توقيت القاهرة المحلي 06:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوفان الدماء

  مصر اليوم -

طوفان الدماء

بقلم - عمرو الشوبكي

حين تتعمد أمس الأول طائرة مسيرة إسرائيلية استهداف المدنيين العزل فى قطاع غزة، ويتم توجيهها بتعمد لقتل العشرات، فإن الأمر هنا لم يعد يتعلق بضحايا مدنيين يسقطون استثناء فى حروب بين جيوش، أو بين جيش وتنظيم، أو كما يقال عادة فى معظم الحروب إن القوات المتحاربة لا تبذل جهدًا كافيًا لحماية المدنيين، أما حالة إسرائيل فتكاد تكون الحرب الوحيدة التى شهدها عالمنا المعاصر وقامت على قتل المدنيين وتهجيرهم وتعمد استهدافهم.

فلم نسمع من قادة عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية من يقول إنه يجب إلقاء قنبلة نووية على شعب يحاربه، كما قالها قادة إسرائيل فى مواجهة أهل غزة، فلم يقُلها قادة أمريكا فى أفغانستان والعراق، كما شهدنا على مدار سنوات الحرب الروسية- الأوكرانية بكل ما خلفته من مرارة واحتقان بين الشعبين، أن بوتين وحكومته أو زيلينسكى وحكومته يصف عدوه بأنهم «حيوانات بشرية»، كما قال وزير الدفاع الإسرائيلى بكل أريحية عن الفلسطينيين.

إن استهداف إسرائيل المتعمد للمستشفيات ودور العبادة والأحياء السكنية رغم تيقنها أن من فيها هم فقط مدنيون عزل، وأن قتلها النساء والأطفال ليس مجرد «خطأ عسكرى» إنما هو أمر متعمد يعكس عقيدة سياسية وعسكرية مليئة بالعنصرية والكراهية والتطرف تجاه «الآخر الفلسطينى».

لقد تأصل التطرف والعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلى بصورة من الصعب أن نجدها فى أى مكان آخر فى العالم؛ بحيث أصبحت هناك حالة من «الهستيريا» الإسرائيلية تبرر الانتقام وقتل المدنيين غير متكررة فى تجارب استعمارية أخرى، وأن خطاب النخبة الإسرائيلية فى الداخل والخارج لا يحرض فقط على الكراهية والعنصرية، إنما يعطى غطاء سياسيًا لجرائم الإبادة الجماعية وقتل المدنيين والأطفال بشكل متعمد، وأن هذا الخطاب بات مدعومًا من غالبية المجتمع الإسرائيلى وهو أمر غير مسبوق فى تاريخ الحروب الاستعمارية الحديثة حين اختارت نخبة مسيطرة وأغلب المجتمع الإبادة الجماعية والقتل والتهجير كحل للقضية الفلسطينية، لتصبح حرب غزة أقرب لحروب ما قبل الميلاد أو حروب القرون الوسطى التى طُرحت فيها مثل هذه الأفكار والممارسات.

صحيح أن العالم كله بشرقه وغربة متواطئ مع هذه الجرائم، إما بالصمت أو المشاركة، إلا أن الحالة الإسرائيلية مشكلتها أعمق لأنها ترحب وتهلل بهذه الجرائم، وتعتبر علنًا أن هؤلاء المدنيين فيهم كثيرون أيدوا حماس وبالتالى يستحقون القتل لمجرد أنهم فقط أيدوها.

ما شاهده العالم مع حرب غزة يقول إن مشكلة إسرائيل أعمق من حكومة نتنياهو لأنها باتت تتعلق أيضًا بالقيم السائدة داخل المجتمع، وبنشأة الدولة العبرية التى مارست الإقصاء وهجرت السكان الأصليين إذا لم تتمكن من قتلهم، وطوعت مبادئ الديمقراطية ودولة القانون لتقصرها فقط على اليهود، وفى نفس الوقت ترحب بالعنصرية والقتل وجرائم الإبادة الجماعية بحق غيرهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوفان الدماء طوفان الدماء



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon