توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوارات فرنسية (3- 3)

  مصر اليوم -

حوارات فرنسية 3 3

عمرو الشوبكي

النقاش عن مصر مع بعض رموز النخبة الفرنسية كان حذراً فى العلن، ومنفتحاً فى الجلسات الجانبية، ففى اللقاء الأول الذى أقامة السفير المصرى فى باريس محمد مصطفى كمال كانت هناك تحفظات على بعض مواد الدستور، خاصة المتعلقة بالقوات المسلحة، رغم أن أحد المشاركين الفرنسيين فى الحوار (وهو أستاذ قانون) قال إن المواد الحالية هى نفسها التى كانت موجودة فى الدستور السابق، وإن مادة المحاكمات العسكرية كانت أفضل فى الدستور الحالى من دستور الإخوان. أما فى اجتماع مركز الدراسات المتوسطية فإن حديث الفرنسيين كان عن كل شىء إلا ما جرى فى مصر، وأصدقاؤنا العرب تحدثوا عن بلادهم، وانتقد التوانسة بشدة حزب النهضة والمشروع الإسلامى، فى حين أن متحدثاً عربياً واحداً، وهو وزير المالية المغربى الأسبق، فتح الله أولاى، أشار إلى مصر فى بداية حديثه، وقال: «نهنئ أنفسنا بتحجيم حكم النهضة فى تونس وسقوط حكم الإخوان فى مصر». ونظراً لأن النقاش حول العالم العربى تركز على مصر وتونس فقد أكدت أن فى مصر لم يكن الصراع بين حزب سياسى إسلامى وأحزاب مدنية كما فى تونس، أو بين سلطة سياسية مثل سلطة مبارك والشعب، إنما مع جماعة سرية تكره الدولة الوطنية ولا تعترف بقوانينها واعتبرت نفسها فوق مؤسساتها وفوق الشعب. فى تونس حزب النهضة قبل أن يقدم تنازلات وقبل حلولًا وسطا. ومرسى رفض أن يغير وزيرا واحدا، وأعلن الحرب على الجميع شعبا وحكومة. قد يختلف الكثيرون مع حزب العدالة والتنمية فى تركيا والمغرب، ومع حركة النهضة فى تونس ولكنها فى النهاية أحزاب سياسية وليست جماعات سرية تحرض على العنف وتمارسه. وكما شهد العالم العربى والإسلامى تجارب نجاح فى تركيا والمغرب وتونس فى ظل وجود التيار الإسلامى، وفى ظل وجود دولة قوية، فإنه شهد أيضا تجارب فشل مدوية مثل أفغانستان والسودان والعراق وسوريا وليبيا نتيجة معادلة طرفاها الإسلاميون وسقوط الدولة (أو خطفها). موقف القوى المدنية والديمقراطية العربية مما جرى فى مصر ليس محل إجماع، فهناك من يقول إن ما جرى فى مصر انقلاب عسكرى، بما يعنى أن هناك فريقاً يفترض أن يكون حليفاً للمسار الحالى ضده، وهناك فريق آخر يتخذ موقفا معتدلا قريبا لموقف تيار واسع من القوى المدنية المصرية، ويرى أن ما جرى ثورة تدخل الجيش لحمايتها، وأنه لم يكن هناك بديل لنجاحها إلا هذا التدخل نتيجة الأسباب السابقة، وأن المهم هو حماية المسار الديمقراطى وبناء نظام سياسى جديد، وهناك فريق ثالث، على قلته، لكن أدهشنى حضوره فى هذا اللقاء، وعبرت عنه فى حوار جانبى إحدى المشاركات المعروفات فى تونس، وقالت إن السيسى هو الذى أنقذنا وإنه لولا كسر شوكة الإخوان فى مصر لتغولوا علينا فى تونس. وقد عبر مستشار ملك المغرب عن نفس هذه المعانى فى حوار جانبى معى، وكذلك أبدى سفير فرنسا السابق فى المغرب تفهمه لما جرى فى مصر فى حوار جانبى أيضا، دون أن يعلق على مصر بكلمة واحدة فى الجلسات العلنية. بقيت صدمة الأوروبيين من الحكم الذى صدر بإعدام 528 شخصا، فمهما تحدثت عن حجم الخسارة والهجوم الذى تعرضت له مصر من جراء هذا الحكم، وتحميل المشير السيسى مسؤوليته واعتباره بداية الحكم العسكرى القادم لن يكون كافيا. إن أحد القانونيين فى فرنسا، الذى قام بالإشراف على ترجمة كتاب حمل عنوان خبرة كتابة الدساتير المصرية، وزار مصر مؤخرا مرتين وقدم عرضا مدافعا عن المسار الحالى أمام مجلس الشيوخ، وقف مصدوما وعاجزا عن الكلام أمام تفسير هذا الحكم، وقد قلت إنه حكم ابتدائى، وإنه بالتأكيد سيتم التراجع عنه أمام محكمة الاستئناف. مصر أمامها تحديات كبيرة ومستقبلها رهن بقدرة أبنائها على بناء مسار سياسى قادر على استيعاب الجميع، معارضين ومؤيدين، مهما كانت اتجاهاتهم، بعيدا عن خطاب التخوين والتكفير. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات فرنسية 3 3 حوارات فرنسية 3 3



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon