توقيت القاهرة المحلي 08:20:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف كتبت الوثيقة الدستورية أو رحلة البحث عن توافق؟

  مصر اليوم -

كيف كتبت الوثيقة الدستورية أو رحلة البحث عن توافق

عمرو الشوبكي

1ــ انتخاب الرئيس من الصعب توقع توافق لجنة الخمسين حين ترى الخلفيات الفكرية والسياسية المتباينة التى جاء منها كل عضو من أعضاء اللجنة، وربما لا نبالغ إذا قلنا إن الكثيرين لم يتفاءلوا بالنتيجة فى ظل هذه التباينات، ومع ذلك فإن رحلة البحث عن التوافق لم تخلُ من صعوبات وتحديات، وكثيراً ما كانت مهددة وعلى حافة الانهيار. ولعل الخطوة الأولى كانت فى البحث عن توافق على اسم رئيس لجنة الخمسين، وشكلت لجنة ضمت كاتب هذه السطور ود.عبدالجليل مصطفى، لاستقصاء آراء الأعضاء فى اسمى المرشحين اللذين أعلنا ترشحهما على موقع الرئاسة، وهما: الأستاذان عمرو موسى وسامح عاشور، وجاءت نتيجة استطلاعنا الداخلى بأن هناك 18 شخصا قالوا إنهم سيصوتون لعمرو موسى، و16 قالوا إنهم سيصوتون لسامح عاشور، والباقون إما لم نصل إليهم أو قالوا لم نحسم أمرنا بعد. ودعا الأستاذ حسين عبدالرازق إلى لقاء فى حزب التجمع لمناقشة طريقة عمل اللجنة، وإمكانية التوافق على اسم الرئيس، فتحدث شباب تمرد وعبروا عن خشيتهم من أن توصف اللجنة بأنها امتداد للنظام القديم إذا انتخبت عمرو موسى، رغم أنهم أكدوا احترامهم للرجل، وأنه لم يكن جزءا من نظام مبارك منذ سنوات طويلة، إلا أن خصوم ثورة 30 يونيو واللجنة سيتهمونها بهذه التهم، فى حين اعتبر البعض الآخر أن مهارات عمرو موسى كرجل دولة وخبرته الدولية ترشحه لرئاسة اللجنة. وفى أعقاب هذا اللقاء، عقدنا اجتماعاً فى مكتبى، ضم كلا المرشحين مع عدد من أعضاء اللجنة لعرض نتيجة «استطلاع الرأى» الذى قمنا به، ونظرا لتقارب النتيجة، فقد قررا خوض الانتخابات على موقع رئيس اللجنة، ولم أخفِ مخاوفى التى شاركنى فيها د.عبدالجليل مصطفى من حدوث ما يعكر صفوها. وقد سار الحديث فى هذا الاجتماع فى اتجاه التأكيد على أننا لا نبحث عمن هو أفضل، ولكن نبحث عن الأنسب لهذه المهمة، وأكدت أنه لا يجب النظر إلى انتخاب أحدهما، بمعنى أنه فى المطلق أفضل من الآخر، لكننا ننتخب من هو أقدر على إنجاز المهمة وإجراء التعديلات الدستورية المطلوبة. وجاء اليوم الأول لاجتماع اللجنة التى شهدت انتخابات ديمقراطية مشرفة، واستمر قلق كثيرٍ من الأعضاء من تداعيات الانتخابات على صورة اللجنة، خاصة أننا فى اليوم الأول من عملنا، وسرعان مازالت مخاوفنا وجرت الانتخابات بشكل راقٍ، وحقق موسى فوزا كبيرا، وحصل على 30 صوتا فى مقابل 16 صوتا لسامح عاشور، وامتناع عضوين عن التصويت. ولعل اللافت أن آراء الشباب داخل اللجنة تجاه عمرو موسى قد تغيرت مع الممارسة، خاصة بعد أن اكتشفوا مهاراته وكفاءته فى الإدارة والتفاوض والجلد. وعبرنا العقبة الأولى وبدأت اللجنة عملها وانتخبت مقررى اللجان الفرعية الأربعة، فكانت لجنة التواصل المجتمعى من نصيب نقيب المحامين سامح عاشور، ولجنة الحقوق والحريات من نصيب أستاذة الأدب الإنجليزى د. هدى الصدة، ومقومات الدولة للقاضى محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر، ولجنة نظام الحكم لكاتب هذه السطور. وبدأ العمل فى اللجان الفرعية فى اليوم التالى لانتخاب رئيس اللجنة ونوابه، وبدأنا عملنا وأمامنا دستور 2012 المعطل وتعديلات لجنة الخبراء عليه (عُرفت أيضا بلجنة العشرة)، وضمت قضاة أجلاء على قدرٍ عالٍ من الاحتراف والمهنية، وتصوراتنا على أبواب الدستور المختلفة، ووضعنا بجوارنا دساتير أخرى على سبيل الاسترشاد والاستفادة لا النسخ، كالدستور الفرنسى والبرازيلى والأمريكى وغيرها. وبدأنا العمل الشاق داخل لجنة الخمسين ورحلة البحث عن التوافق. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف كتبت الوثيقة الدستورية أو رحلة البحث عن توافق كيف كتبت الوثيقة الدستورية أو رحلة البحث عن توافق



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon