توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شروط التحول الديمقراطى: الدولة الوطنية

  مصر اليوم -

شروط التحول الديمقراطى الدولة الوطنية

عمرو الشوبكي

إذا أكرم الله مصر فى يوم من الأيام وأصبحت دولة ديمقراطية، فإن الشرط الأول لإتمام عملية التحول الديمقراطى هو وجود دولة وطنية، قوامها فى الحالة المصرية وجود جيش وطنى وليس جيش النظام ولا الحزب ولا القبيلة ولا العائلة الحاكمة والمؤكد أن فى مصر دولة وطنية وجيشا وطنيا بصرف النظر عن أنها فى حاجة إلى إصلاح، وأنه لا يمكن بناء الديمقراطية بدون دولة، وهذا ما عرفته تجارب التحول الديمقراطى فى العالم كله حين غاب عن أى تجربة ناجحة تحدى سقوط الدولة أو تفككها، إنما كان التحدى هو كيفية تحولها من دول استبدادية إلى ديمقراطية، وهذا ما جرى فى أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية وآسيا، بجانب بلاد مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا وإسبانيا والبرتغال واليونان وغيرها صحيح أن العالم عرف مؤخرا تجارب سقوط الدولة وتفكيك جيشها بادعاء أن هذا هو طريق بناء الدولة الديمقراطية، فغزت أمريكا العراق وهدمت الدولة والجيش العراقى، والنتيجة كان ما يقرب من مليون قتيل، وبنيت دولة فاشلة رغم أنها دولة نفطية غنية، وفى ليبيا حين سقط نظام القذافى سقطت معه الدولة، لأنه لم يكن هناك دولة من الأصل، وسقط 50 ألف قتيل ومازالت عملية بناء الدولة- فى بلد نفطى تعداده 5 ملايين نسمة- متعثرة ومع أخطاء الأجهزة الأمنية الكثيرة فى عهد مبارك لم ير الكثيرون فارقا بين الدولة والنظام، واعتبر البعض أن الدولة والنظام السياسى شىء واحد، رغم أن الأولى يجب أن تكون محايدة ومستقلة ولا تتغير بتغير أهواء السياسة، أما الثانية فهى متغيرة تبعا للتوجه السياسى للحكومة المتغيرة وسياساتها، ولولا أن الجيش المصرى قد أثبت مرتين أنه جيش الدولة وليس النظام، حين تخلى عن مبارك لصالح بقاء الدولة، ثم عن مرسى الذى أراد تغيير طبيعة الدولة الوطنية عقب انتفاضة 30 يونيو، لأصبح هذا الخلط بين النظام والدولة راسخا فى ذهن الكثيرين صحيح أن الدولة الوطنية تعرضت عقب مجىء مرسى للحكم لتهديد جديد، حيث سعت الجماعة للهيمنة عليها بغرض تغيير طبيعتها وأخونتها، وهو ما دفع الكثيرين إلى نسيان مرارتهم القديمة مع مؤسسات الدولة، بعد خبرة طويلة من الفشل وسوء الإدارة، لأنهم شعروا بأن معركتهم الآن ليست مع دولة استبدادية، إنما مع خطر السقوط فى براثن «لا دولة»، وهو الأمر الذى فى حال حدوثه سينهى ليس فقط فرص بناء الديمقراطية فى مصر، بل سيقضى على مستقبل هذا البلد لأجيال قادمة إن الدعم الشعبى المذهل لجنود الشرطة والجيش من قبل غالبية أبناء الشعب المصرى يؤكد أن الشعور الفطرى للمصريين كان دائما لصالح الحفاظ على الدولة، وفى نفس الوقت فإن الطاقة التى فجرتها ثورة 25 يناير يجب أن تؤدى إلى عدم إدارة هذه الدولة بالطريقة القديمة وضرورة العمل على إصلاح مؤسساتها وتطوير أدائها إن رفض الشعب لحكم الإخوان لم يعكس فقط رفضه لسياسات مرسى وفشله المروع فى كل الملفات، إنما أيضا شعوره بأن دولته التى بناها على مدار قرنين بالعرق والدماء صارت مهددة، وأن الفرحة العارمة التى تجمع اليوم الدولة والشعب بعد كل اعتداء وحادث عنف يقوم به أنصار الإخوان تؤكد تمسك الشعب المصرى بدولته الوطنية لا يمكن أن تصبح مصر بلدا ديمقراطيا مزدهرا بدون دولة وطنية، وإن هناك بلادا دفعت ملايين الضحايا نظرا لغياب هذه الدولة، أو ثمنا لإسقاطها وتفككها علينا أن نحافظ على دولتنا ونصلحها، فهى طريقنا الوحيد لبناء الديمقراطية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شروط التحول الديمقراطى الدولة الوطنية شروط التحول الديمقراطى الدولة الوطنية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon