توقيت القاهرة المحلي 07:44:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معارضون حسب المصلحة

  مصر اليوم -

معارضون حسب المصلحة

عمرو الشوبكي

فى عهد مبارك كان هناك معارضون حسب الطلب أو الأوامر، وكان هناك أيضا مؤيدون بالأمر المباشر، وبعد 25 يناير شهدنا معارضين أشاوس وثواراً حتى النخاع حين كانوا بعيدين عن السلطة، وبعد أن وصلوا إليها أصبحوا أعداء حقيقيين للثورة وللفكر الثورى، وبعد أن خرجوا منها عادوا وأصبحوا ثواراً ودعاة للعنف الثورى. «أين موقعى، وأين مصلحتى؟» هى التى تحدد نوع الخطاب الذى يتبناه البعض، صحيح السياسة متغيرة، لكنها لا تجعل الناس تغير مواقفها المبدئية، وتنقلب من أقصى اليمين إلى اليسار، ومن قمة المحافظة والرجعية إلى أقصى الثورية. لا أحد فى ظل نظام ديمقراطى يُجبَر على اتخاذ خيارات بعينها، تقربا من حاكم أو حزب حاكم، لأن هذا الحاكم أو هذا الحزب قد يكون فى السلطة اليوم، وقد يتركها غدا، وبالتالى لا أحد مضطر أن ينافق حكما أو معارضة أو تصورا أو رؤية. صحيح أن الإخوان تحولوا فى مواقفهم تبعا لموقعهم من السلطة، فاكتشفوا الخطاب الثورى بعد الثورة، ووظفوه لصالح السيطرة على السلطة وإقصاء المعارضين، وهناك آخرون أصبحوا «ثوار ثوار لآخر مدى»، بعد أن كانوا جزءاً من نظام مبارك بالصمت أو بالتواطؤ أو بالسير جنب «الحيط» حتى دخلوا فيها. فهناك من كانوا من أكثر الكارهين لخطاب القوى الثورية والاحتجاجية من «كفاية» إلى «6 إبريل»، ثم أصبحوا بعد الثورة من أبرز المنظرين للعنف الثورى تارة وللثورة المستمرة تارة أخرى، بعد أن أصبح الخطاب الثورى بلا ثمن، واعتبره البعض نوعا من الوجاهة الاجتماعية «شيك»، لأن الثمن يدفعه بعض المصريين من دمائهم فى الشارع، فى حين أن هؤلاء فى بيوتهم جالسون وعلى «فيس بوك» مناضلون. الغريب أنه لا يوجد من يعترض على اختيارات أى مواطن بدءاً من الداعين لهدم الدولة، ونقل تجارب الاستبداد الشيوعية إلى مصر، مرورا بثوار ما بعد الثورة، وانتهاء بإخوان الحكم الذين اكتشفوا أيضا ثوريتهم، بعد أن وصلوا للسلطة لتحصين استبدادهم، فى حين غاب هؤلاء الذين نزلوا فى 25 يناير، وتعرضت حياتهم للخطر، وآمنوا بأن الثورة وسيلة لتحقيق هدف عظيم هو نهضة هذا البلد وتقدمه، بعد أن ارتفع صوت ثوار ما بعد الثورة فى كل مكان. متى سيحافظ الناس على نفس لغتهم وهم فى الحكم والمعارضة، ومتى لا تصبح المعارضة كلاما مرسلا لا ثمن له، بل مسؤولية، لأن هذا الكلام المرسل سيتحول حين تصل للحكم إلى عبء، وستكتشف إلى أى حد كنت مراهقا حين تصورت أنك ستعارض إلى الأبد، ونسيت أنك فى النظام الديمقراطى ستحكم لفترة ولن تعارض للأبد، والمسؤولية تقول إنك حين تكون فى المعارضة فعليك أن تنتقد من فى السلطة وتقدم بديلا سياسيا، لا أن يكون لديك هدف وحيد هو إفشال من فى الحكم وإسقاطه، حتى يعود ويفعل معك ما فعلته معه وتستمر دوامة الفشل. المعارضة هى مشروع للوصول للسلطة وليس هدمها، تماما مثل الحكم، فهو أمر مؤقت وليس أبديا، وحين سعى الإخوان إلى تحويل السلطة إلى «ملك للجماعة» فشلوا وسقطوا بسرعة البرق، ثم عادوا ونقلوا منطقهم وهم فى الحكم إلى المعارضة، متصورين واهمين أن الهدم هو طريق عودتهم مرة أخرى للسلطة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارضون حسب المصلحة معارضون حسب المصلحة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon