توقيت القاهرة المحلي 06:25:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة تصويت العسكريين

  مصر اليوم -

كارثة تصويت العسكريين

مصر اليوم

المبدأ الديمقراطى يقول إن جنود وضباط القوات المسلحة هم مواطنون كاملو الأهلية، يُسمح لهم فى كثير من دول العالم بالتصويت فى الانتخابات، ولا يعطى لهم حق الانتماء للأحزاب أو ممارسة الدعاية الانتخابية والسياسية. وفى مصر كان هذا الحق موجوداً قبل ثورة يوليو وفى عهد عبدالناصر، حين كان الجيش فى الحالة الأولى مخترقاً من قبل التنظيمات السياسية اليسارية والليبرالية والإسلامية (جماعة الإخوان)، وفى الحالة الثانية كان الجميع ملتفاً حول نظرية «الكل فى واحد» تحت زعامة عبدالناصر. والحقيقة أن حكم المحكمة الدستورية صادم رغم أنه متسق مع المبادئ الأساسية للديمقراطية، لأن الديمقراطية تصل إليها المجتمعات عبر عملية تحول أو انتقال ديمقراطى كما يسميها علم السياسة، وهنا يجب مراعاة ظروف سياسية واجتماعية وثقافية كثيرة فى أثناء فترات التحول وإلا لم سُميت من الأصل بالتحول الديمقراطى. البعض دافع عن ليبرالية زائفة حين اعتبره قراراً صائباً، ونسى أو تناسى طبيعة اللحظة التاريخية والسياق السياسى الذى تعيشه مصر الآن والذى بفضل حياد الجيش وبُعده عن السياسة نجحت ثورة الشعب المصرى. البعض يتحدث فى هذا الموضوع بلغة المستشرقين، وتخيلوا أن تصويت الضباط والجنود لن يخلق ولاءات، ولو نفسية، لهذا الحزب أو هذا التيار، وهو وارد فى الديمقراطيات المستقرة حين لا يكون التناقض جذرياً بين الديمقراطيين والجمهوريين كما فى الولايات المتحدة، أو بين اليسار واليمين كما فى أوروبا، وليس كما فى مصر حين يتحدث البعض عن أهل الحكم باعتبارهم «احتلالاً إخوانياً»، ومن فى المعارضة باعتبارهم «عملاء ومأجورين». البعض لم يتساءل: لماذا فى بلد مثل فرنسا أُعطى فيها حق التصويت للعسكريين فى 17 أغسطس 1945 أى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، رغم أن الثورة الفرنسية حدثت فى 1789، ورغم ذلك لم يُسمح للعسكريين بحق التصويت إلا بعد عقود طويلة، وظل يطلق عليهم «الكتلة الصامتة». مدهش ألا يشعر البعض بأن قوة الجيش المصرى كانت فى حياده التام بين الأطراف السياسية، وأن البعض بإصرار على تحويله إلى طرف أو حزب سياسى ينسى أن نجاح الثورة كان بسبب تخلى الجيش عن مبارك وتخلصه من إرثه قبل ثورة يوليو، أى الجيش الذى اخترقته الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، وتخيلوا مشهد مصر من1 إلى 11 فبراير 2011 لو أن فرق الجيش المصرى سيطرت عليها الأحزاب السياسية، وكانت هناك فرقة مع الإخوان وثانية مع مبارك وثالثة مع التيار المدنى، واقتتلوا مع بعضهم البعض مثلما نرى فى بلاد مجاورة، لو حدث ذلك لكانت مصر فى وضع صومالى مؤكد. إن الجيش المصرى بقوته الحالية وتماسكه وانضباطه المشرف مستهدف، لأن الجيوش التى حولنا كانت جميعاً جيوش نظم وليست جيوش دول، فتفككت وانهارت (الجيش العراقى والسورى والليبى)، وبقى الجيش المصرى شامخاً. صحيح أن المطروح ليس انضمام ضباط الجيش لأحزاب ولا ممارسة العمل السياسى إنما ممارسة حقهم كمواطنين فى الانتخاب، لكن تجارب التحول الديمقراطى بحكم التعريف تتطلب التدرج والمواءمة السياسية، وهو ما غاب عن قرار المحكمة الدستورية التى لا أشكك فى صدق نواياها واتساقها مع صحيح القانون والمبدأ الديمقراطى. إن اللحظة الحالية تتطلب الحفاظ على الجيش خارج الانحياز ولو النفسى لتيار بعينه، وتصبح مهمتنا النجاح فى إجراء تداول ديمقراطى للسلطة ينظر على أثره أطراف الساحة السياسية لمنافسيهم باعتبارهم شركاء فى الوطن لا محتكرين للسلطة ومتآمرين على الوطن، عندها سيصبح تصويت أفراد القوات المسلحة أمراً مقبولاً. amr.elshobaki@gmail.com

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة تصويت العسكريين كارثة تصويت العسكريين



GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon