توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسأل روحك

  مصر اليوم -

اسأل روحك

عمرو الشوبكي

يدهشك البعض حين يصرخ، صباحا ومساء، خائفا من عودة النظام القديم وضياع الثورة، وحين تسأله ماذا قدمت أنت غير الهتاف و«النضال» على المواقع الإلكترونية لا يجيبك إجابة مفيدة. الصوت الاحتجاجى مطلوب، ولكنه يجب ألا يكون الصوت الوحيد، فالبعض يصر على أن يختزل كل قدراته فى الرفض والاحتجاج، وحين يطلب منه بناء كوخ يفشل فشلا ذريعا، لأنه لم يعرف طوال السنوات الماضية إلا صوت الاحتجاج. قد يكون وجود نسبة كبيرة من الشباب فى حملات كلا المرشحين الرئاسيين (السيسى وصباحى) خطوة مهمة نحو إكساب قطاع من الشباب مهارات جديدة تساعده على البناء وتقديم البدائل، حتى لو ركزت حملة صباحى على الهجوم على المنافس أكثر من بناء قدراتها وتطوير أدائها. والمؤكد أن فى مصر جيلا ثوريا معظمه رائع ونبيل، وبعضه غير قادر على بناء أى شىء ولا إدارة حتى «كشك سجائر»، وسيبقى صوتا احتجاجيا (كما هو موجود فى كل دول العالم) سيتزايد تأثيره ويضعف تبعا لقدرة ونجاح النظام الجديد على دمج معظم الفاعلين السياسيين داخل العملية السياسية. وإذا كان تزايد الصوت الاحتجاجى يُرجعه البعض إلى المؤامرات الخارجية وإلى مراهقة بعض القوى الثورية، وهو جزئيا صحيح، إنما أيضا نتيجة تعثر المسار السياسى والنخب الحاكمة بصورة تجعل صوت الاحتجاج هو الأكثر صخبا، وربما الأكثر تأثيرا. ويبقى السؤال: أين ذهب أغلب الشباب الذى نزل التحرير وبشر بـ25 يناير ولم يعتبر الثورة مهنة ولا وظيفة؟ ورأيناه ينظف ميدان التحرير يوم 12 فبراير ولم يؤمن بأن هناك شيئا اسمه الثورة الدائمة، لكنه غير مرتاح، وربما يرفض المسار الحالى ليس اعتراضا عليه من حيث المبدأ (على طريقة ثورة ولا انقلاب)، إنما رفضا لانتهاكات كثيرة تحدث، وأيضا عدم قبول لفكرة المرشح ذى الخلفية العسكرية الذى يراه كثير من أبناء هذا الجيل الشاب لا يعبر عن طموحاته فى الصورة المدنية التى رسموها لرئيسهم المقبل. ودون الدخول فى نقاش حول صحة هذا الرأى من عدمه فإن رفض مرشح وفقط لن يتقدم بالبلد للأمام، إنما يجب أن تحكمه القدرة على تقديم بديل، وتحويل خطاب يسقط كل رئيس إلى خطاب بنائى ونقدى ينقل البلد للأمام، ويحول طاقة الاحتجاج والرفض طوال الوقت إلى طاقة بناء ورقم مهم فى معادلات المسار السياسى الجديد، وأن يعترض على سلبيات كثيرة، ويقدم بدائل، ويبنى مؤسسات حزبية وسياسية وليس فقط حركات احتجاجية. اسأل روحك قبل البكائيات على الوضع الحالى، وقدم بديلا لتعرف أن من سيكتفى بالاحتجاج سيبقى فى الهامش، وأن هذه التفسيرات لمسار الأحداث فى مصر، والتى تجد بعضها فى الإعلام وبعضها الآخر على مواقع التواصل الاجتماعى، باتت منفصلة تماما عن الواقع، وبعيدة حتى عن فهم طبيعة السلطة وطبيعة التحديات الحقيقية التى تواجهها البلاد، حتى أصبحنا نشهد «جيتوهات» كثيرة معزولة عن بعضها البعض: «جيتو فيس بوك وتويتر، وجيتو الشباب، وجيتو الشبكات التقليدية والمحافظة، وجيتو الأحياء والمدن والقرى»، والمطلوب أن تخلق مجتمعا متجانسا تكسر فيه ثقافة الجيتو، فاسأل روحك ماذا فعلت (أو فعلنا) لتحقيق ذلك بدلا من أن تساهم أو نساهم فى تكريسه. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسأل روحك اسأل روحك



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon