توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون التظاهر

  مصر اليوم -

قانون التظاهر

عمرو الشوبكي

اعترض الكثيرون على قانون التظاهر الذى قدمته الحكومة مؤخرا، واعتبره البعض ردة على مبادئ ثورة 25 يناير، وعودة «لقوانين دولة مبارك المستبدة». يأتى القانون فى 21 مادة غير مادة الإصدار، تحت مسمى «تنظيم الحق فى الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية فى الأماكن العامة»، وأعدته وزارة العدل، ويحظر الاعتصام نهائيا (أمر محل اعتراض كثير من النشطاء)، ومنع الاقتراب 40 أو 100 متر من مقار الرئاسة والبرلمان والحكومة والشرطة، ويجوز للداخلية إلغاء المظاهرة مع إمكانية التظلم بعد ذلك، كما ينص القانون على مساحة محددة العدد للتظاهر دون إخطار بكل محافظة، وتعتبر «الهراوات» أقصى أساليب فض المظاهرة إلا فى حالة الدفاع عن النفس والممتلكات العامة، ونص أخيرا على الحبس والغرامة 300 ألف جنيه لمخالف قواعد الإخطار والمنتفعين ماليا من تنظيم المظاهرات. وإذا كان من البديهى أن حق التظاهر السلمى أمر يجب أن يكفله القانون، إلا أن اللافت هو تلك الحملة التى بدت كأنها لا ترى فى مبادئ ثورة 25 يناير إلا أمرا واحدا فقط هو حق التظاهر، وأن كل ما يجرى فى مصر من فوضى واستباحة وعنف وإرهاب وأزمة اقتصادية وانهيار كامل فى السياحة، بكل ما يعنيه ذلك من خراب بيوت ملايين الأسر، أمور لا علاقة لها بمبادئ الثورة. لم يفكر كثير من السياسيين وزعماء الائتلافات الثورية فى القيام بحملات لتشجيع السياحة الداخلية لكى تخفف من غياب السياحة الخارجية، ولا فى أى حملة أخرى من أجل القضاء على الأمية، التى تصل إلى ثلث الشعب المصرى (لا يوجد بلد نجح فى تحوله الديمقراطى وكانت لديه هذه النسبة من الأمية)، أو من أجل النظافة وغيرها، إنما قامت الدنيا ولم تقعد لأن هناك مادة وربما مادتين غير مطابقتين للمعايير «السويدية» فى حق التظاهر. نعم من حق البعض أن يعترض على مادة أو أكثر فى القانون المقترح، ومن حق بعض الجمعيات الحقوقية، بحكم الوظيفة، أن ترفض كل أو بعض ما جاء فى القانون، لكن يجب ألا نعتبر أن 25 يناير ستختطف وسنعود إلى عصر مبارك والدولة الأمنية وستنتهى الثورة بسبب مادة أو أكثر فى قانون التظاهر. المؤكد أن المصريين لم يثوروا من أجل قانون للتظاهر، ومن نسى أو تناسى أن عهد مبارك شهد كما هائلا من المظاهرات الفئوية- وأحيانا السياسية- والوقفات الاحتجاجية، التى مثلت طاقة تنفيس هائلة للشعب المصرى حتى بلغت فى نهاية عهده ألف احتجاج وإضراب واعتصام، فى ظل قانون لا يبيح التظاهر أصلا، فهل هذا يعنى أن مبارك كان معبرا عن 25 يناير لأنه سمح فى عهده بمظاهرات سلمية، لم تكن بينها مظاهرات العنف والتخريب الإخوانية؟ أعترض مثل كثيرين على مادة أو اثنتين فى قانون التظاهر، لكن اعتباره ردة على الثورة أمر صادم، وكأن الثورة حققت كل أهدافها فى العدالة والديمقراطية وبقيت مشكلة حق الاعتصام من عدمه، والـ100 متر التى تفصل المتظاهرين عن المنشأة الحكومية كبيرة أم لا. الأمم الراغبة فى التقدم هى التى تبحث أولا كيف يمكن أن تكون منتجة، وتعمل على تنظيم ظروف العمل وتحسينه، وبعد ذلك، أو بالتوازى مع ذلك، تنظم حق الإضراب والتظاهر، لا أن ننشغل بهذه الدرجة بقانون التظاهر، وننسى أننا أمة غير منتجة سواء غيرنا المواد التى لا تعجبنا فى قانون التظاهر من عدمه، فالنتيجة أن التظاهر لا يغير بمفرده أوضاعنا الاقتصادية والسياسية طالما لم نغير فى ظروف العمل نفسها، ونحول بلدنا إلى أمة منتجة تزرع وتصنع وتبنى ديمقراطية مكتملة الأركان. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون التظاهر قانون التظاهر



GMT 06:00 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

أيام رجب البنا!

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

أفتقدهم في رمضان

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مزايا مصر النسبية!

GMT 05:53 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

نضحك مساءً ونلعنه صباحًا!

GMT 05:51 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

حق أصيل للناس

GMT 05:49 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

سوريا أمام المخاطر

GMT 05:47 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ (١- ٢)

GMT 05:45 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مقعده المعتاد في المقهى

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon