توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الاستضعاف والتمكين

  مصر اليوم -

بين الاستضعاف والتمكين

عمرو الشوبكي

مظاهرات الإخوان، أمس الأول، فى القاهرة كانت محدودة وضعيفة من حيث أعداد المشاركين، ولذا كانت سلمية، وحاولت أن تكون ودية مع الأهالى وعموم الناس، فمن مظاهرة العباسية حتى شارع محيى الدين أبوالعز فى المهندسين، وانتهاء بمسجد الاستقامة فى الجيزة اندهش كل من مر بجوار هذه التظاهرات من وداعة الإخوان، وغياب المظاهر المسلحة، وحديثهم «الودى» مع الأهالى، وحرصهم على إتاحة الفرصة للسيارات بالمرور بجوارهم، وعدم الاعتداء عليها كما هى العادة، أو حتى محاولة تعطيل السير لم يكن المشهد كذلك، يوم الجمعة قبل الماضى، حين كانت أعداد الإخوان كبيرة نسبيا، وكانت القيادات المحرضة حرة طليقة، فشاهدنا عنفاً وقتلاً على جسر الزمالك وأمام مسجد الفتح وفى الإسكندرية وقبلها فى كرداسة، حيث الجريمة الإرهابية البشعة ضد قسم الشرطة، وبعدها تكررت مع جنودنا فى سيناء علينا أن نقارن بين طريقة تعامل الإخوان مع الأهالى، حين كانوا فى وضع «قوة»، أمام مسجد الفتح وفى ميدان رمسيس، وبين طريقتهم فى التعامل مع نفس الناس فى العباسية وأمام مسجد أسد بن الفرات فى الدقى، حين كانوا فى وضع ضعف وانكسار، ففى الأولى كانوا فى قمة العدوانية، وفى الثانية كانوا فى منتهى السلمية، وهو نفس الفارق الذى تكرر فى مدينة طنطا، أمس الأول، حين شعر الإخوان بأنهم فى قوة نسبية، فاعتدوا على الأهالى ورجال الشرطة لقد حول الإخوان صوت الاحتجاج فى مرحلة القوة إلى إرهاب حقيقى وترويع للمواطنين وميليشيات تجوب الشوارع، وتقوم باحتلال المساجد وحرق الكنائس والمنشآت العامة والخاصة، والتآمر على مصر دولة وشعباً، وعادوا وذكرونا بوداعة ما قبل ثورة 25 يناير، حين كانوا يبتسمون فى وجوه كل القوى السياسية المعارضة وكل الرموز الفكرية والثقافية فى مصر، تودداً وإظهاراً لمحبة اتضح أنها زائفة، لأنهم كانوا فى مرحلة الاستضعاف، وتغير الحال جذرياً بعد وصولهم للسلطة، وبدأوا فى مشروع التمكين والاستقواء، فمارسوا فى الحكم كل صور الإقصاء والتهميش للمخالفين لقد نسى الإخوان أن قوى احتجاجية كثيرة غيرت نظماً بالاحتجاج السياسى والسلمى، دون أن تحكم من الأساس، (إذا أرادوا أن يكونوا جماعة دعوية أو إصلاحية)، فالصوت الاحتجاجى يمكن أن يكون صوت ضمير وقوة ضغط، فيغير فى قيم المجتمع وشكل نظامه السياسى، دون أن يكون فى السلطة، ويمكن أيضا أن يكون صوتاً للتنفيس والصراخ، ولا يغير شيئاً، ويمكن أن يكون عنصر تخريب وإرهاب، كما يفعل قادة الإخوان الآن معضلة الإخوان هذه الازدواجية فى كل شىء، فهناك ما هو باطنى وما هو معلن، وهناك استراتيجية فى مرحلة الاستضعاف وأخرى فى مرحلة القوة والتمكين، وهناك جماعة دينية وهناك حزب سياسى، وهناك تنظيم عام وآخر خاص، وهناك عضو عامل داخل الجماعة وآخر مساعد أو محب، وهناك خطاب للداخل المصرى دينى متشدد، لحشد بسطاء الريف، وآخر للعالم الخارجى إصلاحى وليبرالى، لمخاطبة الأمريكان والإسرائيليين ما شاهدناه، يوم الجمعة الماضى، فى بعض شوارع القاهرة، من تحول يعكس طبيعة فكر جماعة الإخوان المسلمين وممارساتها، منذ أن تأسست، عام 1928 حتى الآن، فهناك عالم خاص للجماعة وذاكرة خاصة فصلتها عن المجتمع المصرى، فقد شيدوا تنظيماً متماسكاً كان هو مصدر قوتها وسبب انهيارها، لأنهم نظروا للشعب المصرى والدولة المصرية كأنهم شعب آخر خارج «شعب الجماعة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الاستضعاف والتمكين بين الاستضعاف والتمكين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon