توقيت القاهرة المحلي 08:44:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر ليست سوريا

  مصر اليوم -

مصر ليست سوريا

عمرو الشوبكي

لا يوجد فارق جذرى بين وضع القوى السياسية المدنية فى مصر وسوريا، فنفس المشاكل موجودة هنا وهناك، إلا فى درجة القمع والقهر الذى تعرضت له المعارضة السورية بصورة جعلت هناك استحالة أن تكون هناك معارضة داخل سوريا بالمعنى المصرى، كذلك فإن إخوان سوريا لا يختلفون كثيراً عن إخوان مصر، فالنتيجة، ومع اختلاف درجة القمع بين البلدين، أن هناك نخباً سياسية مأزومة نتاج فترة التجريف والتشوه الذى عرفه كلا البلدين. ويبقى الفارق الرئيسى الذى جعل مسار التغيير فى كلا البلدين مختلفاً يتمثل فى الدولة الوطنية التى ترسخت فى مصر، رغم مشاكلها منذ محمد على (1805) وحتى الآن، وغابت فى سوريا على يد نظام «آل الأسد»، فغاب القضاء المستقل أو شبه المستقل، وتحولت الشرطة تقريباً إلى ميليشيا، وتحول الجيش إلى ذراع النظام الطائفى، وليس جيش الدولة الوطنى. المربع السورى، الذى يحاول بعض قادة الإخوان أن يضعوا مصر فيه، ويحرضوا الخارج ومعه فرقة قناة الجزيرة، يتناسى أن الفارق التاريخى بين البلدين يرجع إلى وجود دولة وطنية فى مصر تصور البعض أنه يمكن إسقاطها بعد 25 يناير، وحاول البعض الآخر أن يؤممها لحسابه مع حكم مرسى، وكلاهما فشل فشلاً ذريعاً. الفارق بين مصر وسوريا يقع فى تلك المساحة: الدولة الوطنية، وهو الفارق نفسه بين أرض الكنانة والعراق (دمرت الدولة الوطنية بفعل الغزو الأمريكى) وليبيا، وأن امتلاك أمة جيش دولة وليس جيش نظام يعد خطوة متقدمة جدا فى مسار أى شعب، وهى ميزة كبرى لا يعرف قيمتها إلا الشعوب التى دفعت مئات الآلاف من الضحايا بسبب غياب هذا الجيش الوطنى لصالح جيش النظام أو القبيلة أو الطائفة. إن غياب جيش الدولة الوطنى فى سوريا هو الفارق الجوهرى مع مصر، فلم يخطئ الكثيرون حين وصفوا الجيش السورى بجيش بشار، لأنه تحول إلى جيش النظام الطائفى وليس جيش الدولة والشعب، ولو كان تصرف مثل الجيش المصرى كجيش دولة وتخلص من نظام بشار لصالح الدولة والشعب لكانت سوريا اليوم فى وضع أفضل مليون مرة مما هى فيه الآن، ولكانت لم تبق رهينة بين دولة تنهار وجيش نظام طائفى، وبين ميليشيات جبهة النصرة الإرهابية، ولما دفع أيضا الشعب السورى الشقيق 100 ألف قتيل جراء تمسك الجيش بالنظام القاتل. فى مصر تخلى جيش الدولة عن النظام مرتين: الأولى مع مبارك، والثانية فى مواجهة مرسى، ونال شعبية حقيقية فى الشارع المصرى على عكس الجيش السورى الذى تحول تقريباً لميليشيات طائفية تقتل الناس وتروّعهم. لا أحد وسط قادة الجيش السورى يتصور أنه يمكن أن يكون فى لحظة جيش الدولة ويتخلى عن نظام بشار، لأنه لم يترب على أن هناك فارقاً بين الدولة والنظام السياسى، وفى مصر حدث العكس رغم كل ما جرى من تجريف وتدهور فى أداء الدولة، فالقضاء لم يكن فى يوم من الأيام قضاء مبارك ولا الجيش، ولا حتى معظم الإدارات التى تعايشت (ومشت حالها) مع النظام القائم، ولكنها لم تكن نتاج فرز حزبى أو عقائدى، مثلما فعل نظام البعث فى سوريا والعراق ونظام القذافى فى ليبيا، ومثلما حاولت جماعة الإخوان المسلمين أن تفعل فى مصر. لن يستطيع قادة الإخوان، مهما حرضوا القوى الأجنبية، أن يهدموا الدولة فى مصر ويتصوروا أنهم يمكن أن يساووا بين النظام الذى أسقط الدولة فى سوريا، وبين الدولة التى أسقطت النظام فى مصر. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ليست سوريا مصر ليست سوريا



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 08:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
  مصر اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon