توقيت القاهرة المحلي 09:41:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظام الجديد

  مصر اليوم -

النظام الجديد

عمرو الشوبكي

حسم الفريق السيسى أمر ترشحه لرئاسة الجمهورية، ورتبت القوات المسلحة بيتها الداخلى بترقية الفريق صدقى إلى رتبة فريق أول، وأصبحنا أمام ملامح نظام سياسى جديد قيد التكوين، يحمل فى جانب منه ملامح النظام القديم، وأيضا فرص بناء نظام سياسى جديد. وقد أعلنت قوى اجتماعية وسياسية كثيرة دعمها لترشح الفريق السيسى، أهمها جبهة مصر بلدى، وأيضا حملات انتخابية تبايع مقدما الرئيس القادم على طريقة كمل جميلك وبالأمر أنت رئيسى وغيرهما، وهناك قوى مدنية وشخصيات عامة ديمقراطية لم تخف دعمها لترشح الرجل بشرط ضمان مسار تحول ديمقراطى حقيقى، وألا يحتكر منصب رئيس الجمهورية العسكريون أو أى فئة أخرى، إنما يترك الأمر لمنافسة سياسية مفتوحة مقيدة بالدستور والقانون، وهناك ثالثا من يرفض ترشحه للرئاسة على اعتبار أنه سيفتح الباب أمام «عسكرة الدولة» والانقضاض على الديمقراطية الوليدة. والحقيقة أن الإطار الأهم والأبرز الذى يجب أن تتمسك به قوى التغيير فى مصر يتمثل فى ضمان وجود إطار قانونى يحترم الدستور وينفذ ما جاء فيه من مبادئ، ويضمن نزاهة العملية الانتخابية وليس مطالبة السيسى بأن يحارب رموز النظام القديم نيابة عن «القوى الثورية»، ثم تطالبه فى نفس الوقت بألا يكون حاكما ديكتاتورا وألا يعيد إنتاج حكم الفرد. المطلوب ليس إقصاء أحد من رموز النظام القديم أو الجديد، فالشعب المصرى هو وحده القادر على أن يختار ممثليه فى أى انتخابات قادمة، إنما المطلوب فقط من النظام الجديد أن يضمن نزاهة العملية الانتخابية، خاصة أن كثيرا من رموز النظام السابق العائدين اعتبروا البلطجة والتزوير هما طريقهم للنجاح فى أى استحقاق انتخابى. للأسف البعض يريد تفصيل الملعب السياسى على مقاسه، فيخرج ثوريته لكى يقصى القوى التقليدية والمحافظة فى المجتمع لتخلو له الساحة السياسية بعيدا عن مسألة تحقيق أهداف الثورة، أو يخرج مدنيته ليقصى حزب النور أو مصر القوية وكل الفصائل الإسلامية غير الإخوانية، ليس عن قناعة، ولكن لكى يلتهم بمفرده الجزء الأكبر مما يتصوره كعكة السلطة. هناك فرق كبير بين مطالبة النظام الجديد بتفصيل ملعب على مقاس شخص أو حزب وبين بناء آخر على مقاس الجميع محاطا بسياج الدستور والقانون ومبادئ الدولة الوطنية، فهناك من يطالب بتفصيل نظام ومسار على مقاس سيادته فيعزل «س» لأنه فلول، و«ص» لأنه «أجندات»، وفلان لأنه كان عضوا من 10 أو 20 سنة فى جماعة الإخوان أو نائب خدمات فى الحزب الوطنى، وهذا ما يردده الكثيرون من كل الأطياف السياسية، ويتناسون أن التحدى هو فى بناء نظام جديد وليس فى تغيير وجوه قديمة بأخرى جديدة «تركب» على نفس النظام القديم. مصر فى حاجة إلى الانتقال من الصوت الاحتجاجى وخطاب يسقط إلى بناء بدائل ومشاريع سياسية متنافسة لصالح تقدم هذا البلد، فلا أحد يناقش كيف تضاعف مصر استثماراتها وليس المنح والهبات التى تتلقاها، وكيف يمكن أن تصلح التعليم والصحة ونظام الدعم، كلها أسئلة تحتاج إلى تدخلات جراحية، لكنها لا يمكن أن تنجح بدون حد أدنى من التوافق على العملية السياسية وشكل النظام السياسى الجديد. للأسف لايزال البعض خارج نبض الناس، ولا يسأل نفسه لماذا دعمت الجماهير بهذا الحماس ترشح الفريق السيسى، وهل نمط الاحتجاج والفوضى، الذى شهدته مصر على مدار 3 سنوات، مثل سببا رئيسيا وراء تحصن الناس بالدولة والجيش، وهل المطلوب الاستمرار فى نفس طريقة الاحتجاج، أم بناء بديل سياسى قادر على الحكم، وآخر قادر على المعارضة، ونظام يسمح بتداول السلطة بين الجميع؟ هذا ما يجب القيام به. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام الجديد النظام الجديد



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon