توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤتمر إفشال الثورة السورية

  مصر اليوم -

مؤتمر إفشال الثورة السورية

عمرو الشوبكي

عقد د. محمد مرسى مؤتمراً جماهيرياً حاشداً، حضره الآلاف من جماعته وعشيرته لنصرة الثورة السورية، وهتفوا للرئيس مرسى، وكأن هدفهم هو إيصال رسالة للمعارضة فى الداخل ولأمريكا فى الخارج، لا علاقة لها بدعم الشعب السورى وثورته. وحين تقرر الولايات المتحدة يوم 13 يونيو رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، ويعقبه مؤتمر لأنصار الرئيس مرسى فى القاهرة يقررون فيه قطع العلاقات مع النظام السورى وفتح باب الجهاد ضد النظام وحلفائه، تصبح هناك مائة علامة استفهام عن دلالة هذا المؤتمر ورسالته. والحقيقة أن دعم الثورة السورية بهذه الطريقة وبهذا الخطاب الطائفى أمر يضعفها ولا يقويها، فالثورة السورية لن تنجح بجلب المجاهدين من كل بقاع الأرض، إنما بدعم ثوار سوريا على الأرض، ودعم التوافق الدولى على إيجاد مخرج للصراع الدائر فى سوريا لا يدمر ما تبقى من الدولة والجيش والمجتمع. أما حشد الأهل والعشيرة وتصوير الأمر على أن هناك حرباً سنية ضد الأقلية العلوية الحاكمة، وتحويل الصراع السياسى ضد نظام قاتل ومستبد إلى قتال ضد الشيعة والعلويين أبناء سوريا والعراق ولبنان والبحرين فهو كارثة حقيقية تضر بالثورة السورية. إن أغلب المشاركين فى الثورة السورية من خارج التيار الإسلامى، وإن تصوير الأمر على أنه جهاد ضد الكفار، كما جرى فى أفغانستان وانتهى ببناء نظام من أفشل وأسوأ النظم التى عرفها العالمين العربى والإسلامى منذ عقود، أمر يضر بالثورة السورية أبلغ ضرر. إن مواجهة النظام السورى، مدعى الممانعة بأساليب من نفس نوعه، أمر يضر بالثورة السورية، فالنظام الذى عاش منذ حافظ الأسد وحتى الآن على قهر الشعب السورى ولم يدخل منذ حرب 73 فى مواجهة واحدة ولو على سبيل السهو أو الخطأ ضد إسرائيل، ونسى أو تناسى أن الممانعة ليست مجرد شعار يرفع أو صاروخ يطلق إنما هى مشروع متكامل للبناء والتقدم الداخلى، يجعل هذه الدولة قادرة على مواجهة أعدائها والتأثير فى العالم. إن مواجهة النظام السورى بنفس أدواته، أى النضال بالشعارات وعبر المؤتمرات «الجهادية» والميكروفونات، وتصوير الأمر على أن الحل فى إرسال شباب للموت هناك، وتناسى أن جوهر المعضلة السورية فى الصراع الدولى الدائر حولها، وليس فى عدد المجاهدين الذين سيرسلهم النظام المصرى إلى هناك (إذا أرسلهم فعلا). إن ما فعله مرسى وجماعته فى استاد القاهرة هو الوجه الآخر لما يفعله بشار الأسد، فهو رئيس دولة ضعيفة وغير ديمقراطية، تعيش على الشعارات الوهمية، وللأسف ما جرى فى مصر هو نوع من الشعارات الوهمية الأخرى التى تجاهلت أن البلاد منقسمة، وليس لها وزن سياسى قادر على أن يؤثر بأى صورة فى الحسابات الإقليمية والدولية المؤثرة فى سوريا. المطلوب من مصر ليس الهتاف لصالح الثورة السورية، كما يفعل بشار الأسد حين هتف ضد إسرائيل ولم يواجهها لأنه لا يمتلك أيا من أدوات القوة الداخلية التى تسمح له بمواجهة إسرائيل، والأمر نفسه فعله مرسى حين هتف ضد النظام السورى دون أن يمتلك أداة من أدوات القوة تجعله مؤثراً فى المعادلة الدولية أو حتى المعادلة السورية الداخلية، بعيدا عن تأجيج خطاب الفتنة الطائفية. إن شعارات المقاومة والممانعة قابلة للتوظيف حسب المستخدم، فوظفها بشار الأسد تارة ومحمد مرسى تارة أخرى، ونسينا أن الأمر لا يعدو مجرد ترديد شعارات تخبئ فشلاً كبيراً. نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر إفشال الثورة السورية مؤتمر إفشال الثورة السورية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon