توقيت القاهرة المحلي 15:56:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصلاح اللحظات الأخيرة

  مصر اليوم -

إصلاح اللحظات الأخيرة

بقلم: عمرو الشوبكي

لا ينتمى الرئيس بوتفليقة ولا نظامه غير الديمقراطى إلى نوعية النظم الاستبدادية المتوحشة التى عرفتها بعض البلاد العربية فى ليبيا وسوريا، فالرجل هو أحد أبطال حرب التحرير الشعبية التى ناضلت من أجل استقلال الجزائر، كما كان له دور حاسم فى إنهاء «العشرية السوداء» حين أطلق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لينهى سنوات من العنف والإرهاب.

يقينا تاريخ بوتفليقة يتقاطع مع ميزة مبارك الكبرى باعتباره «قائد محارب» شارك فى انتصار أكتوبر من أجل تحرير الأرض، ولم يهرب مثل غيره من الرؤساء العرب، وانسحب من المشهد السياسى حقنا لدماء شعبه. وتبقى آفة التجربة الجزائرية مثل التجربة المصرية أن كلا الرئيسين طرحا مبادرتهما الإصلاحية فى اللحظات الأخيرة، وبعد أن فقدت الناس الثقة فى النظام الحاكم.

لم يخطئ البعض حين اعتبر أن الوحيد الذى حقق بعض مطالب ثورة يناير فى مصر هو حسنى مبارك بإنهاء مشروع التوريث وتعديل الدستور وإعلان عدم ترشحه لولاية جديدة، كل ذلك كان بكل أسف فى اللحظات الأخيرة وبعد أن نزلت الملايين فى الشوارع، ونسى أنه بقى 30 عاما فى السلطة ولم يفكر فى البدء فى أى من هذه الإصلاحات السياسية.

والحقيقة أن هذا ما جرى فى الجزائر أيضا حين بقى بوتفليقة فى السلطة 20 عاما ولم يفكر طوال هذه المدة فى طرح أى مبادرة للإصلاح السياسى، ولو كان الرئيس بوتفليقة قد أعلن منذ 3 أشهر فقط عن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة، وقرر عدم الإقدام على تلك الخطوة المهينة للجزائر وتاريخها بالترشح وهو فى هذه الحالة الصحية السيئة، ولو كان أعلن عن إطلاق ندوته الوطنية لترتيب انتقال سلس للسلطة فى نفس الفترة أيضا، لما وصلت الجزائر إلى ما هى عليه الآن، وقبلت الجماهير مبادرات النظام القائم.

والحقيقة أن مبادرات بوتفليقة الحالية بعدم الترشح لولاية/ عهدة خامسة وإعلانه عن إقامة الندوة الوطنية التى ستضم كل الأطياف السياسية هى خطوة إيجابية وآمنة لمستقبل البلاد، وللأسف تبارى تيار واسع من الحراك فى رفضها، والمدهش أن هناك رموزا سياسية جزائرية ممن سبق أن سميناهم فى مصر «ثوار بعد الثورة» ممن كانوا جزءا من النظام القديم، وتباروا فى القفز من مركبته حين تصوروا أنها تغرق، أعلنوا مقاطعتهم للندوة الوطنية وطالبوا بتنحى فورى لبوتفليقة.

الخيار العقلانى دائما ما يكون صعبا فى ظل غياب الثقة بين السلطة والشعب، ويقينا أن فرص الجزائر فى تحقيق مطالب انتفاضتها الشعبية ليست فى توالى «الجمع الثورية» من «جمعة الرحيل» و«ارحل يعنى ترحل» الأسبوع الماضى إلى «جمعة الحسم» أمس الأول، إنما فى الخروج من ثقافة الإقصاء والاتهامات المتبادلة التى يتبارى البعض فى ترديدها، وذلك بالقبول بالحزب الحاكم والرئيس بوتفليقة فى المعادلة السياسية المؤقتة، وعدم المطالبة بتنحيته الفورية والمشاركة بفاعلية فى الندوة الوطنية من أجل البدء فى انتقال ديمقراطى وتأسيس دولة قانون.

قد يهمك أيضًا :

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح اللحظات الأخيرة إصلاح اللحظات الأخيرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان
  مصر اليوم - مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon