توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات المحلية التركية

  مصر اليوم -

الانتخابات المحلية التركية

عمرو الشوبكي

فاز حزب أردوجان بنسبة تقترب من الـ50% فى الانتخابات المحلية التى جرت يوم الأحد الماضى، وحصل حزب الشعب الجمهورى المعارض على ما يقرب من 30% من أصوات الناخبين، وأكد الحزب الحاكم على ما سبق أن ذكرناه عن وجود ماكينة انتخابية قوية تصعب من خسارته فى أى انتخابات، خاصة البلدية. والمؤكد أن النظر لتجربة أردوجان من خلال فقط دعمه لتجربة الإخوان الفاشلة أمر فيه كثير من القصور، فلا أحد ينكر أن رحلة حزبه العدالة والتنمية هى رحلة نجاح، قبل أن تبدأ منذ هذا العام فى الهبوط السريع بعد أن أصاب الرجل تسلط البقاء الطويل فى السلطة (ما يقرب من 12 عاما)، والرغبة فى الاستمرار بأى ثمن إلا طبعا تزوير الانتخابات كما كان يجرى عندنا. إن معضلة أردوجان وحزبه المهيمن (راجع مقال صعود وهبوط أردوجان فى 26 /9/ 2013 بـ«المصرى اليوم») تتمثل فى امتلاكه ماكينة انتخابية وسياسية كفئة قد تضمن له لسنوات طويلة ما بين 50 و60 فى المائة من أصوات الناخبين، وهو ماحدث فى تجارب كثيرة ليس لها علاقة بالعالم الإسلامى ولا الإسلاميين، مثل جنوب أفريقيا مع حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، وفى روسيا الاتحادية، وفى المكسيك لفترة طويلة من الزمن (استمرت 70عاما)، ويحدث الآن فى تركيا. والحقيقة أن فوز أردوجان فى الانتخابات البلدية متوقع نظرا لقوة الحزب فى المحليات وبلديات المدن المختلفة، فالنجاح الذى حققه أردوجان لم يكن نجاحا تليفزيونيا أو نخبويا من أعلى إنما كان نجاحا من أسفل حين أسس لقاعدة اجتماعية جديدة مختلفة عن شبكة المصالح التى ارتبطت بالأحزاب اليمنية المدعومة من الجيش التركى، والتى اعتمدت عليه فى تحركاتها وعلى نخبة المدن الكبرى من الشرائح العليا، إلى أن جاء أردوجان وغير المعادلة فى إسطنبول ومعظم المدن التركية الصغيرة (تعثر بدرجة كبيرة فى أنقرة معقل العلمانية الأتاتوركية). إن تجربة حزب العدالة والتنمية هى تجربة تجديد كبرى جرت على الحركة الإسلامية التركية، فهو الجيل الذى انشق عن حزب الرفاه بقيادة أربكان (الطبعة التركية من تجربة الإخوان) عقب فشله وتدخل الجيش عام 1997 بعد عامين من وصوله للحكم، فيما عرف بالانقلاب الناعم، وهو ليس مثل حكم جماعة الإخوان المغلقة التى بقيت على حالها منذ تأسيسها عام 1928 وحتى وصولها للسلطة، إنما هى التجربة المحملة بأفكار عملية وأعلنت انتماءها للنظام العلمانى الديمقراطى، وإيمانها بمبادئ الجمهورية التركية التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك، ونجح فى تحقيق أهم إنجازات اقتصادية وسياسية شهدتها تركيا منذ عقود طويلة. صحيح أن أردوجان واجه تحديات كبيرة وانتقلت له أمراض البقاء الطويل فى السلطة، وتعامل باستعلاء وتسلط مع معارضيه خاصة الشباب، وبجهل مع ماجرى فى مصر، وبقيت الرسالة الأولى والدائمة لنتائج الانتخابات البلدية التركية تقول لنا إنه لا يمكن أن تسقط أى نظام مهما كانت عيوبه بالاحتجاج فقط، فطالما أن المعارضة، أو أقسام منها، مازالت صوتا احتجاجيا فسيبقى أردوجان فى السلطة ولو لبعض الوقت. سيبقى أردوجان فى السلطة حتى موعد إجراء الانتخابات البرلمانية فى نهاية هذا العام، ولكن أمامه مخاطر كثيرة منها أن حزبه قد يخسر الانتخابات أو يفقد أغلبيته البرلمانية وهى 51%، وقد يفشل أيضا فى تمرير مشروع دستور جديد لنظام شبه رئاسى سيسمح له بالترشح كرئيس للجمهورية، وقد تتحول المنافسة بينه وبين رئيس الجمهورية عبدالله جول إلى صراع على السلطة، ويعاد بناء حزب العدالة والتنمية على أسس جديدة تتجاوز أردوجان أو على الأقل تقلص من طموحاته وميوله التسلطية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات المحلية التركية الانتخابات المحلية التركية



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon