة- ممثل دولة القانون وحامى الحريات وحافظ الحقوق- أن يجلد مواطنا 80 جلدة ويطبق قانونه الخاص عليه، ويتجاهل قانون الدولة الذى أقسم على احترامه؟! لم ينشغل إخوان الحكم بترميم هذه الدولة وإصلاحها، إنما حرصوا فقط على السيطرة عليها ودخلوا فى مواجهات حادة مع أركانها وتركوها كل يوم تنزف وكأنها شهوة الانتقام وتصفية الحسابات، وأعلنوا الحرب عليها وبثوا خطاب كراهية ضد مؤسساتها لم تعرفه مصر من قبل. إن صورة واحدة لحملة الطوب والسنج ومسدسات الخرطوش فى مظاهرة «تطهير القضاء» ستؤكد لنا أى مستقبل أسود ينتظر هذا البلد إذا كان هؤلاء هم الذين سيقومون «بتطهير» القضاء. بالتأكيد ليس مهما إصلاح القضاء وبحث مشاكله، فهذا لا يعنى إخوان الحكم كثيرا، إنما المهم عزل 3500 قاض بتخفيض سن المعاش من 60 عاما إلى 70 عاما، فى مذبحة غير مسبوقة فى تاريخ القضاء المصرى، من أجل السيطرة عليه بعناصر إخوانية بديلة. إن هذه الدولة التى لم تر ضعفا وتفككا، مثلما حدث الآن، قاومت محاولات الإخوان السيطرة عليها، وأبلت بلاء حسنا حتى بدا أداؤها فى بعض الأحيان أفضل من أداء كثير من القوى المعارضة. مقاومة القضاة للإخوان تدل على أن فى مصر دولة مهما جار عليها أهل الحكم فإنها قادرة على الأقل على أن تحمى نفسها حتى لو كانت هذه الحماية حماية «قبلية» يدافع فيها الناس عن مؤسساتهم: القضاة عن قضائهم، والضباط عن جيشهم وشرطتهم، والإعلاميون عن صحفهم وقنواتهم، فإنها فى النهاية ستصب فى صالح الحفاظ على ما تبقى من الدولة والمجتمع. توضيح: نشرت فى عمود أمس أن وزير الدفاع المصرى وافق على إدراج جميع الأنشطة التجارية للقوات المسلحة تحت إشراف الجهاز المركزى للمحاسبات، وقد نفى المتحدث باسم القوات المسلحة هذا الخبر، الذى تصورنا وتمنينا أن يكون صحيحا، وللأسف الشديد بقى الوضع على ما هو عليه، ربما نتيجة الاستقطاب السياسى الحالى الذى دفع الجيش إلى الانغلاق على النفس، وعدم قبول أى رقابة من مؤسسات الدولة المدنية مثله مثل جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة تقاوم الدولة تقاوم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon