توقيت القاهرة المحلي 08:49:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهيد الواجب

  مصر اليوم -

شهيد الواجب

عمرو الشوبكي

سقط اللواء نبيل فراج شهيد الوطن والواجب ضحية رصاصات الغدر والخسة، سقط وهو فى مقدمة الصفوف يقود جنوده لتحرير مدينة كرداسة من القتلة والمجرمين والأوباش (كما وصفهم شيخنا العظيم على جمعة)، سقط وهو فى الصف الأول لا الأخير، فلم يختبئ خلف جنوده، ولم يبق فى مكتبه بمديرية أمن الجيزة يقود عملية اقتحام الأوكار الإرهابية كما يفعل عادة القادة، ولكنه اختار أن يكون بطلاً فى الصف الأول فسقط شهيداً ليبقى الوطن والشعب آمنين. استشهاد نبيل فراج بهذه الطريقة أعطى رسالة جلية للمجتمع المصرى توضح الفارق بين رجل دفع حياته وهو شامخ نبيل، وبين هؤلاء القادة المدعين الذين تاجروا بدماء أبنائهم وشبابهم وهربوا كالجبناء متخفين فى ملابس النساء، وحرضوا على القتل والكراهية والعنف حين شعروا بأنهم فى مأمن، وتصوروا أنهم فى مرحلة التمكين، وغيروا أقوالهم فوراً بعد أن ألقى القبض عليهم وعرفوا أنهم فشلوا. الفارق بين الشهيد فراج وقادة الإخوان لا يحتاج إلى تأكيد، فهناك من دفع دمه ثمناً لحقن دماء الآخرين، وهناك من تاجر بدماء الآخرين لكى يبقى فى السلطة أو يحافظ على جماعته السرية وكرسى المرشد والسمع والطاعة مهما كان الثمن، ولو على حساب الشعب والدولة. نبيل فراج هو نقطة فى بحر الشهداء الذين سقطوا من أجل الواجب، وشرف بذله «حضرة الضابط» حتى ينعم باقى أفراد الوطن بالأمن والسكينة. إن هؤلاء الضحايا يعرفهم الناس بعد استشهادهم، فهم ليسوا نجوم فضائيات حتى يجدوا من يتكلم عنهم، وليس وراءهم جماعات حقوق إنسان تطالب بحقوقهم، ولا جماعات إرهابية تثأر لهم، إنما المفروض أن وراءهم شعباً ودولة، وكلاهما يجب أن يكون خير داعم ومعين. دفاع الشعب عن شهداء الواجب أمر مفروغ منه، ودفاع الدولة عنهم يجب أن يكون بمزيد من الكفاءة الأمنية ومزيد من الحرفية والتدريب، وأيضاً الحرص والحذر من غدر الإرهابيين. الدولة يجب أن تحاسب القتلة والمجرمين، ولا تثأر لشهدائها بيدها لأن دولة القانون التى تحمى المواطن ورجل الشرطة هى التى تستمد قوتها وهيبتها من تطبيق القانون بكل صرامة وحسم، وليس بالانتقام الفردى أو العشوائى. نعم كانت هناك أزمة كبيرة فى علاقة المجتمع المصرى بالشرطة، لأن نظام مبارك حمَّلها تقريباً عبء الدفاع عن كثير من خطاياه، فحوَّل كل ملفات البلاد لجهاز الأمن: من تعيين المعيدين فى الجامعات حتى «تعيين المعارضة»، ومن التفاوض مع العمال المضربين حتى التعامل مع الاحتقانات الطائفية. ومع ذلك ظل هناك آلاف من أبناء هذا الجهاز عملوا بشرف ومهنية، وكانوا ضحية المنظومة المباركية والإخوانية على السواء، وإصلاح الشرطة ليس انتقاماً أو تصفية حسابات مع جهاز بأكمله، وتجاهل الظروف الصعبة، وفى بعض الأحيان غير الإنسانية التى يعمل بها كثير من الضباط والمجندين، إنما بوضع كل ذلك بعين الاعتبار والعمل على تطوير القدرات المهنية لأفراد الأمن، والحصول على غطاء سياسى يدعم رجال الشرطة فى عملهم ما دام فى إطار القانون. فى عام الإخوان ضاع المواطن المصرى بين رغبة الجماعة فى الانتقام من الداخلية وبين انسحاب الأخيرة عن القيام بكثير من وظائفها، فارتعشت يدها ولم تعرف متى تستخدم القوة والحزم فى مواجهة الخارجين على القانون حتى لا تتهم بأنها قاتلة وتنتهك حقوق الإنسان. وبعد التخلص من حكم الإخوان عادت الداخلية لحضن الشعب وبدأت فى نسج علاقة صحية مع المواطن، وصححت بعض أخطائها، وحسنت من أدائها المهنى وقدمت شهداء الشرف والواجب. رحم الله الشهيد نبيل فراج، شهيد الشرف والواجب، ورحم كل شهداء الشرطة والوطن. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهيد الواجب شهيد الواجب



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 08:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
  مصر اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon