توقيت القاهرة المحلي 06:31:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن المخلص

  مصر اليوم -

البحث عن المخلص

عمرو الشوبكي

مع زيادة حدة الانقسام السياسى وشعور قطاع واسع من المصريين بأن أزمات البلد مستعصية عن الحل، وأن نخبته عاجزة عن حل مشاكله السياسية والاجتماعية، وأن أى فشل أو تعثر فى مساره السياسى والانتخابى يجعله يتمنى أن يستيقظ فى الصباح على صوت مخلص يهبط عليه فجأة من السماء وينقذه مما هو فيه. فبعد أن سقط شعبياً نموذج المخلص ابن الجماعة الدينية التى «تخاف ربنا»، واتضح أمام قطاع واسع من الناس حجم الكذب والخداع اللذين روجهما قادة الجماعة، عاد مرة أخرى حلم المخلص أو الزعيم الملهم ابن الدولة القادر على إخراج الشعب مما هو فيه. صحيح أن فى تاريخنا الوطنى مثل كل شعوب الأرض زعماء مخلصين وقادة كبار مثل محمد على، وأحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر، أثروا فى الشعب وقادوه نحو التقدم بعد أن تركوا بصمة سياسية واجتماعية كانت نتاج عصرهم وسياقهم التاريخى، وأن الحنين إلى البطل المخلص عاد بقوة مع شدة الأزمات والخوف من الفشل. لقد بحث الكثيرون مرة أخرى عن حلم المستبد العادل أو المخلص القوى، وعادة ما كان الجيش فى الضمير الجمعى لعموم المصريين هو المكان الذى يخرج هؤلاء الناس، وربما صورة عبدالناصر والسادات وقبلهما أحمد عرابى ثم بعدها قادته الكبار فى تاريخ الجيش المصرى من عبدالمنعم رياض إلى محمود فوزى ومن أحمد إسماعيل إلى الجمسى ومن سعدالدين الشاذلى إلى أبوغزالة وغيرهم الكثيرين مازالت حاضرة فى وجدان المصريين، وتناسوا أن حسنى مبارك خرج من هذه المؤسسة ولم يكن لحكمه أى علاقة بقيمها وتقاليدها فى المهنية والانضباط فقد كان نموذجاً لا يحتذى به فى الفوضى والفساد والعشوائية، وبسبب حكمه الطويل والبليد والذى امتد 30 عاماً تدفع مصر كل يوم ثمناً باهظاً من أزمات شعبها الاجتماعية والسياسية. نعم هناك حالة إحباط من السياسيين والعملية السياسية، وهناك استدعاء شعبى لصورة «العسكرى المخلص» أو الرجل القوى الذى سيخرج مصر مما هى فيه، وهى حالة موجودة فى الثقافة الجمعية لكثير من المصريين الذين سئموا تناحر الأحزاب وخناقات السياسيين، وبدأوا فى البحث عن صورة «الرجل القوى»، والجيش القوى ونسوا جميعا مواقعهم كمواطنين وفاعلين فى كل هذه الرهانات. فالمخلّص المتخيل الذى يتمناه البعض لن يحل مشكلة واحدة فى مصر بمعزل عن المجتمع والمواطنين، ولن يحكم بملائكة إنما من خلال أحزاب وقوى سياسية هى جزء من الشعب المصرى، وإذا قرر أن يؤسس «حزب دولة» جديداً مثلما فعل عبدالناصر فلن يحول دون وجود الانتهازيين داخله، والذين سيهرولون إليه لأنه حزب الدولة/ السلطة وليس بالضرورة عن قناعة بأنه الحزب الأفضل. لا يجب أن ينتظر الناس مخلصاً حاملاً حلاً سحرياً، ولا يتصوروا أن هناك فرداً مهما كانت قوته وشعبيته يستطيع أن يغير أوضاع مصر بمعزل عن إيجابية الناس، والإيجابية هنا لا تعنى المؤيدين فقط إنما معهم المعارضون أيضاً، فكلاهما يمكن أن يؤسسا لمساحة جديدة لسلطة لا يحتكرها أحد ومعارضة لا يكون هدفها الوحيد إفشال من فى السلطة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن المخلص البحث عن المخلص



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon