توقيت القاهرة المحلي 07:44:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فيها لأخفيها»

  مصر اليوم -

«فيها لأخفيها»

عمرو الشوبكي

هى نظرية يتبعها البعض فى مصر، وتبحث أولاً وثانياً وثالثاً عن موقع الشخص وسط الأحداث، فإذا كان فى مركزها فهو راض عنها ويؤيدها، وإذا كان خارجها فهو معارض لها، ويرغب فى أن يهدمها على رؤوس الجميع. البعض يعارض مواد الدستور المصرى بسبب كونه لم يكن عضوا فى لجنة الخمسين، والبعض الآخر يرى أنه أحق من آخرين اختيروا داخل اللجنة، ولذا عارض مواده دون أن يقرأها، ولم تفرق معه مواد الدستور من الأساس. صحيح هناك من أعلن معارضته الوثيقة الدستورية، لأنه يرفض المسار الحالى برمته أو جانباً منه، وهناك من اعترض على بعض مواده، ووجد أنها كافية لكى يقول «لا» للدستور، وهناك أيضا من حدد موقفه على ضوء رأيه فى لجنة الخمسين، والذى كان سيتغير جذريا فى حال إذا كان عضوا فيها. نعم، الوثيقة الدستورية المقترحة ليست مقدسة وليست مثالية وبها ثغرات وعيوب إلا أن الموقف النهائى يجب أن تحكمه رؤية كل شخص للمرحلة الانتقالية ومدى قناعته بأن الأفضل لمصر أن يقول «نعم» للوثيقة النهائية، حتى لو كان يرفض بعض المواد. علينا أن نقبل وجود معارضين ومؤيدين للمسار الحالى، فالديمقراطية لن تبنى إلا بوجودهما معا، وأن من يعترض عن قناعة أو حسبة أفضل بكثير من المؤيد لأى مسار وأى حكم. نظرية «فيها لأخفيها» تراها وربما تشمها كل يوم، فإذا خسرت أى انتخابات فلابد أن تكون مزورة، وإذا كنت مشتاقا لمنصب وزارى ولم تحصل عليه فستعتبر الحكومة بدونك فاشلة وبها كل الصفات السيئة. مشكلة هذه الطريقة أنها لا تفتح الباب أمام خلق بديل حقيقى للحكومة والبرلمان وباقى المؤسسات، لأن من خسروا رهانهم على الالتحاق بهذه المؤسسات لا يبذلون أى جهد فى خلق بديل من أى نوع، إنما فقط المزايدة على الحكومة ولجنة الخمسين والبرلمان، دون تقديم أى تصور بديل. فالانشغال بالمعارك الثأرية التى تقوم على «أين موقعى الشخصى منها؟» كارثة حقيقية على مصر، ولا يساعد على تبصير الرأى العام ببديل حقيقى للمؤسسات التى يراها البعض فاشلة. ففى أى بلد ديمقراطى هناك حكومات تفشل وتتغير وتأتى حكومات أخرى حاملة مشاريع أخرى بديلة، ولا يكون هذا التغيير بسبب المكايدة والمناكفة السياسية أو نظرية «فيها لأخفيها»، ولا أنهم كانوا مشتاقين لأن يصبحوا أعضاء فى الحكومة، وحين تم استبعادهم هاجموها، لأنهم فى الأساس معارضون لها ولديهم مشروع بديل لها. علينا ألا نثق فى هؤلاء المعارضين «حسب الموقع»، ونثق ونختلف مع المعارضين والمؤيدين «حسب القناعة»، لأن مصر عانت كثيرا من هؤلاء، وسئمت أحاديثهم، فهم مؤيدون متحمسون إذا كانوا جزءاً من المسار الحالى، وبعضهم سعى وحاول وتوسط لكى يكون من بين هؤلاء الذين عدلوا دستور 2012، وحين لم ينطبق عليهم أى معيار موضوعى حكم اختيار أغلب أعضاء اللجنة، وبالتالى لم يصبحوا أعضاء فيها، رفضوا دستورها ليس لأنه سيئ- وهذا حقهم أن يعتبروه كذلك- إنما لأنهم لم يشاركوا فى كتابته. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فيها لأخفيها» «فيها لأخفيها»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon