توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصطفى النجار

  مصر اليوم -

مصطفى النجار

عمرو الشوبكي

أعرف مصطفى النجار قبل ثورة 25 يناير بسنوات مثلما أعرف كثيرين من شباب ثورة 25 يناير، معظم من عرفتهم كان راغباً فى بناء بلد جديد خال من الفساد والاستبداد حين كانت المطالبة بالتغيير مغامرة، والمناداة بالثورة حلماً. بالتأكيد شباب الثورة غير محصن ولا على رأسه ريشة، فبعضهم كان سبباً فيما نحن فيه، وبعضهم تآمر مع الإخوان، وبعضهم اعتبر الثورة مهنة، وبعضهم تصور واهماً أنه فوق الناس، ولكن معظمهم مثل ملايين المصريين شاركوا فى الثورة وهم يحلمون بدولة مدنية ديمقراطية عادلة دون أى حسابات، فنزلوا إلى الشارع وهم راغبون فى إسقاط مبارك ومشروع التوريث، وليس إسقاط الدولة ولا هدم مؤسساتها، ولولا الإدارة الفاشلة والضعيفة للمرحلة الانتقالية لكانت مصر اختارت رئيساً من داخل الدولة يوم 11 فبراير وبدأت تحولاً ديمقراطياً وإصلاحاً سياسياً عقب نزول الشباب يكنس ميدان التحرير معلناً انتهاء التظاهرات، وهاتفاً «الجيش والشعب إيد واحدة». المراهقة الثورية التى عرفتها مصر شجع عليها ضعف السلطة الانتقالية وأخطاؤها، وبعض الممارسات خلطت بين كراهية النظام والدولة، وتم تسويقها على أنها فعاليات ثورية وحكمتها المراهقة وعدم الخبرة أكثر من أى شىء آخر. بعض الشباب أخطأ فى أشياء مثل الكبار، والبعض له سقطات أيضاً مثل الكبار، ولكنّ هناك فرقاً بين الخطأ والعمالة، وبين المراهقة الثورية والتآمر، وثورات العالم عرفت بدرجات متفاوتة هذه السلوكيات، خاصة إذا تأملنا ثورات الطلاب فى أوروبا فى 1968 حين كانت المراهقة الثورية والأحلام الوردية سيدة الموقف، ومع ذلك استوعب النظام السياسى معظم هؤلاء الشباب ولم يتعامل معهم كخونة وتحولوا مع الوقت من ثوار يرغبون فى هدم النظام إلى إصلاحيين ساهموا فى إصلاحه وتطويره. مصطفى النجار وناصر عبدالحميد وأحمد عيد وعمرو صلاح وأحمد شكرى وزياد العليمى وإسراء عبدالفتاح وعبدالرحمن يوسف وغيرهم، هم جزء من حركة شبابية ساهمت فى ثورة 25 يناير، اختلفوا فيما بينهم فى أشياء، واختلفت معهم فى أشياء، ولكن يجب ألا نحول الخلافات والأخطاء إلى خيانة وعمالة. مصطفى النجار كان «الثورى الإصلاحى» إن جاز التعبير؛ فهو لم ينتم فى يوم من الأيام إلى مدرسة الفوضى الخلاقة التى لايزال يروج لها الأمريكان ومندوبوهم فى الداخل، وهو الذى تفاوض مع عمر سليمان حقناً للدماء ونال مزايدة ثوار بعد الثورة حتى الآن، وهو الذى آمن بأن التغيير يأتى بالتدرج وعن طريق تقديم بديل سياسى، ولم يكن من هتيفة «يسقط حكم العسكر»، ولم يكن مندوباً للخارج فى الداخل حتى لو أخطأ فى بعض أو كثير من مواقفه. لم يختر أن يبقى مناضلاً على تويتر وفيس بوك (رغم أنه يقضى أوقاتاً لا بأس بها على الاثنين)، إنما خاض الاختبار السياسى الحقيقى حين قرر خوض الانتخابات البرلمانية ودخل معركة على الأرض وفى الواقع وليس فى العالم الافتراضى، وفاز على مرشح إسلامى مدعوم من الإخوان فى سابقة غير متكررة؛ لأن عمره كان 31 عاماً، وحملته تكلفت 45 ألف جنيه. يعمل النجار كاتباً وطبيب أسنان، وليست لديه جمعية حقوقية تمول من الخارج ولا الداخل، وهو صوت إصلاحى تختلف معه فى أشياء وتتفق، فهو قال مؤخراً إن لديه 20 سبباً لرفض الدستور، وأنا لدىّ 247 سبباً لقبول الدستور، وهذا أمر وارد فى السياسة ولا علاقة له بالعمالة والخيانة. إن الخلاف على الثورة والثوار أمر وارد، لأن لا أحد سيقبل بحصانة ثورية (أو إخوانية) تعطى مرة أخرى لأحد، ولكنه سيكون فى السياسة وبالقانون وليس بالاتهامات المرسلة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى النجار مصطفى النجار



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon