توقيت القاهرة المحلي 08:39:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظم الحكم فى الدستور

  مصر اليوم -

نظم الحكم فى الدستور

عمرو الشوبكي

البعض يتعامل مع نظم الحكم فى الدستور المصرى على طريقة من كل نظام زهرة، والبعض الآخر يتصور أن النظام الأمثل هو المختلط الذى يأخذ «حتة» من كل نظام ويصنع خلطته السحرية التى كثيرا ما تكون أقرب إلى المصطلح المصرى الشهير «سمك لبن تمر هندى». وإذا نظرنا إلى باب نظام الحكم فى الدستور المعطل لوجدنا أنه لم يحسم منذ البداية لأى النظم السياسية ينحاز، وبدا الحديث عن النظام المختلط كأنه نوع من التلفيق بين النظامين الرئاسى والبرلمانى أكثر منه اختياراً جاداً للنظام الأصلح لحكم البلاد. وإن كنت أعتبر أن النظام الرئاسى الديمقراطى أو شبه الرئاسى هو النظام الأفضل لمصر، فإن هذا لا يعنى السماح بتوغل رئيس الجمهورية على السلطتين القضائية والتشريعية، سواء بتعيين النائب العام أو رئيس المحكمة الدستورية العليا وغيرهما من المناصب القيادية داخل السلطة القضائية، أو تعيين ربع أعضاء مجلس الشورى (فى حال بقائه) كغرفة ثانية داخل السلطة التشريعية، فكلا الأمرين من الصعب أن نجدهما فى ظل أى نظام رئاسى آخر. والحقيقة أن النظام الرئاسى الديمقراطى يقوم على إعطاء صلاحيات واسعة لكن غير مطلقة لرئيس الجمهورية، باعتباره رأس السلطة التنفيذية، فى ظل نظام يقوم على الفصل التام بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأيضا بالتوازن بين هذه السلطات ولا يسمح للسلطة التنفيذية- ممثلة فى الرئيس- بأن تتغول على باقى السلطات، كما جرى طوال العهود الجمهورية السابقة فى مصر، كما أن الرئيس محدد حكمه بمدتين غير قابلتين للتمديد، ويقوم باقتراح القوانين التى يشترط موافقة البرلمان عليها، كما أن هناك نظماً رئاسية تعطى بعض الصلاحيات لرئيس الوزراء مثل فرنسا، وتُعرف بالنظم شبه الرئاسية وهى الأقرب للواقع المصرى. المؤكد أن هناك مجموعة من المشكلات فى عدد لا بأس به من مواد الدستور المعطل مثل الخلط بين صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب وبين صلاحيات رئيس الوزراء المنتخب من البرلمان، فقد نازع رئيس الوزراء سلطات رئيس الجمهورية فى النظم الرئاسية بتعيينه الموظفين المدنيين وليس فقط العسكريين، كما جاء فى المادة ١٤٩، والأفضل أن يتولاها رئيس الجمهورية مع الغرفة الثانية (مجلس الوزراء) أو مع البرلمان فى حال إلغاء الأول. وهنا يجب أن يكون واضحاً أن رأس السلطة التنفيذية هو الرئيس الذى انتخبه الشعب، وليس رئيس الوزراء الذى اختاره البرلمان، وأن النظام الرئاسى توجد به سلطتان تقريباً متوازنتان ومتساويتا القوة والتأثير، هما البرلمان المنتخب ورئيس الجمهورية المنتخب مباشرة من الشعب. الأمر نفسه ينسحب على قضية مثل إعلان الطوارئ، ففى النظم الرئاسية أو شبه الرئاسية يعلن الرئيس الطوارئ بعد موافقة البرلمان والتشاور مع الحكومة وليس بعد موافقة رئيس الوزراء كما فى الدستور المعطل. فطالما اختار الدستور انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب فلابد، كما فى كل التجارب، أن يكون النظام رئاسياً أو شبه رئاسى، ولا يوجد نظام واحد ينتخب فيه الرئيس من الشعب، ويكون نظاماً مختلطاً، على عكس حالة انتخاب الرئيس من البرلمان التى يكون فيها النظام السياسى مختلطا أو أقرب للبرلمانى. مصر بحاجة أولا إلى نقاش مجتمعى وسياسى عميق حول شكل النظام السياسى المقترح، وإذا حُسم أنه رئاسى فعلينا ألا نقف فى منتصف الطريق وألا نبنى نظاماً مشوهاً يكون فيه رئيس الجمهورية إما منقوص الصلاحيات خوفاً من إنتاج «مبارك» أو «مرسى» آخر، ونقيم بأيدينا نظاماً مأزوما تعانى مؤسساته من شلل حقيقى وعدم قدرة على العمل. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظم الحكم فى الدستور نظم الحكم فى الدستور



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon