توقيت القاهرة المحلي 15:58:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوارات فرنسية (2-3)

  مصر اليوم -

حوارات فرنسية 23

عمرو الشوبكي

من المؤكد أن النخبة السياسية الفرنسية من أكثر النخب الأوروبية رفضاً لخطاب الإسلام السياسى، كما أنها من أكثرها دفاعا عن علمانية متشددة، بدت فى كثيرٍ من الأحيان تغرد بمفردها، مقارنة بخبرات أوروبية أخرى تعايشت فيها مع التنوع الثقافى والحضارى بصورة لافتة. ومع ذلك، فإن النقاش حول ما جرى فى مصر فى 3 يوليو لم يتوقف، والاحتفاء الهائل بتونس التى ليست مصر، وبدستورها الجديد، وبالتوافق الذى حدث بين أطرافها السياسية المختلفة، خاصة بعد نجاح ما عرف بالترويكا الحاكمة التى تشارك فيها حزب النهضة الإسلامى مع أطراف ليبرالية ويسارية الحكم، كان مكررا فى حديث الخبراء والبرلمانيين الفرنسيين. وحين تبدأ رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفرنسى حديثها عن العالم العربى، فتبدأ بالقول إنها اعتبرت أن من أجمل لحظات حياتها مشاهدتها كيف توافق التوانسة على الدستور الجديد وحملوا أيديهم معا، إسلاميين ومدنيين، إعلاناً بميلاد الدستور التوافقى، وحين يتعلق الأمر بمصر فهناك صمت مطبق لا شكر ولا إدانة. المؤكد أن المسار المصرى فيه تعرجات وتحديات كثيرة، فمعظم القوى الديمقراطية كانت تتمنى تغيير حكم الإخوان بالاستفتاء وبالآلية الديمقراطية، ولكن نقطة التباين بين تيارين داخل هذه القوى تتمثّل فى قراءة ما جرى فى 3 يوليو واعتبره البعض انقلابا منفصلا عن 30 يونيو، ونظرت إليه الأغلبية على أنه كان من المستحيل إسقاط حكم الإخوان بالوسائل الديمقراطية وبدون تدخل الجيش. ومع ذلك، تظل هذه النقطة ملتبسة لدى كثير من دوائر صنع القرار فى أوروبا والولايات المتحدة، وإن كان هناك تيار مهم فى دوائر صنع القرار الغربية، وخاصة الفرنسية، قد تجاوز موضوع توصيف ما جرى فى مصر: ثورة أم انقلاب، وأصبح يركز أكثر على المسار السياسى ومدى قدرته على بناء نظام سياسى ديمقراطى جديد، هذا تحول فى صالح المسار الحالى الذى أصبح العالم فى وضع المترقب له أكثر من الرافض. صحيح هو لا يرتاح لترتيبات جرت فى مصر منذ 3 يوليو خارج إملاءاته، ولن يدعم مصر اقتصاديا كما سيفعل مع تونس (كان الحديث فى هذا المؤتمر عن بدء أوروبا وضع برنامج اقتصادى لدعم تونس بما قيمته 5 مليارات يورو)، وسيتركها لمصيرها وقدرتها على مواجهة مشكلاتها الكبيرة. الغريب أن نقاش بعض الخبراء الفرنسيين والأوروبيين فى هذا اللقاء امتد ليشمل الحديث عن أوكرانيا، واعتبر أن موقف أوروبا من «الثورة الأوكرانية» يجب أن يكون هو نقطة انطلاق، لدعم أيضا قوى التغيير والثورات فى العالم العربى، وصدمنى ومعى المفكر الاستراتيجى اللبنانى د. جورج قرم هذا الحديث، وأعربنا عن رفضنا التام هذا الربط بين المسألتين، وأن أوكرانيا ليست مصر، ولا تونس، وأن المسار السياسى فى العالم العربى قوته فى أن الغرب لم يصنع ثوراته حتى لو تلاقت مصالح قلة من نشطائه مع هذا الغرب. واتفق معنا فى نفس التوجه وزير الخارجية الإسبانى الأسبق، الذى كان أداؤه رائعا طوال أيام المؤتمر، وأكد رفضه مسألة الدعم الاقتصادى المشروط لدول جنوب المتوسط، واعتبرت من جانبى أن من حق الأوروبيين أن يميزوا بين حلفائهم، ويختاروا الأولى بالرعاية، فهذا أمر يخصهم، ولكنهم يجب ألا يتصوروا أنه يمكن الحديث عن شراكة فى ظل شروط مسبقة. المسار السياسى المصرى سيترك لقدره ولمشاكله العميقة، التى ربما لا يتوقع الكثيرون فى الغرب قدرة النظام الجديد على حلها أو التخفيف منها، لذا فإن الترقب سيد الموقف، خاصة أن كثيرا من المؤشرات تقول إننا لم نبن بعد نظاماً جديداً. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات فرنسية 23 حوارات فرنسية 23



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon