توقيت القاهرة المحلي 01:29:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وعاد الجيش

  مصر اليوم -

 وعاد الجيش

مصر اليوم

عاد الجيش للظهور على الساحة السياسية بصورة مباشرة، عقب تصريحات الفريق السيسى التى أعلن فيها أنه لن يسمح بترويع الشعب المصرى ولا بسقوط الدولة ولا بإهانة الجيش، ودعا أهل الحكم والمعارضة إلى ضرورة التوافق السياسى. والمؤكد أن الموقف من الجيش تغير حسب حسابات كل فصيل سياسى، فقد واجه قطاع واسع من الائتلافات الثورية الجيش، وشن هجوما مهينا على دوره الوطنى الشامخ وتاريخه المشرف، صحيح أنه شجعه على ذلك أخطاء المجلس العسكرى الجسيمة، وضعف المشير، وسوء إدارته للمرحلة الانتقالية التى انتهت بتسليم السلطة بسلاسة مدهشة للإخوان، دون أى استحقاقات بديهية، من تقنين وضع الجماعة ووضع دستور للبلاد قبل الاستحقاقات الانتخابية. والمفارقة أن من هدموا السلطة القديمة، وتطرفوا فى حربهم ضد النظام القديم والجيش والمجلس العسكرى- عادوا وتحالفوا معه، وأخذوا نفس الموقف الإقصائى من كل الإسلاميين، وهى مشكلة فى طريقة تفكير جانب كبير من القوى السياسية الإسلامية والمدنية على السواء. إن أخطر ما يمكن أن تواجهه مصر فى الفترة القادمة هو احتراف سياسة الهدم من أجل الهدم، لا الهدم من أجل البناء، أو«الهدم» دون امتلاك بديل، فيحدث الفراغ الذى ملأه الإخوان أول مرة، والآن سيكون فراغ الفوضى الشاملة الذى ستحاول أن تملأه السلطة الحالية، أو إخوان معدلون أو سلفيون أو حزب وطنى آخر. عودة الجيش هى محاولة لملء الفراغ الذى سيترتب على المواجهة القادمة بين الإخوان والشعب، بديلا عن الفوضى الشاملة أو عودة الإرهابيين المتقاعدين، وهو تدخل يختلف جذريا عن تدخله فى يوليو 52 عبر تنظيم سياسى سرى اخترق الجيش، وهو «الضباط الأحرار»، وقام بثورة قادها أحد زعماء التحرر الوطنى فى العالم كله، هو جمال عبدالناصر. صحيح أن تدخل الجيش فى هذه الحالة كان نتيجة فشل النخبة السياسية المدنية، والآن أيضا فإن تدخله سيكون نتيجة فشل أكبر لها، إلا أن الفارق الهائل بين الحالتين أن جيش ثورة يوليو كان مخترقا من التنظيمات السياسية، وظل يلعب أدواراً خارج مساحته المهنية والاحترافية، وكان ذلك أحد أسباب هزيمة 67، فى حين أن الجيش المهنى المحترم الذى أعاد عبدالناصر بناءه بعد 67 هو الذى جلب نصر أكتوبر، وحمى ثورة 25 يناير، ولم يُخترق من التنظيمات والأحزاب السياسية، وحافظ على تماسكه وانضباطه رغم استهدافه من قوى داخلية مشكوك فى ولائها الوطنى، ومن قوى خارجية كبرى ونافذة. والسؤال: ألا تمثل عودة الجيش إلى الحياة السياسية انتقاصا من دوره المهنى والقتالى؟ الإجابة الأمينة: نعم، وبكل تأكيد، إلا أن عودته لا يجب أن تكون انقلابية ولا أن تنحاز لطرف سياسى فى مواجهة آخر، إنما إنقاذ بلد من الانهيار والفوضى نتيجة غيبوبة من يحكمونه، وفشلهم المزرى فى حل مشكلة واحدة من مشكلات هذا الشعب. إن تدخل الجيش سيكون فى حالة واحدة: انهيار العملية السياسية برمتها، تحت وطأه الأزمة الاقتصادية والفشل الإخوانى، وتصاعد الاحتجاجات السياسية وانتفاضات المهمشين والمحرومين، وانفلات أمنى كامل، هنا سيضطر الجيش للتدخل محاولا إيقاف الانهيار وإطلاق عملية سياسية جديدة ومسار جديد. البعض يتمنى حدوث هذا السيناريو يأساً من الإخوان، ويأسا من المسار الانتخابى، فاقداً الثقة فى العملية السياسية برمتها والنخبة التى تقودها. على الجميع العمل على بناء بديل سياسى مدنى ديمقراطى لحكم الإخوان، لا يكتفى فقط بالاحتجاج ولا يستدعى الجيش ليقوم بدلا منه بأدوار السياسيين، لأنه ببساطة لن يستطيع القيام بها، لأن له أدواراً أخرى أعظم وأنبل.   amr.elshobaki@gmail.com  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وعاد الجيش  وعاد الجيش



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon