توقيت القاهرة المحلي 05:13:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفعال الإخوان

  مصر اليوم -

أفعال الإخوان

عمرو الشوبكي

ردود فعل جماعة الإخوان المسلمين على ما حدث فى مصر بعد 3 يوليو يدل على أن المشكلة ليست فقط فى خياراتهم السياسية الخاطئة، إنما فى التربية العقائدية الخاطئة التى جعلت سلوك كثير من أعضاء الجماعة فى وادٍ والشعب المصرى فى وادٍ آخر. فالمعضلة ليست فى حق الجماعة فى الاعتراض والرفض للمسار السياسى الحالى وخريطة الطريق، إنما فى هذا الكم الهائل من الكراهية الذى تحمله تجاه المجتمع والدولة. فالتآمر على المجتمع والشماتة فى شهداء الجيش والشرطة، وكراهية الناس والأهالى، لأنهم اختاروا ألا يقفوا مع الإخوان، كلها أمور تعقد من مشكلة الإخوان التاريخية وتدفعهم نحو مزيد من العزلة والانغلاق. هل رأينا فى تاريخ مصر الحديث تيارا سياسيا أو جماعة دينية تتظاهر فى ذكرى يوم انتصار أمتها إلا الإخوان؟ وهل هناك فصيل سياسى فى تاريخ مصر واجه جيشه وشعبه فى يوم 6 أكتوبر مثلما فعل الإخوان الأسبوع الماضى؟ مهما كانت الحجج والمبررات، ومهما كان شعور الإخوان بالغبن والتهميش، هل يعقل إذا كانت لديهم مشاعر وطنية سوية أن يتمنوا انقسام الجيش؟ وما هو سبب هذه الأفعال الكارهة للناس والمجتمع، فتجدهم إذا رأوا معارضا لهم سحلوه وربما قتلوه، وإذا رأوا سيارة شرطة حرقوها بمن فيها، وإذا رأوا مسيحيا اعتدوا عليه بلا رحمة. إن هذه الأفعال تدل على أن المعضلة ليست فى حسابات الجماعة الخاطئة، إنما فى نمط التربية داخل الجماعة، فقد تحولت مشاعر الإقصاء التى تعرضوا لها فى عهد مبارك إلى طاقة كراهية وانتقام بحق الدولة والشعب نتيجة انغلاق التنظيم الإخوانى على نفسه وبنائه على أساس السمع والطاعة والثقة المطلقة فى القيادة، والاستعلاء الإيمانى والعزلة الشعورية عن باقى المجتمع- بتعبير سيد قطب- فإحساس عضو الجماعة بأنه ابن دعوة ربانية جعله فى الأوقات العادية ينظر لكل أبناء الشعب المصرى بنظرة فوقية، وحين تحول الأمر إلى صراع على السلطة نسى كل المبادئ الدينية التى تعلمها، وتحول الأمر إلى طاقة كراهية ضد «أهل الباطل» (الشعب والدولة)، وأصبحت الرابطة التنظيمية المغلقة والقوية التى تربط أعضاء الجماعة عامل انغلاق وعزلة عن باقى أفراد المجتمع، وتحولت فى فترة قليلة إلى عامل رئيسى فى كراهية الناس لهذا التنظيم الذى بات يقذفهم كل يوم بطاقة كراهية وتحريض لم يروا مثلها من قبل. إن ما يقوم به أعضاء الجماعة هو ليس مجرد احتجاج أو رفض لسياسات بعينها، إنما هو طاقة كراهية مستمرة ضد الجميع، وأن ما يفعلونه الآن هو عكس ما فعله «إخوانهم» الأتراك، فحين استبعد الراحل نجم الدين أربكان، زعيم الحركة الإسلامية فى تركيا، من رئاسة الحكومة عام 1997، فيما عرف بالانقلاب الناعم، لم يعش معظم الإسلاميين هناك على بكائيات الإخوان فى مصر وحديث المظلومية والمحنة والبلاء الذى يكررونه منذ أكثر من 60 عاما، إنما أسسوا حزبا جديدا (العدالة والتنمية) تعلم من أخطاء حزب الرفاة الذى حظر، ووصل للسلطة ونجح فى إجراء إصلاحات متدرجة غيرت شكل العلاقة مع الجيش والدولة العميقة. الفارق بين تركيا ومصر أن فى الأولى كان هناك حكم حزب سياسى (يخطئ ويصيب) وليس جماعة عقائدية مغلقة وسرية كرهت الدولة والشعب كما فى مصر، وحين سقطت لم تعترف بسقوطها وبفشلها وحاولت أن تسقط معها كل شىء. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفعال الإخوان أفعال الإخوان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon