توقيت القاهرة المحلي 11:32:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معارضون حسب المصلحة

  مصر اليوم -

معارضون حسب المصلحة

عمرو الشوبكي

فى عهد مبارك كان هناك معارضون حسب الطلب أو الأوامر، وكان هناك أيضا مؤيدون بالأمر المباشر، وبعد 25 يناير شهدنا معارضين أشاوس وثواراً حتى النخاع حين كانوا بعيدين عن السلطة، وبعد أن وصلوا إليها أصبحوا أعداء حقيقيين للثورة وللفكر الثورى، وبعد أن خرجوا منها عادوا وأصبحوا ثواراً ودعاة للعنف الثورى. «أين موقعى، وأين مصلحتى؟» هى التى تحدد نوع الخطاب الذى يتبناه البعض، صحيح السياسة متغيرة، لكنها لا تجعل الناس تغير مواقفها المبدئية، وتنقلب من أقصى اليمين إلى اليسار، ومن قمة المحافظة والرجعية إلى أقصى الثورية. لا أحد فى ظل نظام ديمقراطى يُجبَر على اتخاذ خيارات بعينها، تقربا من حاكم أو حزب حاكم، لأن هذا الحاكم أو هذا الحزب قد يكون فى السلطة اليوم، وقد يتركها غدا، وبالتالى لا أحد مضطر أن ينافق حكما أو معارضة أو تصورا أو رؤية. صحيح أن الإخوان تحولوا فى مواقفهم تبعا لموقعهم من السلطة، فاكتشفوا الخطاب الثورى بعد الثورة، ووظفوه لصالح السيطرة على السلطة وإقصاء المعارضين، وهناك آخرون أصبحوا «ثوار ثوار لآخر مدى»، بعد أن كانوا جزءاً من نظام مبارك بالصمت أو بالتواطؤ أو بالسير جنب «الحيط» حتى دخلوا فيها. فهناك من كانوا من أكثر الكارهين لخطاب القوى الثورية والاحتجاجية من «كفاية» إلى «6 إبريل»، ثم أصبحوا بعد الثورة من أبرز المنظرين للعنف الثورى تارة وللثورة المستمرة تارة أخرى، بعد أن أصبح الخطاب الثورى بلا ثمن، واعتبره البعض نوعا من الوجاهة الاجتماعية «شيك»، لأن الثمن يدفعه بعض المصريين من دمائهم فى الشارع، فى حين أن هؤلاء فى بيوتهم جالسون وعلى «فيس بوك» مناضلون. الغريب أنه لا يوجد من يعترض على اختيارات أى مواطن بدءاً من الداعين لهدم الدولة، ونقل تجارب الاستبداد الشيوعية إلى مصر، مرورا بثوار ما بعد الثورة، وانتهاء بإخوان الحكم الذين اكتشفوا أيضا ثوريتهم، بعد أن وصلوا للسلطة لتحصين استبدادهم، فى حين غاب هؤلاء الذين نزلوا فى 25 يناير، وتعرضت حياتهم للخطر، وآمنوا بأن الثورة وسيلة لتحقيق هدف عظيم هو نهضة هذا البلد وتقدمه، بعد أن ارتفع صوت ثوار ما بعد الثورة فى كل مكان. متى سيحافظ الناس على نفس لغتهم وهم فى الحكم والمعارضة، ومتى لا تصبح المعارضة كلاما مرسلا لا ثمن له، بل مسؤولية، لأن هذا الكلام المرسل سيتحول حين تصل للحكم إلى عبء، وستكتشف إلى أى حد كنت مراهقا حين تصورت أنك ستعارض إلى الأبد، ونسيت أنك فى النظام الديمقراطى ستحكم لفترة ولن تعارض للأبد، والمسؤولية تقول إنك حين تكون فى المعارضة فعليك أن تنتقد من فى السلطة وتقدم بديلا سياسيا، لا أن يكون لديك هدف وحيد هو إفشال من فى الحكم وإسقاطه، حتى يعود ويفعل معك ما فعلته معه وتستمر دوامة الفشل. المعارضة هى مشروع للوصول للسلطة وليس هدمها، تماما مثل الحكم، فهو أمر مؤقت وليس أبديا، وحين سعى الإخوان إلى تحويل السلطة إلى «ملك للجماعة» فشلوا وسقطوا بسرعة البرق، ثم عادوا ونقلوا منطقهم وهم فى الحكم إلى المعارضة، متصورين واهمين أن الهدم هو طريق عودتهم مرة أخرى للسلطة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارضون حسب المصلحة معارضون حسب المصلحة



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon