توقيت القاهرة المحلي 06:25:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنئوا المسيحيين بالعيد

  مصر اليوم -

هنئوا المسيحيين بالعيد

مصر اليوم

  لم نتخيل أن يأتى اليوم وتصبح تهنئة المسيحيين بالعيد مشكلة يختلف عليها البعض، وتثير فتاوى البعض الآخر بالتحريم والمنع، تساؤلات لا تُطرح إلا فى بلادنا، ولا نجد فى الدنيا أحداً يناقش مثل هذه الأمور الخارجة على المنطق والعقل، حتى فى بعض البلاد التى تجد فيها رجال دين متعصبين وربما حتى عنصريين، مثل بعض الحاخامات فى إسرائيل أو بعض القساوسة فى أمريكا وأوروبا، فحين يعبّرون عن كرههم للعرب والمسلمين لا يشغلون بالهم بهذه الأمور التافهة، ولا يناقشون إذا كان مطلوباً تهنئة المسلمين بالعيد أم لا، فالأوائل يمهدون التربة لسياسييهم لاحتلال الأرض وبناء مزيد من المستوطنات ويصفون الفلسطينيين والعرب بأبشع الاتهامات، أما قساوسة أمريكا وأوروبا فيربطون الإسلام والمسلمين بالإرهاب، خاصة بعد أى اعتداء تشهده مدينة أمريكية أو أوروبية من نيويورك حتى بوسطن. أما نحن فلدينا نوعية ممن يسمون الدعاة (دعاة بعد الثورة) يتفننون فى إلغاء نعمة العقل، وطرح كل ما هو شاذ وخارج أى منطق دينى أو أخلاقى أو سياسى، ولا يتحركون حتى مثل بعض متعصبى الأديان الأخرى لتحقيق أجندة سياسية يرون أنها تخدم مواطنيهم وأمتهم، لأنهم لا يعرفون إلا فتاوى الهدم والتدمير بعيداً عن أى مصلحة أو فائدة حتى على أبناء دينهم ويضرونهم أبلغ ضرر. فالتعصب فى بعض المجتمعات الغربية يكون وراءه فى أحيان كثيرة أجندة وحسابات سياسية، أما عندنا فهو تعصب بالمجان يكرّس الجهل والأمية ويعمل على تنميتهما لا مواجهتهما، فهل تهنئة المسلمين للمسيحيين بالعيد تعنى الإيمان بعقيدتهم، وهل تهنئة المسيحيين المصريين لشركائهم فى الوطن من المسلمين تعنى أنهم يؤمنون برسالتهم؟ بالتأكيد ليس مطلوباً من أحد أن يؤمن برسالة الآخر، إنما المطلوب منه فقط أن يحترمها ويجامل أبناءها بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة. كيف يأمرنا الإسلام بالحفاظ على دور العبادة المسيحية، ويطالبنا بضرورة صون ممتلكاتهم «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، ثم يحرم البعض أن نقول لهم كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد القيامة أو غيره من الأعياد؟ كيف تستقيم عقلاً ومنطقاً قبل أن تكون ديناً أو أخلاقاً أن تحرم المسلمين من أن يقولوا لإخوانهم المسيحيين كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد، وتتمنى لهم الخير والسعادة كما تتمناه للإنسانية كلها فما بالنا بشركاء الوطن؟ إن افتعال قضية من هذا النوع، مؤذية للعقل قبل المشاعر، هو جزء من نفس العقلية التى قامت بكتابه سيل من الشتائم ضد الشيعة على سور منزل السفير الإيرانى فى مصر، وهى نفسها التى فتحت ماسورة السباب ضد بعض الفنانات وشهدنا كيف أوصلت العقد البعض إلى توزيع صور فُبركت لتكون مخلة لإحدى الفنانات فى مشهد مخزٍ لم تعرفه مصر طوال تاريخها، وهى نفس الدماغ التى طالبت بهدم آثارنا الفرعونية العظيمة خوفاً من أن نفتتن بها، وهى التى ظلت 14 قرناً منذ دخول الإسلام أرض مصر ولم يعبدها أحد، لا سمح الله، بدلاً من الإله الواحد. هى مخاوف عجيبة ومريضة فى واقع الأمر، وهى جزء من حملة إلغاء العقل نتمنى ألا تدوم طويلاً، فقد تخدع الناس بعض الوقت ولكن تستطيع خداعهم باسم الدين طوال الوقت. كل عام ومصر كلها بألف خير بمناسبة عيد القيامة المجيد وشم النسيم.   amr.elshobaki@gmail.com نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنئوا المسيحيين بالعيد هنئوا المسيحيين بالعيد



GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon