توقيت القاهرة المحلي 07:44:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين المدن الثلاث (2- 3)

  مصر اليوم -

بين المدن الثلاث 2 3

عمرو الشوبكي

ذهبت من فرانكفورت مدينة العمل والصناعة إلى باريس مدينة الحياة والفنون، وحاضرت فى ندوة «مغلقة» عن الوثيقة الدستورية تعذر إقامتها بشكل مفتوح فى المركز الثقافى المصرى بعد اعتداءات الإخوان المتكررة على المركز وضيوفه. وحضر الندوة حوالى 50 شخصا من المصريين والفرنسيين، وشاركنى فيها أستاذ قانون دستورى مصرى فى جامعة باريس، ونائب رئيس مجلس الدولة، ورعاها السفير المصرى فى باريس محمد مصطفى كمال، الذى قام هو وطاقم السفارة والمركز الثقافى المصرى بجهود كبيرة لإنجاحها والتواصل مع النخب الفرنسية المختلفة. ورغم أن الإخوان وحلفاءهم لم يدعوا لهذا اللقاء بسبب العنف الذى يمارسونه، إلا أن النقاش حول الوثيقة الدستورية لم يخل من اعتراضات ورفض لبعض موادها، وهو ما يعنى أن نظرية «أفضل دستور فى العالم» التى تحدث بها الإخوان عن دستورهم لم تعد موجودة الآن ولن يقبلها أحد، كما أن قدرة المجتمع بأطيافه المختلفة على ممارسة نقد متحضر لكل ما يقدم له من أفكار أمر جيد وفى صالح عملية التحول الديمقراطى. حضور الشباب المصرى الدارس فى فرنسا هذا اللقاء كان لافتا وملهما، فتحدث أحمد حبيب، أحد طلاب الدكتوراة فى القانون، مع آخرين، وأبدوا تحفظات على بعض المواد، وأشادوا بالإجماع بإلغاء النسبة المخادعة (50% عمال وفلاحين) من الوثيقة الدستورية الجديدة، وأشادوا أيضا بإلغاء مجلس الشورى، وهى الأشياء التى حاول البعض أن يخضعها لمواءمات وحسابات ضيقة، ناسيا أن هناك جمهورا هائلا سيؤيد الوثيقة المقترحة بسبب جرأتها فى اتخاذ قرارات صعبة لم يجرؤ الإخوان على اتخاذها نتيجة حسابات ومواءمات سياسية ضيقة حين أقر الإخوان بليل مادة الـ50% عمال وفلاحين فى باب الأحكام الانتقالية بعد أن فرغوها تقريبا من محتواها على سبيل المراوغة، ولم يجرؤ على إلغائها بعد أن ادعوا طوال الفترة السابقة أنهم ضدها. تعليقات الصحف الكبرى فى فرنسا عن الوثيقة الدستورية المقترحة كانت غريبة، فلم تشر لباب الحقوق والحريات المتميز ولا نظام الحكم شبه الرئاسى، الشبيه بالنظام الفرنسى، إنما عنونت صحيفة الليموند موضوعها عن الدستور المصرى قائله: إنه دستور يعطى امتيازات خاصة للجيش، أما صحيفة الفيجارو فقالت بشكل مباشر وفج إنه «دستور الجيش». والحقيقة أن مواد القوات المسلحة، خاصة مادة المحاكمات العسكرية كانت أكثر تشددا وبكثير فى دستور 2012 مقارنة بالتعديلات المقترحة التى حصرت محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية فى الاعتداء المباشر على القوات المسلحة وليس فى النص الواسع والفضفاض فى دستور 2012 والذى نص على «الجرائم المضرة بالقوات المسلحة»، ومع ذلك لم تنل نفس الهجوم الحالى. صحيح هناك كثيرون يرفضون هذه المادة عن قناعة تحترم، وهناك من يرفضها عن حسبة لا علاقة لها بالوطن والمواطنين. ويبقى نقد الوثيقة الدستورية أمرا مشروعا، ولكن المعضلة فى ارتدائك نظارة تجعلك ترى أمرا واحدا فقط، وتتعمد ألا ترى باقى الأشياء، وتلك ربما مشكلة نظم غربية كثيرة ومندوبيهم فى الداخل، إنها ترى أحيانا ما تحب أن تراه، وتتجاهل ما لا تريده لحسابات سياسية لا علاقة لها بأى موقف مبدئى، أما نقد بعض مواد الدستور والتصويت بـ«نعم» على مجمل الوثيقة، أو نقد معظمها والتصويت بـ«لا»، فكلاهما حق لكل مواطن مصرى، بشرط فقط أن يقرأها ويحسم أمره ويتوكل على الله. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المدن الثلاث 2 3 بين المدن الثلاث 2 3



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon