توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوائم أسوأ من الفردى

  مصر اليوم -

القوائم أسوأ من الفردى

عمرو الشوبكي

البعض يتصور أن هناك «قانون تفصيل» يمكن أن يكون طريق نجاحه فى أى انتخابات، والبعض الآخر يبحث عن قانون يتيح له أن يختار، ويرتب قوائم انتخابية بسطوة المال والنفوذ. والحقيقة أن البعض يرفض إجراء الانتخابات على أساس النظام الفردى، معتقداً، وبشكل خطأ، أن الانتخاب بالقائمة سيعنى دعما للأحزاب والبرامج السياسية، وينسى أو يتناسى أن عملية ترتيب واختيار القوائم امتداد للحالة الحزبية الحالية بكل ما فيها من مشاكل، وتجعل عملية ترتيب القوائم نموذجاً لانتخابات فردية يتحكم فيها رئيس الحزب ومجموعته، أو رجل الأعمال الممول، أو القادرون على الإنفاق على القائمة من المرشحين الموجودين على رأسها. هل يتذكر البعض ما جرى فى قوائم الانتخابات الماضية وكم مرشحا تفاوض مع قوائم حزبية أخرى، فى حال إذا لم يضعه حزبه على رأس القائمة، وقرر الذهاب والترشح مع مَن وضعه على رأس القائمة، فأين الانتماء الحزبى، والدفاع عن البرامج وصراع الأفكار الذى برر به البعض دفاعه عن نظام القوائم التى حكمتها فى النهاية نوازع فردية ومالية وحسابات أهل الثقة والقربى؟. والمفارقة أن بعض القوى المدنية اعتبرت أن الانتخابات بالقائمة هى الطريق لتفعيل الحياة السياسية، ونسيت أن الغالبية الساحقة من التجارب الديمقراطية فى العالم تعتمد النظام الفردى، بما فيها بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، حتى لو طُعِّم بعضها بنظام القوائم الحزبية. صحيح أن مصر خرجت من عهد مبارك بكارثة الفردى بكل ما فيه من بلطجة وتزوير وغياب للناخبين، (نسبة التصويت الحقيقية لم تتجاوز فى المدن 7%)، ما دفع البعض إلى تبنى نظام القائمة النسبية غير المشروطة، ولكنهم اكتشفوا بأسرع مما نتصور أنهم اختاروا الخيار الأسوأ والأبعد عن الواقع السياسى وتركيبة الناخب المصرى. لا أحد يتصور أن عضو البرلمان البريطانى أو نائب الجمعية الوطنية الفرنسية منفصل عن منطقته ودائرته الانتخابية، ويهبط عليهم «بالبراشوت» الحزبى والسياسى، دون أى تواصل مع منطقته، فالنائب الناجح هو الذى ينجح فى تمثيل دائرته وأمته وحزبه، أى يكون فيه جزء من نائب الخدمات العامة (وليس نائب شراء الأصوات) وجزء أكبر من النائب السياسى والحزبى الذى يراقب الحكومة ويشرع القوانين، وهذا ما سيحققه النظام الفردى المُطَعَّم بالقوائم الحزبية- كما سنشرح غدا- والذى سيعلى من الموهبة السياسية للنائب ولدور الأحزاب على السواء. إن فرض القوائم الحزبية على المواطنين، والنظر إلى انتخابات القوائم وكأنها هى الحل الوحيد ومعيار التقدم والديمقراطية أمر بعيد عن الصواب والواقع، فهو يفتح الباب أمام وصاية النخبة الحزبية على الناس عن طريق أحزاب مازالت ضعيفة، وإبعاد الشعب عن المشاركة الفاعلة بتقديم مرشحين قريبين منه وليس من نخبة ضيقة تهندس نيابة عنه ترتيب القوائم. الواقع يقول إن القوائم تعد بالأسلوب الفردى، لأن المهم ليس القائمة، إنما ترتيبها ومَن يحتل قمتها. البعض قال أيضا إن القائمة تفتح الباب أمام تمثيل الشباب والأقباط والمرأة والسؤال: لماذا لم يرشحوا أياً من هؤلاء، (إلا فيما ندر)، رؤوس قوائم فى الانتخابات الماضية، وبقى تمثيلهم جميعا تمثيلا مشرفا فى كل القوائم الحزبية؟ نظام الانتخابات بالقائمة الذى يتحدث عنه البعض نظام متخيل وليس واقعياً، فكلنا نتمنى أن يكون هناك برلمان يمثل بشكل حقيقى برامج الأحزاب، ولكن هذا لن يحدث إلا بنظام انتخابى قائم على الانتخابات الفردية، ويجب أن نفكر جدياً فى تطعيمه بنسبة قد تتراوح بين الربع والثلث بقوائم على مستوى كل محافظة وليس الدوائر. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوائم أسوأ من الفردى القوائم أسوأ من الفردى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon