توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استبعاد تركيا وقطر

  مصر اليوم -

استبعاد تركيا وقطر

عمرو الشوبكي

قرر وزير الأوقاف المصرى، أمس الأول، استبعاد دولتى تركيا وقطر من المشاركة فى المسابقة العالمية للقرآن المقرر أن تستضيفها القاهرة الشهر المقبل، وقال إنه «تم استبعاد دعوة تركيا وقطر من المشاركة فى المسابقة، نظرًا لموقفهما السياسى من مصر»، متمنيًا أن تعود الدولتان إلى المحيط العربى والإسلامى، مشيرًا إلى أن مصر تلقت حتى اليوم موافقة نحو أربعين دولة على المشاركة فى المسابقة التى يسهم فيها علماء وقرّاء ومُحكّمون من داخل مصر وخارجها. والحقيقة فقد صدمنى هذا القرار، لأنه على عكس ما يبدو من قوة شكلية أو مظهرية، فإنه عبر عن ضعف شديد فى الموقف المصرى، وتذكرت فورا مئات الطلاب المصريين الذين أعطتهم الحكومة التركية منحاً للدراسة فى جامعاتها ومازالوا هناك، وكثير منهم ليسوا مع الإخوان ومن أشد معارضيهم، وبالتالى هم معارضون أيضا لسياسة أردوجان، ومع ذلك لم تطردهم تركيا ولم تصغر نفسها بقرارات من هذا النوع، لأنها تعرف أن وجود هؤلاء الطلاب فى تركيا هو دليل قوة تركيا وثقتها بنفسها وليس العكس، وأن طلاباً مصريين معارضين لسياستها لن يهددوا نظامها. أما قطر التى هى مجرد كيان ينفذ الإملاءات الأمريكية واشترى دورا إقليما تخريبيا فى المنطقة، فهناك آلاف المصريين مازالوا يعملون هناك وقناة الجزيرة تدعو، ولو على سبيل استكمال الديكور، بعض المصريين المؤيدين للمشير السيسى ولخريطة الطريق ولم تمنعهم. نحن مازلنا نفعل عكس ما تفعله دول العالم، بما فيها الدويلات، فدعوة مواطنين قطريين أو أتراك لبلد الأزهر للمشاركة فى مسابقة لتحفيظ القرآن هو أمر لصالح مصر، ومنعهم هو عقاب لمصر وليس لدولهم، لأننا حتى هذه اللحظة لا نتصور أن لدينا قدرة على التأثير فى العالم فنفضل الانسحاب والعزلة والانغلاق. من قال لنا إن المشاركين من تركيا وقطر هم متحدثون رسميون باسم أردوجان أو تميم، فعلى الأرجح هم مسلمون عاديون جاءوا للمشاركة فى مسابقة قرآن كريم بالقاهرة، وبالتالى يتوقع أن يكونوا محبين لمصر أو على الأقل يفصلون بين أى خلافات سياسية بين الحكومات، وبين التفاعلات الطبيعية بين الشعوب. لا أفهم سببا منطقيا يبرر مثل هذا التصرف ولا أعرف السبب النفسى وراء استمرار غياب الثقة فى النفس والشعور الدائم بالتهديد، والتعامل على أننا أمة مفعول بها طول الوقت، والكل يتآمر عليها ويستهدفها من إيران إلى تركيا ومن قطر حتى الولايات المتحدة. ذكرنى قرار وزير الأوقاف الخاطئ بما جرى أثناء زيارة الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، فقد خرجت ردود فعل على تلك الزيارة تصب فى خانة الخوف من الآخر وتحديدا التشيع، بل وشجع البعض محاولات الاعتداء على الرئيس الإيرانى مرة داخل بيت من بيوت الله، والثانية فى حفل استقبال السفارة الإيرانية. خوفنا من العالم الخارجى يعكس عدم ثقة فى النفس وتصور البعض أن منع أتراك وقطريين من مشاركة فى مسابقة قرآن كريم فى القاهرة هو عقاب لهم وليس لنا ولدورنا ولثقتنا فى أنفسنا. أتمنى أن يكون هناك من يعى أهمية تصحيح مثل تلك الأخطاء. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استبعاد تركيا وقطر استبعاد تركيا وقطر



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon