توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية وقطر

  مصر اليوم -

السعودية وقطر

بقلم-عمرو الشوبكي

أثارت الإشارة التى ذكرها ولى العهد السعودى محمد بن سلمان فى مؤتمر مستقبل الاستثمار بخصوص قوة الاقتصاد القطرى تكهنات كثيرة، تماما مثلما أثار تعليقه على متانة العلاقات التركية- السعودية جدلا واسعا.

واعتبر البعض هذه التصريحات مؤشرا على أن السعودية قد تضطر تحت وطأة الضغوط الإعلامية والسياسية إلى إعادة رسم تحالفاتها فى المنطقة وتقديم تنازلات للحلف القطرى التركى وذراعهم الإخوانى.

إن أول رد على الضغوط التى تستهدف السعودية هو الإعلان الشفاف عن نتائج التحقيق فى مقتل خاشقجى وتحديد المسؤول الحقيقى عن إصدار الأوامر فى ارتكاب تلك الجريمة البشعة، ومحاسبته مهما علا شأنه لأن الحفاظ على الوطن وعدم قبول استباحته أو ابتزازه أهم من أى شخص.

أما فى حال تمسكت السعودية بروايتها ونسى العالم مع الوقت القضية، واكتفى بمعاقبه منفذى الجريمة، فإن تمرير ذلك سيكون له تبعات سياسية، أهمها تقديم تنازلات لقطر وتركيا، وإعادة فتح القنوات شبه المغلقة مع الإخوان المسلمين، والسؤال الذى يجب أن تفكر فيه مصر: ما الذى ستفعله فى حال غيرت السعودية تحالفاتها أو تغيرت معادلات الحكم وإداراته؟

الحقيقة أن مصر فى حاجة إلى تحديد خلافها مع قطر وتركيا، فليست قضيتها محاربة «الإخوانية العالمية» على طريقة الولايات المتحدة مع الشيوعية العالمية فى ستينيات القرن الماضى، إنما قضيتها مع تنظيم الإخوان فى مصر وليس النموذج التركى داخل حدوده. يمكن لمصر أن تحتفظ بعلاقات عادية مع تركيا بشروط واضحة، أبرزها عدم قبول التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وإذا كان بيت الرئيس التركى من زجاج فعليه ألا يقذف الآخرين بالطوب (حتى لو كان فى وضع اقتصادى أفضل من مصر)، فهو يحكم تركيا منذ 16 عاما وسيبقى 10 سنوات أخرى وفق الدستور الجديد، وفى بلده أعلى نسب اعتقال للصحفيين فى العالم.

والمطلوب ألا تقبل مصر بتدخلات الآخرين فى شؤونها الداخلية لأنها عمليا لا تدخل فى شؤونهم، وعليها أن تعرف نقاط ضعفهم لترد عليهم دفاعا لا هجوما.

أما قطر فمشكلتها أكبر من تركيا لأنها دويلة صغير مارست وتمارس تحريضا ضد الشعب المصرى، ودعمت عناصر إرهابية فى ليبيا وصل صداها لمصر، وهذا أمر يجب وقفه، أما توجهاتها السياسية أو تحالفاتها المتناقضة مع حماس وإسرائيل، مع تركيا وإيران، ومع سنة لبنان وحزب الله، فكل هذا لا يخصنا. إذا استطاعت مصر أن تحدد خطوطها الحمراء وهى تتعامل مع تركيا وقطر بدلا من باب الشتائم والكلام الأهبل الذى يروجه كثير من الإعلاميين برضا حكومى للأسف، وإذا قدمت خطابا سياسيا متماسكا، فإن ذلك سيعنى إجراءها إصلاحات داخلية تكون قادرة على التعامل مع أى تغيرات إقليمية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وقطر السعودية وقطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon