توقيت القاهرة المحلي 07:24:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أضاع الجولان؟

  مصر اليوم -

من أضاع الجولان

بقلم: عمرو الشوبكي

لا يجب أن نقف فقط عند إدانة قرار ترامب الأخرق بإعطاء إسرائيل الحق فى السيادة على الجولان المحتل، ولا ننظر للأمر فقط فى إطار الرفض والشجب الروتينى لقرارات ترامب بخصوص القدس والجولان، إنما أيضا فى الأسباب التى جعلت رئيس أكبر دولة فى العالم يقدم على مثل تلك الخطوة المنافية للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة التى تدين ضم أى أراض بالقوة المسلحة وتشرعن لقانون الغاب والبلطجة الدولية.

يقيناً قرار ترامب وضياع الجولان، ولو المؤقت، تتحمله أطراف ثلاثة، أبرزها النظم العربية التى فشلت دون غيرها فى أن تقدم نموذجاً ملهماً لشعوبها سواء تلك التى حملت راية الاعتدال أو تلك التى حملت راية الممانعة.

ولأن النظام السورى من رافعى شعارات الممانعة، إلا إنه لم يدخل منذ حرب 73 فى مواجهة واحدة، ولو على سبيل السهو أو الخطأ ضد إسرائيل.

البعض يتصور أن الممانعة شعار يرفع أو صاروخ عشوائى يطلق، إنما هى مشروع متكامل للبناء والتقدم الداخلى ينال رضا أغلب الشعب، ويجعل هذه الدولة قادرة على مواجهة أطماع أعدائها، وأيضا تستطيع التأثير فى العالم، وهو ما فشل فى عمله النظام السورى.

وقد شهد العالم تجارب تحرر ومقاومة حقيقية وزعماء كباراً ألهموا دول العالم الثالث، وفى عالمنا العربى كانت هناك تجربة جمال عبدالناصر وثورة التحرر الوطنى الجزائرية، فالأول واجه الاستعمار وقوى الاحتلال مباشرة ليس عن طريق احتلال السودان أو محاربة انقلاب سوريا، وحين هزم فى 67 تنحّى عن السلطة وأعادته الجماهير، والثانية دفعت مليون شهيد من أجل استقلالها.

يقيناً تجرأت إدارة ترامب على انتهاك القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة بسبب الضعف العربى وفشل مشروعى الممانعة والاعتدال فى تحقيق شعاراتهما، فلا سوريا بنت نظاماً قوياً ومؤثراً على الطريقة الإيرانية (أى كان الرأى فيه)، ولا مصر وباقى دول الاعتدال حققت نهضة اقتصادية وصناعية وإصلاحاً سياسياً يسمح لها بأن تكون طرفاً إقليمياً ودولياً مؤثراً.

يقيناً الاعتراف بضم إسرائيل لأرض عربية عكس تطرفاً أمريكاً واستهانة بقرارات الشرعية الدولية وشعوراً عميقاً لدى ترامب بأنه لا يوجد من هو قادر على مواجهة تطرفه فى العالم العربى.

لا يحتاج العرب فى قمتهم أن يحلوا مشاكل فنزويلا أو كوريا الشمالية، إنما فقط أن يدافعوا عن حقوقهم التى أيّدهم فيها المجتمع الدولى والأمم المتحدة، ويقيناً حق سوريا الجريحة الكامل فى السيادة على الجولان واحد من هذه الحقوق.

يحتاج المعتدلون ومدعو الممانعة أن يواجهوا الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية فى ساحة السياسة والقانون الدولى، وليس بالشعارات وإعلان الحروب على الشعوب لا على إسرائيل، مثلما جرى فى سوريا حين تبارى النظام والجماعات الإرهابية فى استهداف المدنيين العزل وتركوا المحتل يفعل ما يشاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أضاع الجولان من أضاع الجولان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon