توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شروط التحول الديمقراطى: الدولة الوطنية

  مصر اليوم -

شروط التحول الديمقراطى الدولة الوطنية

عمرو الشوبكي

إذا أكرم الله مصر فى يوم من الأيام وأصبحت دولة ديمقراطية، فإن الشرط الأول لإتمام عملية التحول الديمقراطى هو وجود دولة وطنية، قوامها فى الحالة المصرية وجود جيش وطنى وليس جيش النظام ولا الحزب ولا القبيلة ولا العائلة الحاكمة والمؤكد أن فى مصر دولة وطنية وجيشا وطنيا بصرف النظر عن أنها فى حاجة إلى إصلاح، وأنه لا يمكن بناء الديمقراطية بدون دولة، وهذا ما عرفته تجارب التحول الديمقراطى فى العالم كله حين غاب عن أى تجربة ناجحة تحدى سقوط الدولة أو تفككها، إنما كان التحدى هو كيفية تحولها من دول استبدادية إلى ديمقراطية، وهذا ما جرى فى أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية وآسيا، بجانب بلاد مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا وإسبانيا والبرتغال واليونان وغيرها صحيح أن العالم عرف مؤخرا تجارب سقوط الدولة وتفكيك جيشها بادعاء أن هذا هو طريق بناء الدولة الديمقراطية، فغزت أمريكا العراق وهدمت الدولة والجيش العراقى، والنتيجة كان ما يقرب من مليون قتيل، وبنيت دولة فاشلة رغم أنها دولة نفطية غنية، وفى ليبيا حين سقط نظام القذافى سقطت معه الدولة، لأنه لم يكن هناك دولة من الأصل، وسقط 50 ألف قتيل ومازالت عملية بناء الدولة- فى بلد نفطى تعداده 5 ملايين نسمة- متعثرة ومع أخطاء الأجهزة الأمنية الكثيرة فى عهد مبارك لم ير الكثيرون فارقا بين الدولة والنظام، واعتبر البعض أن الدولة والنظام السياسى شىء واحد، رغم أن الأولى يجب أن تكون محايدة ومستقلة ولا تتغير بتغير أهواء السياسة، أما الثانية فهى متغيرة تبعا للتوجه السياسى للحكومة المتغيرة وسياساتها، ولولا أن الجيش المصرى قد أثبت مرتين أنه جيش الدولة وليس النظام، حين تخلى عن مبارك لصالح بقاء الدولة، ثم عن مرسى الذى أراد تغيير طبيعة الدولة الوطنية عقب انتفاضة 30 يونيو، لأصبح هذا الخلط بين النظام والدولة راسخا فى ذهن الكثيرين صحيح أن الدولة الوطنية تعرضت عقب مجىء مرسى للحكم لتهديد جديد، حيث سعت الجماعة للهيمنة عليها بغرض تغيير طبيعتها وأخونتها، وهو ما دفع الكثيرين إلى نسيان مرارتهم القديمة مع مؤسسات الدولة، بعد خبرة طويلة من الفشل وسوء الإدارة، لأنهم شعروا بأن معركتهم الآن ليست مع دولة استبدادية، إنما مع خطر السقوط فى براثن «لا دولة»، وهو الأمر الذى فى حال حدوثه سينهى ليس فقط فرص بناء الديمقراطية فى مصر، بل سيقضى على مستقبل هذا البلد لأجيال قادمة إن الدعم الشعبى المذهل لجنود الشرطة والجيش من قبل غالبية أبناء الشعب المصرى يؤكد أن الشعور الفطرى للمصريين كان دائما لصالح الحفاظ على الدولة، وفى نفس الوقت فإن الطاقة التى فجرتها ثورة 25 يناير يجب أن تؤدى إلى عدم إدارة هذه الدولة بالطريقة القديمة وضرورة العمل على إصلاح مؤسساتها وتطوير أدائها إن رفض الشعب لحكم الإخوان لم يعكس فقط رفضه لسياسات مرسى وفشله المروع فى كل الملفات، إنما أيضا شعوره بأن دولته التى بناها على مدار قرنين بالعرق والدماء صارت مهددة، وأن الفرحة العارمة التى تجمع اليوم الدولة والشعب بعد كل اعتداء وحادث عنف يقوم به أنصار الإخوان تؤكد تمسك الشعب المصرى بدولته الوطنية لا يمكن أن تصبح مصر بلدا ديمقراطيا مزدهرا بدون دولة وطنية، وإن هناك بلادا دفعت ملايين الضحايا نظرا لغياب هذه الدولة، أو ثمنا لإسقاطها وتفككها علينا أن نحافظ على دولتنا ونصلحها، فهى طريقنا الوحيد لبناء الديمقراطية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شروط التحول الديمقراطى الدولة الوطنية شروط التحول الديمقراطى الدولة الوطنية



GMT 06:00 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

أيام رجب البنا!

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

أفتقدهم في رمضان

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مزايا مصر النسبية!

GMT 05:53 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

نضحك مساءً ونلعنه صباحًا!

GMT 05:51 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

حق أصيل للناس

GMT 05:49 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

سوريا أمام المخاطر

GMT 05:47 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ (١- ٢)

GMT 05:45 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مقعده المعتاد في المقهى

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon