توقيت القاهرة المحلي 13:56:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريحات البرهان

  مصر اليوم -

تصريحات البرهان

بقلم - عمرو الشوبكي

زيارة الفريق البرهان إلى مصر، الأسبوع الماضى، ولقاؤه بالرئيس السيسى، ثم تصريحاته المهمة بأنه لا نية لدى القوات المسلحة السودانية فى السيطرة على السلطة والحكم فى السودان، تؤكد حرصه على وضع حد للحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسعيه «لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة».

وبدا واضحًا أن الجيش حسم سيطرته على أكثر من مدينة وولاية كبرى، وبات تقدمه فى المعارك محل دعم من غالبية السودانيين، الذين باتوا يستقبلون قواته بالترحيب والتهليل، بعد أن كانوا قبل عام يهتفون بسقوط سلطته.

ورغم أن الجيش والدعم السريع هما المسؤولان المباشران عن الحرب الأهلية التى اندلعت فى السودان، فإن معاناة الناس من ويلاتها سيجعل قطاعًا واسعًا منهم يرى أن الأولوية يجب أن تكون لعودة الأمن وبسط النظام، وسيعتبرون الجيش هو الحارس الأمين للنظام العام.

إن السؤال الأساسى الذى كان يجب أن يطرحه الجميع عقب الثورة، وخاصة القوى المدنية، هو عن الأسباب التى أدت إلى جعل الحكم العسكرى منذ استقلال البلاد عام ١٩٥٦ هو القاعدة والحكم المدنى هو الاستثناء، وما أزمات القوى السياسية والتحديات التى تواجه المجتمع السودانى والانقسامات العرقية والمناطقية الموجودة فيه حتى يعتبر البعض أن الرهان على الحكم المدنى مساوٍ لغياب التنمية والاستقرار والأمن؟؟.

إن المواءمات التى شهدها السودان طوال المرحلة الانتقالية بين المكونات المختلفة من أحزاب سياسية تقليدية وقوى ثورية، وبين الجيش والدعم السريع، انتهت بفشل ذريع، وكانت صورة من حكم المواءمات الذى سبق أن شهده السودان أثناء حكم الأحزاب، وكان السبب الرئيسى وراء ذلك هو تبنيها نظامًا برلمانيًّا أفرز حالة من الانقسام والهشاشة السياسية وعدم الفاعلية والقدرة على الإنجاز، فى حين أن الحكم العسكرى تبنى نظامًا رئاسيًّا مركزيًّا اعتبره جانب من الشعب السودانى رمزًا للأمن والاستقرار.

والحقيقة أنه يجب على القوى المدنية، بعد تصريحات «البرهان»، التى أكد فيها إعداد البلاد لإجراء انتخابات نزيهة، أن تعمل على تبنى النظام «الرئاسى الديمقراطى»، وليس التمسك بالنظام البرلمانى، الذى تحول إلى ساحة للانقسام والصراعات الحزبية وعدم الفاعلية، وكان أحد أسباب الانقلابات العسكرية.

إن حسم الجيش للمعارك الدائرة فى السودان لن يعنى اختفاء عناصر الدعم السريع أو إبادتها، إنما سيظل مطروحًا التوافق على آلية لدمجها داخل مؤسسات الدولة السودانية الأمنية والعسكرية، ومن المهم أيضًا معرفة انعكاس هذا «النصر العسكرى» الراجح للجيش على المستقبل السياسى للسودان، فى ظل حصول «أولوية الأمن» على نقاط جديدة فى الشارع، والمطلوب وجود شريك مدنى يضع أيضًا الديمقراطية والانتخابات النزيهة ودولة القانون فى قلب معادلة الأمن، وتقديم منظومة سياسية جديدة تختلف عن تلك التى شهدتها البلاد منذ الاستقلال وأثناء المرحلة الانتقالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات البرهان تصريحات البرهان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon