توقيت القاهرة المحلي 10:20:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقوا فى المصريين

  مصر اليوم -

ثقوا فى المصريين

عمرو الشوبكي

البعض يتخوف من عدم مشاركة المصريين فى الاستفتاء، والبعض يشكك مسبقاً فى نتيجة الاستفتاء، والبعض لايزال مصراً على اتهام الشعب المصرى بالجهل لأنه اختار الإخوان فى لحظة، وعاد وأيد السيسى فى لحظة أخرى، وكأن معيار العلم والتقدم أن يختار سيادته حتى لو كان فاشلاً ومتعالياً على الشعب. والمؤكد أن المصريين سينزلون اليوم بالملايين مصوتين لصالح الدستور، ولن يخضعوا لابتزاز الإخوان ولا اتهاماتهم، وأن تكرار الحديث عن الجهل تارة وإجبار الناس تارة أخرى أمر بعيد عن الواقع. صحيح هناك مشكلات اجتماعية فى مصر أكبر من مشكلات كثير من الدول التى بدأت تحولاً متأخراً نحو الديمقراطية، فنسبة الأمية فى مصر (حوالى الثلث) تفوق النسبة التى عرفتها إسبانيا والبرتغال لحظة تحولهما نحو الديمقراطية، فى منتصف السبعينيات (15% فى الأولى و20% فى الثانية) وأيضا كل دول أوروبا الشرقية، كما أنها شهدت انهيارات فى التعليم والخدمات الصحية وفقرا ثقافيا وتدينا شكليا، لكن هذا لم يمنع من وجود حس تاريخى وطاقة هائلة لدى هذا الشعب أثبتت أنه إذا أحسن توظيفها والتواصل معها بتواضع واحترام ودون شعارات زائفة، يمكن أن يخرج منه الكثير. من الصعب إرجاع تعاطف قطاع واسع من الشعب المصرى مع السيسى إلى غياب الوعى وانتشار الأمية والتوجيه الإعلامى، إنما نتيجة أسباب موضوعية تكمن فى قوة المؤسسة التى ينتمى إليها وضعف الآخرين، من أحزاب وقوى وتيارات سياسية، كما أن حالة الفوضى والاستباحة التى شهدتها مصر طوال السنوات الثلاث الماضية قوت من صورة البديل القوى والصارم الذى يمثله قائد الجيش. لقد تمسك السيسى بخطاب رجل الدولة ذى الوجه الإصلاحى (كان مثار نقد من بعض القوى الثورية والإخوان)، وأثبت أن له صدى فى المجتمع المصرى، وأن أغلبية الناس ترغب فى الإصلاح وتحسين ظروفها الاجتماعية، وأنها حين شاركت فى الثورة اعتبرت أنها ترغب فى القيام بعمل إصلاحى كبير، وليس فعلاً ثورياً دائماً. علينا أن نتساءل: لماذا اختار هذا الشعب نفسه، فى ظل أمية أكبر بكثير من الآن، حزب الوفد «الليبرالى» قبل ثورة يوليو وعبدالناصر بعدها على حساب الإخوان؟ الإجابة ببساطة: أن كليهما قدم مشروعاً سياسياً بدا الأول رغم ليبراليته أنه ابن التربة المحلية المصرية، وليس فقط حزب «الصالون الليبرالى» الذى يناقش فيه أحدث النظريات الغربية فى الفلسفة والسياسة، كما كان يفعل حزب الأحرار الدستوريين، الذى كان- كما يقول الكتاب- ليبرالياً بامتياز، ولكن- كما يقول الواقع- كان الخاسر فى كل انتخابات نزيهة بامتياز. وعاد عبدالناصر، وكرر السيناريو نفسه- وإن بصورة مختلفة- حين بنى مشروعاً سياسياً شعر المصريون والعرب بأنه نابع منهم (العروبة والتحرر الوطنى والقومى والعدالة الاجتماعية)، فتقدم على الإخوان فى الشعبية والقدرة على الإنجاز، وانحاز له الشعب المصرى بمحض إرادته، بعيدا عن الأخطاء التى وقع فيها نظامه. لدىّ ثقة بأن الشعب المصرى سينزل اليوم بالملايين، وسيصوت بأغلبية كبيرة لصالح هذا الدستور، فثقوا به وبالمسار الذى خطته الملايين لنفسها، ولا تخافوا من الإخوان، ولا من غيرهم، لأن الشعب سيقول كلمته، وهى أهم من الأساليب المباركية القديمة التى تضر بالمسار الحالى، ولا تفيد، لأنها من الأصل اعتادت أن تخرج الشعب من حسابتها، ونسيت، أو تناست أنه الآن فى قلب أى حساب، فثقوا به. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقوا فى المصريين ثقوا فى المصريين



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon