توقيت القاهرة المحلي 10:42:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية وقطر

  مصر اليوم -

السعودية وقطر

بقلم-عمرو الشوبكي

أثارت الإشارة التى ذكرها ولى العهد السعودى محمد بن سلمان فى مؤتمر مستقبل الاستثمار بخصوص قوة الاقتصاد القطرى تكهنات كثيرة، تماما مثلما أثار تعليقه على متانة العلاقات التركية- السعودية جدلا واسعا.

واعتبر البعض هذه التصريحات مؤشرا على أن السعودية قد تضطر تحت وطأة الضغوط الإعلامية والسياسية إلى إعادة رسم تحالفاتها فى المنطقة وتقديم تنازلات للحلف القطرى التركى وذراعهم الإخوانى.

إن أول رد على الضغوط التى تستهدف السعودية هو الإعلان الشفاف عن نتائج التحقيق فى مقتل خاشقجى وتحديد المسؤول الحقيقى عن إصدار الأوامر فى ارتكاب تلك الجريمة البشعة، ومحاسبته مهما علا شأنه لأن الحفاظ على الوطن وعدم قبول استباحته أو ابتزازه أهم من أى شخص.

أما فى حال تمسكت السعودية بروايتها ونسى العالم مع الوقت القضية، واكتفى بمعاقبه منفذى الجريمة، فإن تمرير ذلك سيكون له تبعات سياسية، أهمها تقديم تنازلات لقطر وتركيا، وإعادة فتح القنوات شبه المغلقة مع الإخوان المسلمين، والسؤال الذى يجب أن تفكر فيه مصر: ما الذى ستفعله فى حال غيرت السعودية تحالفاتها أو تغيرت معادلات الحكم وإداراته؟

الحقيقة أن مصر فى حاجة إلى تحديد خلافها مع قطر وتركيا، فليست قضيتها محاربة «الإخوانية العالمية» على طريقة الولايات المتحدة مع الشيوعية العالمية فى ستينيات القرن الماضى، إنما قضيتها مع تنظيم الإخوان فى مصر وليس النموذج التركى داخل حدوده. يمكن لمصر أن تحتفظ بعلاقات عادية مع تركيا بشروط واضحة، أبرزها عدم قبول التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وإذا كان بيت الرئيس التركى من زجاج فعليه ألا يقذف الآخرين بالطوب (حتى لو كان فى وضع اقتصادى أفضل من مصر)، فهو يحكم تركيا منذ 16 عاما وسيبقى 10 سنوات أخرى وفق الدستور الجديد، وفى بلده أعلى نسب اعتقال للصحفيين فى العالم.

والمطلوب ألا تقبل مصر بتدخلات الآخرين فى شؤونها الداخلية لأنها عمليا لا تدخل فى شؤونهم، وعليها أن تعرف نقاط ضعفهم لترد عليهم دفاعا لا هجوما.

أما قطر فمشكلتها أكبر من تركيا لأنها دويلة صغير مارست وتمارس تحريضا ضد الشعب المصرى، ودعمت عناصر إرهابية فى ليبيا وصل صداها لمصر، وهذا أمر يجب وقفه، أما توجهاتها السياسية أو تحالفاتها المتناقضة مع حماس وإسرائيل، مع تركيا وإيران، ومع سنة لبنان وحزب الله، فكل هذا لا يخصنا. إذا استطاعت مصر أن تحدد خطوطها الحمراء وهى تتعامل مع تركيا وقطر بدلا من باب الشتائم والكلام الأهبل الذى يروجه كثير من الإعلاميين برضا حكومى للأسف، وإذا قدمت خطابا سياسيا متماسكا، فإن ذلك سيعنى إجراءها إصلاحات داخلية تكون قادرة على التعامل مع أى تغيرات إقليمية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وقطر السعودية وقطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon