توقيت القاهرة المحلي 15:51:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الروايتين

  مصر اليوم -

بين الروايتين

عمرو الشوبكي

يستند الحديث عن الرواية الثانية فى قراءة ما جرى فى مصر بعد 3 يوليو إلى مرجعية فكرية وسياسية، اختلفت عن تلك التى تبنت الرواية الأولى السائدة منذ تأسيس الدولة الوطنية الحديثة منذ أكثر من قرنين، وأسست للقراءة المنتصرة بعد 3 يوليو. ما هو الأساس السياسى «العاقل» والديمقراطى الذى تمثله الرواية الثانية بعيداً عن العنف والإرهاب الذى يمارسه بعض أنصارها، خاصة من عناصر جماعة الإخوان المسلمين؟ وما هى الديناميكية الخاصة التى تجعل هناك أنصاراً دائمين للرواية الثانية قادرين على البقاء؟ وما هى الشروط التى قد تسمح لهم بالوصول يوما ما للسلطة؟ إن جانباً كبيراً من أنصار الرواية الثانية هم التيار الإسلامى، الذين انفصلوا سياسياً وشعورياً عن الدولة الوطنية بنظمها المختلفة، فقد ظل منذ ثورة 1919 خارج كل الترتيبات التى بنيت عليها مؤسسات الدولة المصرية الحديثة، فلم يكن حاضرا فى دستور 1923، ولا دستور 1971، وظل لأسبابٍ كثيرٌ منها تتعلق ببنيته الفكرية والسياسية فى غُربة شبه كاملة عن الدولة التى ارتابت فيه وفى ممارساته. وبعد ثورة يوليو، ظل التيار الإسلامى خارج مؤسسات الجمهورية بالكامل، من شرطة وجيش وقضاء وإدارة، لأسبابٍ كثيرٌ منها يتعلق بعقيدة هذا التيار نفسه، وبعضها يتعلق بغياب الديمقراطية عن نظم هذه الدولة، ولكن النتيجة كانت واحدة، وهى شعور هذا التيار وقطاع واسع من أنصاره بالغربة عن مؤسسات الدولة، وفى القلب منها جيشها الوطنى، فلم يشعر بانتصاراته، وشمت فى هزائمه، وكأنه لا علاقة له بهذا البلد. إن ما يراه الناس من مشاعر كراهية غير مسبوقة، يبديها الإخوان فى مواجهة الدولة بصورها، لم يعرفها أى معارض سابق يجعل من الصعب فصل الموقف السياسى العدائى للمسار الحالى عن حالة الغُربة التى عاشتها الجماعة عن كل ما بنته الجمهورية فى مصر، وليس فقط نتيجة الإقصاء عن السلطة والشعور بالظلم، وهذا على عكس موقف الغالبية العظمى من التيارات المدنية التى تشعر أن الدولة القائمة هى دولتها حتى لو اختلفت فى تقديراتها لنظمها السياسية، وتفاوتت مواقفها من الليبرالية والناصرية المؤكد أنه من استبعدتهم الدولة من التيار الإسلامى، ومن يعارضون المسار الحالى من بعض التيارات المدنية يدافعون عن رواية ثانية قادرة على أن تصنع بديلاً حقيقياً وديمقراطياً للرواية الأولى، بشرط ألا تكون هى رواية العنف والكراهية التى يمارسها الإخوان حاليا، ولذا فإن المرشح للقيام بهذا الدور هو إسلاميون من خارج الإخوان، يؤسسون مشروعهم الجديد على فكرة تجسير الفجوة مع الدولة الوطنية، والتوقف عن الشماتة فى عيوبها (وهى كثيرة) وكأنها دولة الأعداء. أما أنصار الرواية الثانية من التيارات المدنية، فهم 3 أنواع: الأول احتجاجى سيظل معنا فى ظل حكم أى رئيس مهما كان توجهه ومهما كانت مميزاته، وهو قادر على أن يصبح صوت ضمير وقوة ضغط على النخب الحاكمة لكى تسمع لصوت الشارع، والثانى مندوبو الخارج من كارهى الدولة الوطنية، لأن شبكة مصالحة الخارجية تفرض عليه مثل هذا الموقف، والثالث أصيل نتيجة قناعات ليبرالية وطنية حقيقية. الرواية الثانية قد تحكم مصر فى خلال 8 سنوات، إذا صارت مدنية وديمقراطية تؤمن بالدولة الوطنية وتعمل على إصلاح مؤسساتها، وتحدث قطيعة حقيقية مع كل الممارسات التخريبية التى نشاهدها الآن حتى لو كان على يسارها ويمينها قوى محافظة أو ثورية. نقلاُ عن جريدة "المصري اليوم "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الروايتين بين الروايتين



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon