توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بداية الطريق

  مصر اليوم -

بداية الطريق

عمرو الشوبكي

قرار حمدين صباحى بالترشح فى انتخابات الرئاسة يستحق التحية والإشادة، وهو بداية الطريق الصحيح لبناء تحول ديمقراطى حقيقى فى مصر، وسيساهم فى عدم تحول الانتخابات الرئاسية إلى استفتاء على مرشح رئاسى واحد. والمؤكد أن تحول أى انتخابات إلى استفتاء أو إلى تقسيمة ودية بين الأهلى وفريق درجة ثالثة أمر ضار جدا بمستقبل هذا البلد، وأن كل من قرر أن يترشح فى انتخابات الرئاسة ليحولها إلى منافسة حقيقية بصرف النظر عن فرص نجاحه يضع بلده على بداية الطريق الصحيح. والمؤكد أن حسم حمدين لأمره، ولو «بقرار شخصى»، وإعلانه ترشحه كأول مرشح جاد وحقيقى لانتخابات الرئاسة، يفتح الباب أمام تكرار نفس الأمر مع عبدالمنعم أبوالفتوح، ويحول انتخابات الرئاسة من انتخابات ستحسم بـ90% إلى انتخابات حقيقية حتى لو فاز فيها من الجولة الأولى المرشح الأوفر حظا، أى المشير السيسى. المؤكد أن كل من يقرر الترشح فى هذا الوقت يستحق التحية لأنه واجه بشجاعة سيل الاتهامات والبذاءات (بكل أسف)، التى تطال كثيرا من المعارضين للمسار الحالى، وتصف معارضى السيسى أو منافسيه بالخيانة، وكأنهم ناقصو وطنية لأنهم قرروا أن يمارسوا حقهم القانونى والدستورى بالترشح فى انتخابات الرئاسة، ورفض أن تحشر مصر كلها فى خيار واحد. ورغم الإيجابية الشديدة لوجود منافسة حقيقية فى انتخابات الرئاسة القادمة إلا أن مشكلة ضعف، بل وغياب المؤسسة الحزبية عن المشهد السياسى، ستظل إحدى أزمات المعركة الانتخابية القادمة. صحيح أن صباحى هو زعيم التيار الشعبى، ولكنه ليس حزبا بالمعنى السياسى والمؤسسى للكلمة، فهو يضم فى عضويته أعضاء ينتمون لأحزاب أخرى، صحيح أن الاستثناء قد يكون فى حزب أبوالفتوح مصر القوية، ولكنه يعانى من اختلافات داخلية واضحة وأزمة فى رصيده الشعبى قد تضعه فى مساحة قريبة من خطاب الإخوان بعد كثير من المواقف المرتبكة وغير الواضحة التى اتخذها فى الفترة الأخيرة. أما المشير السيسى، الذى لم يعلن عن ترشحه بعد، فهو ليس عضوا فى حزب من الأساس، ومشروعه ليس نابعا من مشروع حزبى، إنما يمكن وصفه بأنه مرشح الدولة التى يفترض أن تكون محايدة، وستدعمه بطريقة مختلفة غير طريق تزوير الانتخابات كما كان يجرى فى عصر مبارك. مدهش أن تكون الأحزاب التى يفترض أن تكون هى مؤسسات صناعة السياسة فى مصر غائبة بهذا الشكل عن انتخابات الرئاسة، خاصة حين نقارن البلاد التى تحولت متأخرة نحو الديمقراطية بالحالة المصرية، فلن نجد فى أى تجربة انتخابات تجرى بمعزل عن الأحزاب السياسية، فكل بلاد أوروبا الشرقية عرفت أحزابا ناشئة أخذت على عاتقها استكمال مهام التحول الديمقراطى، وكل بلدان أمريكا اللاتينية عرفت أحزابا يسارية ويمينية ناضلت ضد النظم الديكتاتورية، وساهمت فى بناء النظم الديمقراطية الجديدة، وفى مصر لا يوجد حزب سياسى واحد قادر على تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية قادر على الفوز. إن نجاح التجربة الديمقراطية فى مصر مرتبط بالقدرة على بناء مشاريع سياسية جديدة تتبلور فى قوالب حزبية، فهناك مشروع تيار الوسط المدنى، الذى لم يتبلور فى مشروع حزبى مؤثر بعد ويؤثر فيه المشير السيسى، وهناك مشروع الوسط الإسلامى المدنى، الذى يمثله أبوالفتوح، وهناك مرشح القوى والتيارات الثورية وجزء كبير من اليسار يمثله صباحى. هذه الطاقات والمشاريع الرئاسية المختلفة ستسفر فى النهاية عن رئيس واحد ومرشحين خاسرين، والمطلوب أن يحول الجميع حملاته الانتخابية إلى مشاريع حزبية وسياسية قادرة على أن تضع البلاد على أعتاب نظام ديمقراطى حقيقى. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بداية الطريق بداية الطريق



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon