توقيت القاهرة المحلي 14:03:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة الأخلاقية

  مصر اليوم -

السلطة الأخلاقية

بقلم - عمرو الشوبكي

تصريحات مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، «جوزيب بوريل»، بخصوص غزة، إيجابية، ولكنها غير كافية، فقد قال أمام البرلمان الأوروبى، الأسبوع الماضى: «إن حرمان مجتمع مُحاصَر من المياه بأوكرانيا وغزة ضد القانون الدولى، وإن لم نقل ذلك، فإننا نفتقر للسلطة الأخلاقية»، و«وقف إمدادات المياه إلى مجتمع تحت الحصار يتعارض مع القانون الدولى، ولا يمكننا قبول ذلك»، وأضاف: «هذا هو موقف الاتحاد الأوروبى حين حاصرت القوات الروسية البلدات، وقطعت المياه، وينبغى أن يكون هو نفسه عندما يتعلق الأمر بغزة».

وتُعتبر هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها مسؤول أوروبى رفيع المستوى بشكل موضوعى عن الجرائم التى تجرى فى غزة، ويشير إلى أن الصمت عما يجرى هناك يهدم الأساس الأخلاقى لدول غربية تُعتبر المساواة والعدل بين الشعوب من أسس نظمها الديمقراطية.

صحيح أن المسؤول الأوروبى لم يُشِرْ بشكل مباشر إلى مسؤولية إسرائيل عن كل الجرائم الأخلاقية التى ترتكبها فى حق الشعب الفلسطينى، سواء بقطع المياه أو الدواء أو قتل الأطفال، إلا أن إعلان ضرورة التمسك بمعيار أخلاقى واحد أمر إيجابى يمكن البناء عليه.

معضلة الانحياز الأمريكى الأوروبى الفج للدولة العبرية تكمن فى أنه روج لخطاب سياسى وإعلامى يقول إن هناك ضحايا يُبكى عليهم، وآخرين لا قيمة لهم، وإن اعتبار ما تقوم به إسرائيل من عدوان وقتل للمدنيين هو دفاع عن النفس، وهو ما أدى إلى تشكك الرأى العام العربى، بل أصوات الضمير فى العالم كله فى قيم أكبر تتعلق بالعدالة والشرعية الدولية والمساواة بين الشعوب.

إن الاستهداف الإسرائيلى للمستشفى «الأهلى المعمدانى» فى قطاع غزة لم يجد إلا كلمات تضامن غربية خجولة لم تُدِنْ إسرائيل، ولم تُحمِّلها من الأصل مسؤولية هذه الجريمة، أو كما قال رئيس الوزراء البريطانى: «سنبحث فى الأمر، ولن نسير خلف وسائل التواصل الاجتماعى»، أما الرئيس الأمريكى فاتَّهم صواريخ حماس والجهاد بضرب المستشفى عن طريق الخطأ، وأضاف أثناء زيارته لتل أبيب أن إسرائيل لو لم تكن موجودة لخلقها.

مفهوم أن تكون فى الغرب منظومة حكم كاملة تؤيد إسرائيل، وتدافع عن أمنها، وتتبنى روايتها السياسية، وتدعمها جماعات ضغط قوية صهيونية، ولكن أن ينتقل هذا الدعم من المساحة السياسية والأمنية إلى التمييز بين البشر، واعتبار أن هناك مدنيين قتلهم مُدان، ويعتبر مَن يقتلهم إرهابيين، وسينقلب من أجلهم العالم، وآخرين قتلهم «حلال»، حتى لو لم يقولوا ذلك، إلا أن عدم إدانة المعتدى، بل عدم تسميته، يهدم السلطة الأخلاقية للنظم الغربية الديمقراطية، كما قال «بوريل».

لن ينتهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلا بوجود هذه السلطة الأخلاقية المدعومة بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، التى تنص على حق الشعب الفلسطينى فى بناء دولته المستقلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة الأخلاقية السلطة الأخلاقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon