توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغارة الأمريكية القادمة

  مصر اليوم -

الغارة الأمريكية القادمة

عمرو الشوبكي

اجتمع وزراء الخارجية العرب، أمس، مثلما اجتمعوا قبل ذلك، لمناقشة تداعيات الغارة الأمريكية على سوريا، مثلما اجتمعوا قبل ذلك، لمناقشة الهجوم الأمريكى على العراق، والنتيجة كما هو معروف سلفا، العجز الكامل ليس فقط عن إيقاف الضربة، إنما أيضا تقديم أى بديل سياسى، غير الشعارات، قابل للتحقيق على الأرض. فالكل موجود داخل سوريا إلا البديل العربى، فنظام «بشار» يقتل شعبه كل يوم والعالم العربى يتفرج، والميليشيات الإرهابية دخلت سوريا بأموال عربية وقطرية، لتخصم من رصيد الثورة المدنية العظيمة فى سوريا، وإيران أرسلت حرسها الثورى، مثلها مثل حزب الله، إلى القتال هناك، لدعم النظام الطائفى القاتل، وليس لتحرير القدس كما ادعى قادة هذه التنظيمات. لقد عرف العالم العربى، بعد «عبدالناصر»، محاولات استنساخ فاشلة فى «عراق صدام حسين» و«ليبيا القذافى» و«سوريا الأسد»، وهى كلها تجارب استبدادية فاشلة، فـ«صدام» حارب فى إيران والكويت (وليس إسرائيل)، و«بشار» حارب فى لبنان (وليس إسرائيل)، و«القذافى» حارب فى أفريقيا، ودعم الإرهاب فى كل بلاد العالم و(ليس إسرائيل)، أما «عبدالناصر» فقد حارب فقط إسرائيل، فأمم قناة السويس، فى 1956، ولم يغز دولة مجاورة كالسودان حتى يقول إنه يحارب الاستعمار، فانتصر فى معركة القناة، ثم خسر حرب 67، واعترف بالهزيمة، واستقال، وقدم مراجعة نقدية لكثير من ممارساته السياسية السابقة، وأعاد بناء الجيش المصرى على أسس احترافية جديدة، فانتصر الجيش فى حرب 73. هل يمكن أن نقول إن بشار الأسد حارب فعلا إسرائيل حتى نصفه بالنظام الممانع؟ وهل قدم منذ اندلاع الثورة السورية أى بديل أو مخرج من تلك الأزمة، فيستقيل مثلما فعل «مبارك» أو يهرب مثلما فعل «بن على»، ويحقن الدماء، ولا يتسبب فى قتل مائة ألف مواطن سورى، ويحافظ على ما تبقى من جيشه الذى حارب شعبه وليس إسرائيل؟ لم يفعلها «بشار» ويترك السلطة، رغم أن هناك حكاما مستبدين آخرين فعلوها، ليتحمل بشكل أساسى مسؤولية كل هذا الخراب والقتل والتدمير الذى شهدته سوريا. تركيا حاضرة فى سوريا، وإيران فاعلة، وإسرائيل مؤثرة، وأمريكا والغرب سيوجهون ضربتهم العسكرية لبعض مواقع النظام، ولن يسقطوه، ولن يغزوا الأراضى السورية، كل ذلك والعالم العربى مستمر على ضعفه وغياب تأثيره، حتى داخل حدوده وبين دول الجامعة العربية. هناك بدائل كثيرة لنظام «بشار»، من خارج جبهة النصرة وحلفائها الإرهابيين، كان يجب على العالم العربى خلقها بدلا من دعم بعض أطرافه للميليشيات الجهادية المسلحة، ومشاهدة أمريكا تضرب بلدا عربيا، وتقتل مدنيين سوريين، وهى القيام بدعم عناصر من داخل الجيش السورى تدفعه إلى الانقلاب على «بشار»، والاحتفاظ بما تبقى من الدولة والجيش. البديل العربى كان يجب أن يكون امتدادا للمشروع المصرى، أى نظام يسقط أو يتغير، ودولة تبقى، نعمل جميعا على إصلاحها، على خلاف المشروع الأمريكى الذى ارتكب جريمة هدم الدولة وتفكيك الجيش فى العراق، فكان هناك مليون قتيل ودولة بديلة فاشلة. البعض منا يدافع عن القاتل «بشار»، متصورا أنه نظام ممانع، والبعض الآخر يدافع عن الثورة السورية بمنطق «الجهاد الإسلامى»، وضاع بين الاثنين غالبية المواطنين السوريين الذين أيدوا الثورة، ورفضوا التدخل الأمريكى والإيرانى والقطرى، وانتظروا تدخلا أو بديلا عربيا، فلم يأت، لأنه تفرج كما هى العادة على العدوان الأمريكى. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارة الأمريكية القادمة الغارة الأمريكية القادمة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon