توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزائر على طريق مصر

  مصر اليوم -

الجزائر على طريق مصر

عمرو الشوبكي

اعتدت أن أكتب عن «مصر ليست»: تونس أو تركيا، وأيضا ليست إيران أو سوريا، وهذه المرة سأكتب على بلد عزيز على كل عربى فى طريقه أن يكرر تجربة مبارك فى مصر، لأنه لم يتعلم من أخطاء الآخرين، وليست هذه المرة مصر التى تسير على طريق الجزائر فى تكرار مأساة ما عرف بالعشرية السوداء (التسعينيات) حين دخلت البلاد فى اقتتال أهلى راح ضحيته 100 ألف قتيل. هذه المرة وبكل أسف الحكم الجزائرى اختار أسوأ الخيارات بترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية (عهده كما يقال فى الجزائر) رابعة، بعد أن ظل 20 عاما فى السلطة فى مشهد صادم لكل من عرف الجزائر واحترم تاريخها المشرف. بوتفليقة رجل له ماضٍ نضالى كبير ضد الاستعمار الفرنسى، وكان من قيادات جبهة التحرير الجزائرية التى حاربت المستعمر وحررت الجزائر ودفعت مليون شهيد ثمنا لذلك، مبارك بدوره كان بطلا من أبطال حرب أكتوبر، وتصرف كرجل دولة حين ثار الشعب ضده وقرر التنحى وترك السلطة دون مقاومة تذكر، إنه تشابه تاريخى ولو فى بعض الجوانب. السلطة الأمنية والعسكرية فى الجزائر ضغطت على الرئيس بوتفليقة المريض لكى يترشح فى انتخابات الرئاسة، رغم أن الرجل لم يكن محبذا لهذا القرار، وهو موقف كارثى، بكل معنى الكلمة، أن تفشل النخبة الحاكمة فى أن تقدم مرشحا جديدا قادرا على المنافسة فى انتخابات حرة وديمقراطية وتتمسك برجل ظروفه الصحية لا تسمح له بالحركة من الأساس. هل يعقل أن يمتلك بلد وحزب مثل جبهة التحرير هذا التاريخ النضالى ويعجز عن أن يجدد نفسه واستغل إعطاء الشعب الجزائرى «شيكا على بياض» لدولته وجيشه لكى تحارب الإرهاب، ونجحت بثمن باهظ؟ إلا أن هذه الشرعية لم تعد قادرة على الصمود أمام إصرار الدولة على التمسك بالرئيس الحالى بوتفليقة كمرشح لها لمدة رئاسية رابعة، رغم مرضه الشديد، واستهانتها بكل الأصوات الاحتجاجية والشبابية فى طول البلاد وعرضها على طريقة خليهم يتسلوا التى قالها مبارك فى مصر ذات مرة. معضلة كثير من بلاد العالم العربى، ومنها مصر والجزائر، التى خاضت فيها دولها الوطنية معارك شرسة (بوسائل مختلفة) ضد الاستعمار، وتبنت فى مرحلة سابقة خطاب التحرر الوطنى، أنها ظلت فى حاجة لتجديد هذه الشرعية ووضعها فى قالب ديمقراطى حديث، صحيح أن تحديات كثيرة فى الداخل، منها الإرهاب وجماعات العنف الدينى، عطلت من هذا التحول، إلا أن شرعية مواجهة الإرهاب لن تبنى بمفردها نظاما سياسيا قادرا على البقاء. وكما كانت هناك شرعية تاريخية لخطاب التحرر الوطنى الذى مثل وجها ناصعا من تاريخ مصر والجزائر، إلا أنه لم يعد ممكنا أن تقول للأجيال الجديدة اصمتوا لأن آباءكم وأجدادكم حاربوا الاستعمار كما يتصور قادة جبهة التحرير فى الجزائر، ونفس الأمر ينسحب على ما يجرى الآن فى مصر، فلن تستطيع أن تقول للأجيال الجديدة اصمتوا لأن الجيش أنقذكم من حكم الإخوان. إن رسالة الاستهانة التى تقدمها النخبة الحاكمة تجاه الشعب الجزائرى وتقول لهم اصمتوا فسنفرض عليكم رئيسا مريضا، حتى لو اعترفنا بفشلنا فى التوافق على مرشح آخر، هو أمر لن يمر فى الجزائر، فأسوأ شىء أن ينظر بعض الحكام إلى شعوبهم وكأنهم غير موجودين، فكما كان مشروع التوريث مهينا للشعب المصرى فثار على حاكمه الذى تجاهل وجوده، فإن الشعب الجزائرى رغم مأساته فى التسعينيات لن يقبل أن يستمر هذا الوضع، فإما أن نفاجأ بانتخابات ديمقراطية وينتخب الشعب مرشحا آخر (بن فليس مثلا) أو ينتفض انتفاضة جديدة يسقط فيها النظام ويتعرض لأخطار كثيرة.. فهل سيعقل من فى يدهم الأمر؟ "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر على طريق مصر الجزائر على طريق مصر



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon